أعلن بنك الإمارات دبي الوطني، عن إطلاق برنامج المواهب الرقمية الوطنية الأول من نوعه، في خطوة تندرج ضمن جهوده المستمرة لدعم الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، التي أطلقتها حكومة الإمارات، بهدف التحول إلى دولة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر الاستثمار في الأفراد والقطاعات والتقنيات ذات الصلة. ويشكل هذا الإطلاق مبادرة تهدف إلى سد النقص الحاصل إقليمياً وعالمياً في أصحاب المواهب الرقمية، والتقنية العالية في المؤسسات.
ويقوم البرنامج على استقطاب وتوظيف حوالي 300 مواطن من الخريجين المتفوقين على مدى السنوات الأربع المقبلة، ووضعهم في شركات تقنية عالمية لاكتساب الخبرة والتدريب اللازمين، ومن ثم إكمال مسيرتهم مع بنك الإمارات دبي الوطني.
أدوات
وأكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، خلال حفل إطلاق البرنامج بدبي، أمس، على أهمية توفير الأدوات اللازمة والبيئة الحاضنة للمواهب الوطنية في المجال الرقمي، لتطوير مهاراتهم، ومساعدتهم على اكتساب المعرفة العملية من الخبراء والمختصين، تماشياً مع توجهات الإمارات، وحرصها على إعداد أجيال قادرة على بناء مستقبل مبتكر للدولة، وسعيها لتنمية مواهب الكوادر المتميزة، من خلال تمكينهم وتعليمهم، وتوفير فرص التدريب من قبل أفضل الشركات، لتعزيز جاهزيتهم العملية والإدارية، لقيادة مختلف القطاعات، ورفع مستوى الاقتصاد الرقمي.
وأضاف أن المتغيرات التي يمر بها معظم القطاعات، جذرية ومهمة في جميع القطاعات، وعلى جميع المؤسسات العمل على مواكبتها، والاستفادة منها في التمكين التقني لجيل من المواطنين، بهدف دعم قطاع البنوك وغيره من القطاعات الحيوية، وإشراك الشباب المؤهل في تطوير أفضل الحلول للتحديات التقنية.
مذكرة تفاهم
من جانبه، أوضح عبد الله قاسم، الرئيس التنفيذي لإدارة العمليات في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني، أن البرنامج يهدف إلى استقطاب حوالي 300 مواطن من الخريجين، وذلك من خلال مذكرة تفاهم مع مكتب وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وبالشراكة مع كليات التقنية العليا، وجامعة الشارقة، بهدف صقل مهارات مجموعة كبيرة من المتدربين الإماراتيين، وإعدادهم للمستقبل على مدار السنوات الأربع المقبلة.
وأوضح أن البرنامج يهدف إلى احتضان الطلبة المتفوقين بعد تخرجهم، ووضعهم في شركات تقنية عالمية، مثل مايكروسوفت و«آي بي إم» و«بي دبليو سي» و«ديلويت»، للعمل من 12 إلى 18 شهراً، ليكتسبوا الخبرة والتدريب اللازم، ومن ثم يكملوا مسيرتهم مع بنك الإمارات دبي الوطني، لافتاً إلى أن التحول الرقمي الحاصل في البنك، هو نواة هذا البرنامج.
وأضاف: نأمل أن تنشط المؤسسات الأكاديمية والتعليمية لتأهيل عدد طلبة أكبر، لتأهيل عدد أكبر من أصحاب المهارات الرقمية، للمشاركة في التحول الرقمي الحاصل في البنوك وغيرها من المؤسسات الحيوية.
ولفت إلى أن عدد الموظفين من علماء البيانات ومهندسي التقنية والمعلومات في أسواق المجموعة في الإمارات ومصر وتركيا والسعودية، يبلغ اليوم حوالي 3000 موظف، منهم حوالي 1700 في الإمارات وحدها. وأشار إلى أن البرنامج يدخل ضمن الخطة التي أعلن عنها البنك، والتي تهدف إلى إنفاق حوالي مليار درهم في التحول الرقمي في البنك. وأشار إلى استمرار نموذج العمل الهجين، الذي يعتمد على المرونة، مشيراً إلى أن التمكين الرقمي يساعد على تطوير الاستراتيجيات الرقمية في البنوك والمؤسسات التي تدعم عمل الموظفين، بدون أن تلغي دورهم.
صقل المهارات
ونظراً لالتحاق نسبة عالية من الطلاب في الإمارات بمجالات دراسية أساسية، تغطي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والهندسة والعلوم الطبيعية، فإن هذا الأمر يشكل فرصة مثالية لصقل مهارات الخريجين في هذه المجالات، عبر تطبيق المهارات التي اكتسبوها على تجارب عمل على أرض الواقع، بالتعاون مع الخبراء في القطاع. وبالتالي، المساهمة بتنمية وإعداد مجموعة من الكوادر الوطنية القادرة على إطلاق الحلول التقنية المقبلة، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويهدف بنك الإمارات دبي الوطني، من خلال إطلاق برنامج المواهب الجديد، إلى رعاية الشباب الإماراتي، وتطوير قدراتهم، وإعدادهم للمستقبل، دعماً للاقتصاد الوطني الرقمي، وتشييد جسر متين للتواصل والتفاعل بين الوسط الأكاديمي والقطاع المصرفي.
فرص التدريب
وبالشراكة مع كليات التقنية العليا وجامعة الشارقة، سيوفر بنك الإمارات دبي الوطني، للطلاب من مواطني الدولة، فرص التدريب التي ستسهم في إعادة تشكيل مستقبلهم المهني، ودعم أقسام تكنولوجيا المعلومات والخدمات الرقمية في البنك. وستتيح الدورات التدريبية المأجورة للطلاب الجامعيين، فرصة التعرف إلى أحدث التقنيات والابتكارات في قطاع الخدمات المالية، والاستفادة المباشرة من الخبرات والمعارف التي يمتلكها رواد التحول الرقمي في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات السحابية، والخدمات المصرفية المفتوحة، والروبوتات والمنصات والتكنولوجيا المالية، وسبل تعزيز الأمان المصرفي. وسيحظون أيضاً بفرصة اكتساب خبرة قيمة في حل التحديات العملية في مجالات التكنولوجيا المالية، وصياغتها عبر مشاريع دراسية وعملية.
ذكاء اصطناعي
قال الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة: مع دور التكنولوجيا كمحور رئيس لكل ما نقوم به اليوم، تتصاعد أهمية الذكاء الاصطناعي والتقنيات المرتبطة به، الأمر الذي يجعل تزويد الشباب الموهوب بالمهارات المرتبطة بها منذ مراحلهم الدراسية الأولى، أمراً على درجة عالية من الأهمية. ويسعدنا منح طلابنا الجامعيين، الفرصة للحصول على التدريب ضمن بنك الإمارات دبي الوطني، الذي يعتبر أحد البنوك الرائدة، حيث سيتمكنون من إثراء خبراتهم ومعارفهم. وباعتبار أن جامعة الشارقة هي جامعة رائدة في علوم الحاسوب، وهي أول جامعة في المنطقة تقدم شهادة الماجستير في هذا المجال، نتطلع قدماً لدعم البرنامج، وصقل مهارات المبرمجين الشباب في مجالات الذكاء الاصطناعي.