أكد ريتشارد نيكول، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والقدرة، بشركة ليكويد ريتيل أن نموذج التجارة السريعة (المعروفة أيضاً باسم كيو كوميرس - Q-commerce)، يعد أكثر نضجاً في الإمارات من معظم المناطق الجغرافية الدولية، من ناحية التطوير والتبني.

والتجارة السريعة نموذج أعمال للتجارة الإلكترونية مدفوع بالتسليم السريع عند الطلب؛ بمعنى أن الشركة تميل إلى تسليم العناصر المطلوبة في أقل من 15 دقيقة. يأتي ذلك بعد أن دفعت جائحة «كوفيد 19» مجتمع الأعمال العالمي إلى إعادة تصور نماذج التشغيل التقليدية التي يتبعها في وقت قصير. وفي هذه الفترة تقدَّم المبتكرون من جميع القطاعات ليقدموا حلولاً لمشكلات لم يكن هناك ما يدفعهم إلى التفكير في حلول لها قبل فترة الجائحة.

وأوضح نيكول أن التجارة السريعة شكلت واحداً من أهم الأنشطة في العالم في العام الماضي. وقد اكتسب هذا المفهوم زخماً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، ولا سيما في دولة الإمارات حيث يمر قطاع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت بمرحلة ازدهار قوية.

نماذج

وأسست منصة نون عام 2017، واستحوذت بالفعل على حصص كبيرة في السوق في قطاعات مثل: الإلكترونيات، والوسائط، والأزياء، والأغذية. كما تصدرت منصة سوق دوت كوم - ومقرها دبي - عناوين الصحف في العام نفسه حينما استحوذت عليها شركة التجارة الإلكترونية العملاقة أمازون مقابل 580 مليون دولار أمريكي.

وقال نيكول: إن «طلبات مارت»، المدعومة بنجاح تجار التجزئة التقليديين عبر الإنترنت، كانت من بين أولى منصات التجارة السريعة في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، إذ كانت تقدم خدمة توصيل البقالة للعملاء في 30 دقيقة في فترة الإغلاق فعند التمعن في قصص نجاح مماثلة مثل «أُناس» (Ounass) وLetsTango.com، لا يتطلب الأمر أن يكون المرء عبقرياً ليلاحظ أن منطقتنا لديها جميع الأساسيات اللازمة لقطاع التجارة السريعة المزدهر.

أسباب

على الرغم من أن مزايا التجارة السريعة واضحة، يبقى التساؤل عن سبب استقطاب القطاع الكثير من الاهتمام من مستثمري رأس المال المغامر.

وكما يشير نيكول فإن الجاذبية الحقيقية للتجارة السريعة تكمن في قدرتها على تسريع «عملية التسليم في مراحلها الأخيرة». ومثلما أشارت إليه شركة تحليل البيانات «غلوبال داتا» في تقريرها الاستشرافي عن التجارة السريعة: «أصبحت الراحة/‏‏ اليسر سلعة ذات قيمة بالنسبة للمستهلكين الذين يعانون ضيق الوقت، إذ يبدي العديد من الأشخاص دفع سعر أعلى مقابل الخدمات عند الطلب باحتسابها مستوى متقدماً من تجربة العميل».

ويدعم تحليل من Bringg.com هذا الرأي، إذ يُظهر أن 27% من المستهلكين يتخلون عن الشراء لأن التسليم ليس بالسرعة الكافية، وما يقرب من النصف (45%) منهم على استعداد لدفع المزيد مقابل مزيد من الراحة أو اليسر. وحينما يتعلق الأمر بالتجارة السريعة، تكون البضائع هامشية تقريباً. وبينما لا يزال الأمر يتعلق بالعرض والطلب، فإن المنتج الذي يتم بيعه هنا هو الزمن.

وأضاف: لهذا السبب أعتقد أن المفهوم يبدو جذاباً للغاية للمستثمرين، لأنه لا يوجد حد واضح للعوائد التي تقدمها التجارة السريعة فما دام العملاء على استعداد لدفع مبالغ إضافية لشراء البضائع بسرعة، فإن الشركات التي أثبتت أنها الأكثر فاعلية في تقليص فجوة التسليم في المرحلة الأخيرة، يمكنها - في حدود المعقول - تحديد أقساطها الخاصة.

وهذا لا يعني أنه لا توجد عوائق أمام النمو، فهناك تحديات طويلة الأمد مثل انخفاض هوامش الربح وارتفاع تكاليف التسليم، إلى جانب ارتفاع التضخم العالم. ومع ذلك، فإن آفاق نمو القطاع هائلة. مع استمرار استبدال معاملات نقاط البيع بالتجارة الإلكترونية، ستشهد سوق التجارة السريعة توسعاً بشكل متناسب.

التجارة الإلكترونية

في الإمارات وحدها، وجدت شركة نتوورك إنترناشونال أن النمو السنوي للإنفاق على التجارة الإلكترونية كان ضعف نمو معاملات نقاط البيع التقليدية في الربع الأول من عام 2022. وبصفتها قطاعاً فرعياً للتجارة الإلكترونية، تقدم التجارة السريعة خدمة متميزة للعملاء الراغبين في دفع مبالغ إضافية مقابل التسليم السريع. بعيداً عن التنافس مع بعضها بعضاً، تمثل نماذج البيع بالتجزئة السريعة «قيمة مضافة» للمنصات التقليدية عبر الإنترنت.