أبرزت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، جهود الإمارات للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، ووضع نفسها في قلب التحول العالمي للطاقة.
وفي مقال لمراسلها في دبي، روري جونز، قالت الصحيفة: «إن الإمارات تبرز كواحدة من أكبر الدول تمويلاً للطاقة النظيفة في العالم، وتسعى لأن تصبح قوة مؤثرة في مصادر الطاقة المتجددة، كما هي حالياً في مجال النفط والغاز».
وسلطت الصحيفة الضوء بشكل خاص على حقيقة أنه بينما تركز الإمارات العربية المتحدة على مصادر الطاقة المتجددة، فإن الدولة مستمرة أيضاً كمستثمر رئيس في النفط والغاز التقليديين.
وأشارت إلى أنه منذ نوفمبر الماضي، عندما وافقت الدول على تسريع خطط خفض الانبعاثات في قمة الأمم المتحدة للمناخ، قالت الإمارات إنها ستمول تطوير آلاف ميغاوات من مشاريع طاقة شمسية، في عدد من بلدان العالم، وخصصت 400 مليون دولار لتمكين انتقال الدول النامية إلى الطاقة النظيفة، وتعهدت بالمساعدة في توفير الكهرباء الخضراء لـ 100 مليون أفريقي، بحلول 2035، كما وعدت الإمارات بجمع 4 مليارات دولار للاستثمار في التقنيات، التي من شأنها تحويل الزراعة وإنتاج الغذاء، للتوافق بشكل أكبر مع الحد من التغير المناخي.
وذكرت الصحيفة أن دولة الإمارات، تأمل في أن يساعد الرهان على الطاقة النظيفة، في تنويع اقتصاد الدولة المعتمد على النفط.. مشيرة إلى أن شركة مبادلة، استثمرت أكثر من 20 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة، منذ أن بدأت الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة في عام 2006، متجاوزة بذلك استثمارات دول أخرى، أو صناديق التقاعد العامة، وفقاً لشركة «غلوبال إس دبليو إف» للأبحاث، ومقرها نيويورك.
وقالت الصحيفة إنه بحلول نهاية هذا العقد، تسعى الإمارات العربية المتحدة، سابع أكبر منتج للنفط في العالم، إلى استثمار وتطوير مشاريع تولد ما يصل إلى 100 غيغاوات من الطاقة النظيفة محلياً وخارجياً، أي ما يعادل 4 أضعاف المتاح الحالي، والالتزامات من مشاريعها للطاقة.
وأشارت إلى تصريحات سابقة لمعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، التي قال فيها: «إنه لا يمكن تحقيق التحول في قطاع الطاقة، إلا بالتعاون مع منتجي الهيدروكربونات، الذين لهم دور مساعد في إدارة التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.. وأن النفط والغاز ليسا تحدياً، وإنما جزء من الحل».
كما أشارت الصحيفة بشيء من التفصيل، إلى جهود شركة مصدر خلال السنوات الأخيرة، وتوقيعها لاتفاقيات مع عدة دول، منها أذربيجان وقرغيزستان، في أعقاب الاتفاقات المبرمة خلال السنوات الأخيرة مع العراق والمغرب وأرمينيا وإندونيسيا.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى تصريحات رئيس الدائرة القطبية الشمالية، ورئيس دولة آيسلندا السابق، أولافور راجنار جريمسون، التي قال فيها: «إنه من المفارقات، أن الإمارات الغنية بالنفط، أصبحت بالفعل الآن، أحد اللاعبين الرئيسين في مجال الطاقة النظيفة».
وتعد الدائرة القطبية الشمالية، أكبر شبكة من الحكومات والشركات والجامعات، ومراكز الفكر والمنظمات البيئية ومجتمعات السكان الأصليين والمواطنين المهتمين بتحفيز الحوار والتعاون بشأن مستقبل القطب الشمالي والعالم.