شارك أكثر من 250 مندوباً من بينهم كبار المسؤولين الحكوميين، وأصحاب المشاريع، والمطورون، وموردو المرافق، وخبراء الصناعة، وأصحاب المصلحة الرئيسيون في اليوم الأول من مؤتمر مشاريع تبريد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المزمع، والذي انطلق اليوم 14 يونيو 2022 في فندق رافلز دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويناقش الحدث المنعقد لمدة يومين فرص المشروع البالغ قيمته 15 مليار دولار (55 مليار درهم) أو 10 % من سوق تبريد المناطق العالمي البالغ 150 مليار دولار. ويُعقد المؤتمر في الوقت الذي يتوسع فيه قطاع تبريد المنطقة بوتيرة سريعة في الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون وبقية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويعتبر سوق تبريد المنطقة الكائن في الإمارات هو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، وينمو بوتيرة أسرع مدفوعة بالظروف المناخية وزيادة الإنفاق على البنية التحتية.

تستخدم العديد من الشركات في المنطقة أنظمة تبريد المناطق نظراً للفعالية من حيث التكلفة والخدمة طويلة الأجل.

من خلال مؤتمر مشاريع تبريد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يجتمع أكثر من 25 من الخبراء الدوليين والإقليميين، لمناقشة توقعات السوق الحالية، والفرص والتحديات في صناعة تبريد المنطقة في الإقليم- والتي أصبحت شائعة نظراً لما لديها من كفاءة في الطاقة. تعرض أكثر من 20 منظمة رائدة من 10 دول منتجاتها وخدماتها في المؤتمر في معرض.

وضم متحدثو الحدث قادة الصناعة البارزين، بما في ذلك ليلى نوبوغ نصر، أخصائي أول في تنظيم تبريد المناطق، دائرة الطاقة وجيمس جرينيل، رئيس قسم المياه، مكتب التنظيم والرقابة للكهرباء والمياه في دبي وسليمان الخليوي، المدير العام وسعودي تبريد ابوبكر الحضرمي، المدير العام (ال سي سي اس أو) / مدير التشغيل والصيانة، مرافق قطر وعز الدين الجرادي، رئيس التحول والتميز في الأعمال، إيميكول وفارس أحمد، المدير العام لشركة إعمار للتبريد المركزي، والعديد من رواد الصناعة الآخرين.

ولما كان المُجتمع الدولي قد أعلن عن هدفه المُتمثل في الوصول إلى «صافي صفر انبعاثات» بحلول 2050، فإن مُعظم بُلدان الشرق الأوسط بدورها تُتباري في ما بينها في إطار تركيب وحدات تبريد في مقاطعاتهم الجديدة من أجل الانتقال بالانبعاثات الكربونية إلى أقل مستوى لها، هذا وبدورها تحذو دول مثل المملكة العربية السعودية، والبحرية، وقطر، وعمان، والكويت، ومصر وغيرها من الدول حذو دولة الإمارات في ما يخص تدشين عدد هائل من مشروعات التبريد بالمناطق، وذلك في مُختلف أرجاء المنطقة، وهو الأمر الذي بدوره سُيبقي المقاولين ومقاولي الباطن مشغولين بالأعمال لمدة 15-20 عاماً مُقبلة بحسب قول الخُبراء.

 

حماية البيئة

وبدوره صرح سليـمان الخليوي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة/ تبريد السعودية، قوله: «تنفق المملكة العربية السعودية كمية هائلة من الطاقة لإنتاج (60,000) ميغا-وات من الكهرباء لتوفير الطاقة اللازمة للاقتصاد، وهي الطاقة التي يذهب ما نسبته (60-70) % منها لقطاع مكيفات الهواء، بيد أننا الآن نقوم بالعمل على زيادة توريدات أنظمة تبريد المناطق من أجل تقليل اعتمادنا على الطاقة وجعل هذا القطاع أكثر حماية للبيئة ومُستدام بطريقة أشمل».

واستطرد: «إن مؤسسة تبريد السعودية، والتي تتمتع بسعة إنتاجية لإنتاج ما قدره (26,350) طناً تبريدياً (آر تي) من خدمة التبريد وذلك في عدد (5) مناطق امتياز طويلة المدى، قد قامت مؤخراً بالفوز بمناطق حق امتياز جديدة لخدماتها لتوريد خدمة تبريد المناطق».

وقد تابع بقوله: «لقد قمنا بتحقيق ما قيمته (1,75) مليار ريال سعودي من توفيرات مُنفقات رأس المال في دولة المملكة العربية السعودية، وحيث إن سوق تبريد المناطق هي سوق مُتمددة في المملكة العربية السعودية، حيث تتسابق مناطق الامتياز الجديدة في الافتتاح والتدشين لكافة مُقدمي خدمات تبريد المناطق، وإن هذا الوقت هو بحق وقت يتسم بالإثارة بالنسبة لنا جميعاً».

هذا وقد صرحت «ليلي نبوخذ نصر»، كبير اختصاصي تبريد المناطق لدى دائرة الطاقة بأبوظبي، قولها: «لقد عكفتْ الحكومة على وضع وتوفير بيئة تنظيمية سليمة لقطاع تبريد المناطق في الإمارة، وإننا حتى تاريخه قد قمنا بإصدار عدد 4 رخص بسعة (230,000) طن تبريدي كسعة مُرخص بها في الإمارة، وإن واحدة من المردودات والإنجازات الرئيسة لهذا الجَهد هو تقليل نفقات وفاتورة الاستهلاك لمستخدمي القطاع السكني النهائيين».

كفاءة سعرية

وبدوره صرح فارس أحمد، المُدير العام لمؤسسة/ إعمار للتبريد- المناطق قوله بأن شركته قد قامت بإصدار وتدشين وحدة تبريد مناطقي جديدة تُتيح إنتاج التبريد عبر الهواء، وذلك باستخدام التقنيات الجديدة.

وأضاف: بفضـل التقنية الحديثة المُستخدمة في وحداتنا، فإننا في الوقت الراهن إزاء توفير وعرض أفضل كفاءة سعرية للعملاء في مُختلف قطاعات شبكتنا وبينما تتزايد عدد البنايات، التي تلتحق بمناطق الامتياز، فإن الكفاءات سوف تتحسن وتتطور.

إن الهدف من انعقاد هذا المؤتمر هو إيجاد طرق لجعل تبريد المنطقة أكثر استدامة وكفاءة. هناك الكثير من الفرص لتحسين كفاءة المحطة من خلال تعديلات الطاقة والرقمنة والتحديث ودمج التكنولوجيا وتقليل استخدام مياه الشرب، وما إلى ذلك.

وتعد تبريد المنطقة، الطريقة الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة لتبريد المباني في البيئات القاحلة. تعد الموثوقية العالية وكفاءة الطاقة المتزايدة عدداً قليلاً من الميزات الرئيسية، التي توفرها أنظمة تبريد المناطق، والتي ستعزز اتجاهات الأعمال. إنه مثالي للمؤسسات الكبيرة مثل المطارات والمباني التجارية والحرم الجامعي والأبراج السكنية. تعتمد هذه التقنية على محطة تبريد مركزية، مما يسهل التبريد داخل شبكتها من خلال شبكة من نظام الأنابيب تحت الأرض، التي تحمل المياه المبردة.

تكاليف الصيانة

تستخدم أنظمة تبريد المنطقة طاقة أقل بنسبة 50% من مكيفات الهواء، وبالتالي تقلل الاستثمار الرأسمالي الأولي وتكاليف الصيانة. يمكن أن تعمل المعدات بسلاسة لمدة تصل إلى 30 عاماً، مما يعزز اعتماد التكنولوجيا. يضيف تبريد المناطق قيمة هائلة من حيث تحسين استخدام مساحة المبنى وتقليل التلوث الضوضائي وتقليل استخدام المبردات والأهم من ذلك تقليل تكلفة التبريد بشكل كبير.

شملت موضوعات المناقشة الخاصة بمؤتمر مشاريع تبريد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الرؤية المستقبلية لتبريد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحديث محطات تبريد المنطقة والتغلب على التحديات في إدارة الطاقة لتبريد المناطق والتحديات في بناء محطة تبريد المناطق؛ التحول الرقمي في تبريد المناطق، الذي يشمل قضية رئيسية مثل: رقمنة محطات تبريد المناطق لدفع القدرة التنافسية المالية والتشغيلية؛ المشاريع المشتركة وعمليات الدمج والاستحواذ في صناعة تبريد المناطق والكثير من إعلانات وتحديثات المشاريع الجديدة على مشاريع تبريد المناطق الحالية وما إلى ذلك.

رؤية مستقبلية

استهل المؤتمر من خلال عرضه «الرؤية المستقبلية والأطر التنظيمية لتبريد المناطق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، تلاه عرض حصري حول تحديثات المشاريع قدمه سليمان الخليوي، المدير العام لشركة تبريد السعودية، ثم عرض تقديمي حصري حول تحديثات المشاريع. بقلم أبوبكر الحضرمي، المدير العام (ال سي سي اس أو) / مدير التشغيل والصيانة، مرافق قطر.

وقدمت ليلى نوبوغ نصر، أخصائي أول في تنظيم تبريد المناطق، دائرة الطاقة، لمحة عامة عن الإطار التنظيمي لتبريد المناطق في أبوظبي، تلتها كلمة حول «تنظيم التبريد الفعال» من قبل جيمس جرينيل رئيس قسم المياه، مكتب التنظيم والرقابة للكهرباء والمياه في دبي. بعد ذلك، تناول شركة إيه دي سي الحديث عن الذكاء الاصطناعي في تبريد منطقة الولايات المتحدة من خلال العرض التوضيحي المقدم إلى شيلر سيرفيسز إنترناشيونال.

ودارت حلقة نقاش اليوم الأول حول «تحسين مساهمة تبريد المناطق في الاستدامة»، حيث شارك في الجلسة عز الدين جرادي، الرئيس التنفيذي للتحول وتميز الأعمال، وإيميكول فارس أحمد، المدير العام لشركة إعمار للتبريد وستيف ليموين، الرئيس التنفيذي لشركة دالكيا.

وتحدث كيران داروادكار، مدير المبيعات الوطنية بشركة ارمسترونج فلود تيكنولوجي عن ذكاء النبات وفرص التحسين في محطات تبريد المنطقة، وتحدث أحمد نبيل القصبي، مدير إدارة تبريد المناطق في شركة ألايد كونسالتنتس ليمتد، عن التغلب على التحديات في إدارة الطاقة لمحطات تبريد المنطقة يليه عرض تقديمي مقدم من شركة تكييف لتجارة التبريد والتكييف ذ.م.م وجي آر إف إن.