احتلت دبي المرتبة 18 ضمن قائمة أكثر الأسواق العالمية نمواً في قطاع المساحات المرنة، حيث شهد سوق المكاتب في الإمارة نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية مع ارتفاع الطلب بدعم انتعاش النشاط الاقتصادي في المنطقة والآفاق الإيجابية لاقتصادات دولها.
ويسجّل أبرز مشغّلي المساحات المرنة في دبي معدلات إشغال عالية تصل إلى 100% لدى بعض المشغلين، الذين وضعوا خططاً لتوسيع عروضهم في جميع أنحاء الإمارة.
وشهدت توجهات شاغلي العقارات المكتبية تغيّراً ملحوظاً بعد أزمة «كوفيد 19» وأسهمت الشركات التي تتطلع إلى التكيف مع عالم الأعمال الجديد، والأفراد الذين يبحثون عن مكان مناسب للعمل بعيداً عن المنزل في تعافي الطلب على المساحات المكتبية المرنة، بحسب «سَفِلز» المزوّد العالمي للخدمات العقارية.
وقال سوابنيل بيلاي، مدير قسم الأبحاث في الشرق الأوسط لدى سَفِلز: «تتمتع دبي باعتبارها أحد الأسواق الرائدة في الشرق الأوسط، بمزايا فريدة تستقطب الشركات والمواهب وتوفر مركزاً لإطلاق أعمالها وتوسيعها في المنطقة.
وتماشياً مع التوجهات العالمية، تشهد الإمارة زيادةً ملحوظة وثابتة في أعداد مزودي المساحات المرنة خلال السنوات القليلة الماضية».
وأضاف بيلاي: «تشير هذه النتائج إلى مستقبل قطاع المكاتب الواعد، حيث يستفيد أصحاب العقارات من معدلات الإشغال العالية لمشغّلي المساحات المرنة ومستأجري المكاتب التقليدية، ما يتيح للعملاء إمكانية الاستفادة من المساحات المفروشة والجاهزة».
زخم الطلب
وقال إيري ميتسوسترجيو، مدير قسم الأبحاث العالمية لدى سَفِلز: «بدأ الاتجاه السلبي يتراجع تدريجياً منذ نهاية 2021 مع توسع المشغلين إلى مساحات جديدة. ويأتي الطلب على المساحات المكتبية الآمنة اليوم مدفوعاً بتوجه مجموعة كبيرة من الشركات من مختلف الأحجام والقطاعات ونتوقع أن يُحافظ الطلب على المساحات المكتبية المرنة على زخمه، ولا سيما وسط البيئة التي تشهد تغييرات هيكلية مستمرة وحالات عدم اليقين الدوري».
وتصدرت لندن القائمة، تلتها مومباي في المرتبة الثانية ثم أمستردام ونيويورك وباريس في المراتب الثالثة والرابعة والخامسة على التوالي. ويعود ظهور مفهوم المكاتب المرنة في مدن مثل لندن ونيويورك وباريس إلى السنوات التي تلت الأزمة المالية العالمية وازدهار سوق العمل الحر. وتعتمد اقتصادات هذه المدن على قطاع الابتكار، حيث تتمتع جميعها ببيئة خصبة وتوجه دائم نحو توفير أقصى درجات المرونة في ممارسة الأعمال.
وشكل إقبال مزودي الخدمات على المساحات المكتبية المرنة 8% وسطياً من إجمالي إشغال المكاتب في أسواق عالمية محددة ترصدها سَفِلز عام 2018. لكن هذا التوجه تغيّر بعد أزمة كوفيد 19 مع تحول الموظفين إلى العمل من منازلهم لفترة طويلة وعادت جهات التشغيل التي تتميز بالمرونة إلى شغل مساحات مكتبية جديدة عام 2021، حيث بلغ الإقبال على المساحات المكتبية المرنة 5% من إجمالي الطلب على المساحات المكتبية العام الماضي.
وتستكشف سَفِلز، المزوّد العالمي للخدمات العقارية، المدن التي من المحتمل أن تشهد أعلى ارتفاع في معدلات طلب الشاغلين على المساحات المرنة في العالم. واختارت الشركة 19 سوقاً عالمية رئيسية للمساحات المكتبية وحللت العوامل الرئيسية المحتملة في تحفيز الطلب على المساحات المكتبية المرنة في السنوات المقبلة.
وركزت الدراسة على العوامل التي تحدد مستوى الابتكار في هذه المساحات وقدرتها على استقطاب أصحاب المواهب، مثل استثمارات رأس المال والتثقيف والتوافق مع متطلبات بيئة العمل المرنة. كما قارنت الدراسة بين خصائص سوق المكاتب مثل ديناميكيات العرض والطلب ومدد التأجير التقليدية وتوقعات النمو المستقبلي لقطاع الخدمات.