مراكز البيانات الخضراء محرّك الاستدامة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد خبراء أن تحويل مراكز البيانات في الإمارات إلى خضراء يدعم جهود الإمارات نحو الاستدامة، لافتين إلى أنه بالنظر إلى الاعتماد المتزايد على الاقتصاد الرقمي، تحتاج جميع القطاعات إلى تعزيز جاهزيتها لتحويل بيئات تكنولوجيا البيانات فيها إلى خضراء- خصوصاً أنها تمثل العبء الأكبر من حيث استهلاك الطاقة – والاستفادة من الوفورات في حجم التكاليف واستهلاك الطاقة الذي سيسهم به ذلك التحول.

تعرّف مراكز البيانات الخضراء على أنها «بيئة حوسبة تستخدم الموارد بطريقة أكثر كفاءة، ولها تأثير أقل على الأشخاص والبيئة من مراكز البيانات التقليدية، التي تؤثر سلباً على البيئة، بسبب حاجتها لكميات هائلة من الطاقة والمياه، مما يؤدي إلى انبعاث الملوثات والتخلص من كميات هائلة من نفايات الآلات».

وتوقعت دراسة لشركة «موردور إنتيليجنس» نمو سوق مراكز البيانات الخضراء من 65 مليار دولار في عام 2022 إلى 182 ملياراً بحلول 2026، مسجلاً معدل نمو سنوي مركب 23% خلال فترة التوقعات. وذكرت الدراسة أن انتشار مراكز البيانات على شكل واسع ومعدل استهلاك الطاقة الكبير لتلك المراكز إلى إطلاق الحكومات على مستوى العالم إلى استراتيجيات لتنظيم استهلاك الطاقة وخفض بصمتها الكربونية، وهو ما سيكون العامل الأساسي في نمو الطلب على مراكز البيانات الخضراء.

معرفة

وخلصت دراسة قامت بها كليات التقنية العليا في أبوظبي إلى أن ضرورة زيادة معرفة موظفي تكنولوجيا المعلومات بخطط تنفيذ مركز البيانات الخضراء بشكل سليم والممارسات الجيدة والمقاييس القياسية لإعداد مركز البيانات الخضراء. وأضافت الدراسة أن التنفيذ السليم لمراكز البيانات الخضراء سيؤدي بالنتيجة إلى خفض التكاليف والموارد وتخفيف البصمة الكربونية للشركة وتحقيق تأثير إيجابي على الأشخاص والبيئة.

وتعتبر الإمارات من أعلى 10 دول على مستوى العالم استهلاكاً للطاقة الكهربائية بمعدل 20 ميغاواط ساعي للفرد. وفضلاً عن أن مراكز بيانات تكنولوجيا المعلومات أصبحت العمود الفقري في أي مؤسسة، يؤكد خبراء أن الإمارات سباقة في نشر مراكز البيانات الخضراء على مستوى المنطقة بالاعتماد على أحدث التقنيات. وتعتبر «مورو» التابعة لهيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا» من أولى المؤسسات التي وضعت حجر الأساس لأكبر مركز بيانات يعمل بالطاقة الشمسية بنسبة 100% وذلك بالشراكة مع هواوي.

ارتفاع الطلب

وتوقع عمار طبا، نائب رئيس هواوي للعلاقات العامة والإعلام في منطقة الشرق الأوسط ارتفاع الطلب على مراكز البيانات الخضراء في الإمارات بالتزامن مع الجهود الحثيثة التي تبذلها الإمارات لتسريع تبني الجيل القادم من التقنيات المستدامة الصديقة بالبيئة. وأشار إلى أن التعامل مع «مورو» يمنح «هواوي» فرصة لدعم أهداف التنمية المستدامة في الإمارات تماشياً مع النمو الكبير الذي يشهده قطاع الطاقة المتجددة.

وأضاف: «تلعب التقنيات الحديثة اليوم دوراً حاسماً في خارطة طريق تنمية وتطوير المجتمعات. ودائماً ما نسعى في هواوي لتقديم حلول تعتمد على الجمع والتناغم بين التقنيات المتطورة كالسحابة، والذكاء الاصطناعي، والجيل الخامس، مع التركيز على استدامة الطاقة وتحقيق أهداف الحد من الانبعاثات الكربونية. ونعمل مع شركائنا ضمن النظام الأيكولوجي لتحقيق التحول الرقمي لمختلف القطاعات والصناعات بشكل مستدام. وسنواصل دعم عملائنا على إدارة بياناتهم بشكل فعال ومستدام يمكنهم من خلق فرص جديدة لأعمالهم وتوفير مزيد من الحلول والخدمات المتطورة لصالح بناء مجتمعات ذكية منخفضة الكربون».

تقنيات

وأوضحت الدكتورة نعمت الجيار، مدير مشارك للبحوث في كلية الرياضيات وعلوم الحاسوب (MACS) في جامعة «هيريوت وات» بدبي، أن مراكز البيانات الخضراء تجمع بين أحدث التقنيات لتحقيق أقصى قدر من كفاءة الطاقة وأقل تأثير على البيئة. وأضافت: «وفقًا لمسح حديث، فإن 43% من مراكز البيانات في العالم لديها مبادرات استدامة قائمة. ويستخدم مركز البيانات الخضراء طاقة ومساحة أقل بالمقارنة مع التقليدي، كما أن تصميمه وتشغيله صديقان للبيئة حيث تم تصميم الأنظمة الميكانيكية والإضاءة والكهربائية وأنظمة الكمبيوتر لزيادة كفاءة الطاقة وتقليل التأثير البيئي. ويتضمن إنشاء وتشغيل مخزن البيانات الخضراء تقنيات واستراتيجيات متقدمة».

وتابعت: «مع ارتفاع استخدام الكهرباء وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من مراكز البيانات، سيزداد الطلب على مراكز البيانات الخضراء. ونعتقد أن الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة ومرافق التبريد والمعدات الموفرة للطاقة وأنظمة الإدارة كلها مكونات شائعة كحلول لمراكز البيانات الخضراء».

استدامة

وقال سايمون بينيت، رئيس القسم التقني في «راك سبيس للتكنولوجيا»: برز في كافة دول المنطقة توجه كبير ومتنامٍ نحو الاستدامة، حيث أعلنت الإمارات عن سعيها لتوليد 50% من احتياجاتها الكهربائية عبر مصادر خالية من الكربون بحلول عام 2050. وستشكل عمليات تصميم وتشغيل مراكز البيانات جزءاً لا يتجزأ من هذه الخطة، فقد تحوّلت العديد من المؤسسات إلى التعاون مع مزودي الخدمات السحابية فائقة النطاق مدفوعة بالسعي لخفض التكاليف الناجمة عن استهلاك الطاقة الكهربائية في عدد من مواقعها، وبرغبتها في أن تكون ركيزة محورية في دعم جهود الاستدامة على الصعيد الوطني، وكذلك عدم توفر الرغبة لديها بامتلاك مرافق مراكز بيانات، وانفتاحها على الاستفادة من خيارات أكثر مرونة يوفرها مزودو الخدمات السحابية.

وأضاف بينيت أن الموارد المشتركة توفّر مزايا إضافية على صعيد تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة مقارنة بالاعتماد على العديد من مراكز البيانات الصغيرة، والتي يتطلب كل منها مصدر طاقة خاصاً، وتقنيات للتبريد، كما أنها، وفي غالب الأحيان، تحتوي على معدات لا يمكن للمؤسسات بأي حال من الأحوال استغلالها. وعلاوة على ذلك، يحرص مزودو الخدمات السحابية عموماً على استخدام معدات قياسية يتم تحديثها بانتظام، وعادة ما تكون المعدات الحديثة أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

وأضاف: علاوة على ما سبق، فإن طبيعة المعدات المستخدمة في مراكز البيانات دائمة التغير. وبفضل تنوّع تقنيات إدارة الطاقة والتبريد، بما في ذلك استخدام الحلول القائمة على السوائل بدلاً من تبريد الهواء التقليدي، باتت المعدات الجديدة تمتاز بكفاءة أعلى من ناحية متطلبات الطاقة والحرارة، الأمر الذي لعب دوراً مهماً في خفض نسب استهلاك الطاقة. ومؤخراً، دأب مزودو الخدمات السحابية على تشغيل العديد من مراكز البيانات بمصادر الطاقة الشمسية، ما ساهم بتقليل البصمة الكربونية الإجمالية لمرافق مراكز البيانات، لتشكل تلك المصادر حصة أكبر ضمن مزيج الطاقة.

Email