أكد خبراء أهمية تبني الشركات الخاصة في الدولة إجراءات استباقية للمساهمة في تحقيق الهدف البيئي الذي تسعى إليه الدولة.
وقالت داليا حليم، الشريك في ايليمنت 6، إحدى الشركات المعنية في إدارة الكربون وتوفير الحلول البيئية التي تم إطلاقها حديثًا في دبي: يعد قياس البصمة الكربونية في الشركات أولى الخطوات الصحيحة باتجاه فهم الآثار البيئية الحالية وتحديد الخط الذي يقاس التحسين على أساسه. لذا بات من الضروري أن تدرك الشركات أهمية الدور الذي يلعبه الحد من الانبعاثات في تحسين الإجمالي النهائي لديها. وتابعت بالقول: بينما تعتزم الإمارات تحقيق هدفها في الوصول إلى صافي الصفر من الانبعاثات، تقع على عاتقنا مسؤولية مشتركة في خفض الانبعاثات التي تفاقم من مشكلة الاحتباس الحراري لكي نتمكن من الوصول إلى اقتصاد صافي الانبعاثات الصفرية بحلول 2050.
وتعتبر عملية قياس غازات الاحتباس الحراري هي الخطوة الأساسية التي تُمكن الشركات من تحديد مستويات الانبعاثات الكربونية التي تسببها، إما عن طريق قياس المستوى الكربوني للشركة (الانبعاثات الناتجة عن عمليات التشغيل العامة في الشركة) أو عن طريق قياس المستوى الكربوني للمنتج (الانبعاثات الناتجة عن عمليات التصنيع). حيث يتم قياس الانبعاثات والتي تقدر بالأطنان من ثاني أكسيد الكربون باستخدام عوامل الانبعاث التي تعطي البصمة الكربونية الإجمالية للشركات. تتوقف بعض الشركات عند هذه المرحلة، باستخدام هذا كخط أساس لقياس تحسنها البيئي في السنوات المقبلة. بينما يختلف الأمر بالنسبة لكثير من الشركات، حيث تمثل هذه المرحلة نقطة البداية على خارطة طريقها في الوصول إلى الحياد الكربوني. ويعتبر قياس الكربون، أو غازات الاحتباس الحراري من أهم الخطوات التي تستند إليها أي خطة من خطط إدارة الكربون.
وتعد خطط إدارة الكربون عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الاستدامة التي تتبناها الشركات أثناء إعداد تقاريرها. وكانت هيئة الأوراق المالية والسلع الإماراتية قد كلفت الشركات المساهمة العامة والمدرجة في الإمارات منذ عام 2021 بنشر تقاريرها المتعلقة الاستدامة، حيث تزايد اهتمام المستثمرين والمستشارين على الصعيد العالمي في التقارير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
وقال عامر عرفات، الشريك في ايليمنت 6: بما أن الشركات الخاصة ليست ملزمة بإعداد هذا النوع من التقارير، فإنه من الضروري إيضاح أهمية الدور الذي تلعبه الاستدامة في الشركات. فعندما تصبح الاستدامة جزءًا من ثقافة الشركات، فإنها تخلق التمايز في الخدمات أو المنتجات التي تقدمها وتصبح واحدة من أهم القيم فيها، كما أنها تؤثر إيجابيًا على الطريقة التي ينظر إليها أصحاب المصلحة.