انطلقت، أمس، فعاليات «أسبوع التقنية المالية في مركز دبي المالي العالمي»، بحضور عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، حميد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، وعارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، ونُخبة من كبار المسؤولين المحليين ورجال وروّاد الأعمال المُقيمين المهتمين بالاستثمار في قطاع التقنية المالية «فينتك».
وتجري الفعاليات بفندق «ريتز كارلتون» داخل مقر «مركز دبي المالي العالمي». ويُعد الأسبوع الحدث الأكثر شمولاً في قطاع «فينتك» على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كونه يرسم الملامح المستقبلية لقطاع التمويل. كما يُعد أيضاً بمثابة شاهد جديد على عزم دبي تأسيس اقتصاد عصري يعتمد بالأساس على التقنية.
ويشارك في الفعالية أكثر من 1000 شخصية بينهم مبتكرون ومتخصصون في قطاع التكنولوجيا المالية ومسؤولو مؤسسات الاستثمار الرائدة والبنوك وصناع السياسات وشركات الخدمات المالية مثل، شركة «بينانس» وبنك أوف أمريكا، وستاندرد تشارترد، وبنك دبي التجاري، وناين بلوكس كابيتال مانجمنت، وشركة «ريبل».
10 مجالات
وتركز فعاليات الأسبوع على 10 مجالات رئيسية واعدة من قطاع التكنولوجيا المالية وهي: ويب 3.0؛ العالم الافتراضي «الميتافيرس»، الرموز غير القابلة للاستبدال، العملات الرقمية، البلوك تشين، المدفوعات، والتمويل المدمج، والخدمات المصرفية المفتوحة، التكنولوجيا التنظيمية، والبيئة والمجتمع والحوكمة.
تحول عميق
وقال عيسى كاظم في كلمة افتتاحية: «يمر التمويل في الوقت الراهن بفترة تحول عميقة وغير مسبوقة تُحركها التقنيات الرقمية والابتكار، على نحو يُعيد صياغة خدمات المدفوعات، الإقراض، التأمين، وإدارة الثروات. وستصبح الخدمات المالية بشكل عام أكثر كفاءة، تنافسية، وشمولية وأقل مركزية.
وتبدو المرحلة المقبلة من التقنية المالية والابتكار مُهيأة لتعريف مشهد الخدمات المالية لعدة عقود مُقبلة، وهو ما يجعل المناقشات التي ستشهدها فعاليات «أسبوع التقنية المالية» حاسمة في ظل سعينا الجماعي إلى استشراف مستقبل قطاع التمويل».
وتطرق كاظم في كلمته إلى دور «مركز دبي المالي العالمي» في دعم الابتكار والإبداع في قطاع التمويل منذ تأسيسه عام 2204.
وقال كاظم: «تُعد الثقة من جانب الشركات العالمية في دبي وفي «مركز دبي المالي العالمي» مُساهماً رئيسياً في بناء اقتصادنا، حيث تولد الشركات التي تنشط داخل المركز ما يزيد على 12% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي».
وأضاف كاظم: «اليوم تستأثر الشركات التي تقع مقارها بمركز دبي المالي العالمي بما يتجاوز 20% من الخدمات المالية المُدرجة في الموازنة العامة للإمارات، وتتجاوز قيمة الحصة السوقية للأنشطة الإجمالية للمركز 700 مليار دولار».
وأفاد عيسى كاظم بأن المركز استقطب خلال العام الماضي فقط حوالي 1000 شركة جديدة، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الشركات الجديدة المُسجلة لديه إلى 3650 شركة، بمعدل نمو سنوي يبلغ 25%.
وقال: من ضمن 3650 شركة مُسجلة بالمركز، توجد أكثر من 500 شركة مُبتكرة، وبارتفاع نسبته 67% بالمقارنة مع العام الماضي. وتتجاوز الحصة السوقية لهذه الشركات المُبتكرة 60% من إجمالي الشركات المُبتكرة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
مستقبل رقمي
وبدوره، ألقى حمد بوعميم كلمة أكد فيها أهمية الرقمنة والتقنية المالية في اقتصاد دبي. وقال بوعميم: «مستقبل الأعمال في دبي رقمي. ولقد دخلت الإمارة بالفعل مرحلة جديدة من النمو تقودها التقنية المالية والابتكار بالأساس.
وتتخذ حكومة دبي خطوات ملموسة لتأسيس اقتصاد رقمي قوي يستخدم المزايا والفوائد التي يتيحها لنا التحول الرقمي. وفي واقع الأمر، فإن دبي تُعد بمثابة منصة انطلاق لروّاد الأعمال الذين يقصدونها من كافة أرجاء العالم لتأسيس وإنماء أعمالهم، وفي الوقت نفسه يعززون مكانة دبي كمركز للاقتصاد الرقمي».
وتطرق بوعميم إلى مساعي غرفة دبي في دعم الشركات الناشئة بالإمارة، وقال: «اضطلعت غرفة دبي بدور فاصل في دعم ونمو الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وتواصل الغرفة تقديم مُبادرات وبرامج تُلبي الاحتياجات المتغيرة لروّاد الأعمال الرقميين، ونقدم لهم المعرفة والأدوات التي يحتاجونها لتحقيق النمو والازدهار».
نمو هائل
وعلى هامش فعاليات اليوم الأول، أكد عارف أميري على النمو الهائل الذي حققه قطاع التقنية المالية خلال السنوات الأخيرة. وقال في تصريحات خاصة لـ«البيان»: «يكفي القول إنه منذ 5 سنوات فقط، كان وجود شركات التقنية المالية في مركز دبي المالي العالمي شبه منعدم، اليوم بات عددها 600 شركة تستأثر بنسبة 60% من إجمالي شركات القطاع على مستوى الشرق الأوسط.
وثمة دليل آخر على مدى سرعة النمو الهائل الذي يحققه القطاع في دبي، وهو أن إجمالي عدد الموظفين العاملين بالشركات المنتمية للقطاع داخل المركز قد ارتفع بقيمة 3 أضعاف في غضون الــ 18 شهراً الأخيرة فقط».
واستعرض أميري عناصر بيئة التمكين التي يوفرها المركز للشركات المتخصصة في قطاع التقنية المالية، مشيراً إلى أنها بدأت بتوفير حاضنة للمشروعات الناشئة «Fintech Hive»، لتكون بمثابة مُسرٍع لأعمالها وشركاتها، ثم بعد ذلك أطلقت مبادرة منح التراخيص للشركات المتخصصة في التقنية المالية، ثم إطلاق مبادرة «ساندبوكس» لدعم الابتكار لدى هذه الشركات، وانتهاءً بتمويل الشركات الناشئة، والذي بدوره اتخذ عدة أشكال من أهمها صندوق بقيمة مليار درهم لدعم الشركات الناشئة، بالمشاركة مع «مؤسسة دبي المستقبل».
واختتم أميري بالتأكيد على أهمية فكرة أن التقنية المالية ليست بديلة للصيرفة التقليدية، ولن تحل محلها، وإنما ستعمل على تطويرها وإضفاء تغييرات ضخمة على آلياتها.