كشفت «أصداء بي سي دبليو» شركة استشارات العلاقات العامة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن النتائج الرئيسية لاستطلاعها السنوي الرابع عشر لرأي الشباب العربي 2022 والتي بينت أنه للعام الحادي عشر على التوالي، تظل الإمارات العربية المتحدة البلد المفضل الذي يرنو ثلثا الشباب العربي للعيش فيه متجاوزةً بفارق كبير الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وألمانيا وفرنسا وتركيا. كما أنها البلد المفضل الذي يريد معظم الشباب العربي لبلدانهم أن تقتدي به.
اقتصاد متنام
وتابع الاستطلاع أن ثلثي الشباب العرب يقولون إن الإمارات هي الدولة التي يرغبون بالعيش فيها وهو يعتبر رقماً قياسياً، وأنهم ينجذبون إلى الدولة بسبب اقتصادها المتنامي وبيئتها الآمنة.
من ناحيته يعد استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الرابع عشر لرأي الشباب العربي، المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في العالم العربي، والتي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة، وتعكس نتائج الاستطلاع لهذا العام آمال ومخاوف وتطلعات الشباب في 50 مدينة عبر 17 دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجرى الاستطلاع من 13 مايو إلى 16 يونيو 2022 و أجري خلاله 3400 مقابلة شخصية مع شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، فيما تطرقت نتائج الاستطلاع لـ6 مواضيع هي ( هويتي، وسبل معيشتي، توجهاتي، ومواطنتي العالمية، ونمط حياتي، وطموحاتي المستقبلية).
دور كبير
وتفصيلا فيما يخص محور ( هويتي) بين الاستطلاع ان الشباب العربي يعتبرون الدين العنصر الأهم في التعبير عن هويتهم فيما هناك إجماع متزايد على أن الدين يلعب دوراً أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط وأن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب يعتقدون أن المؤسسات الدينية بحاجة لإصلاح، كما أن غالبية الشباب العربي خارج منطقة مجلس التعاون الخليجي يعتبرون اللغة العربية أقل أهمية بالنسبة لهم من آبائهم.
وتابع الاستطلاع أن ثلاثة أرباع الشباب العربي تقريباً يبدون قلقهم من فقدان الثقافة والقيم التقليدية ومعظمهم يقولون إن الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية أهم من بناء مجتمع أكثر عولمة، كما أن المزيد من الشباب العربي يريدون الحفاظ على هويتهم باستثناء الشباب السوري واليمني، بينما غالبية الشباب العربي يقولون إن القوانين في بلدانهم يجب أن تستند إلى الشريعة الإسلامية.
عقبات مهمة
وبخصوص محور (سبل معيشتي) بين الاستطلاع أن الشباب العربي يعتبر ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة من أكبر العقبات التي تواجه المنطقة فيما أكثر من الثلث يقولون إنهم يكافحون لتغطية نفقاتهم الأساسية، وارتفعت نسبتهم إلى أكثر من الثلثين في شرق المتوسط، كما أن معظم الشباب العربي يبحثون عن الدعم المالي من عائلاتهم فيما واحد من كل أربعة شباب عرب عليه ديون شخصية وأن 8 من كل 10 شبان عرب قلقون إزاء جودة التعليم في بلدانهم.
وواصل الاستطلاع أن نصف الشباب العربي يعتقدون أنه من الصعب العثور على وظيفة جديدة في بلدانهم وأنه لتوفير المزيد من الوظائف، يتعين على الحكومات التركيز على مكافحة الفساد وإصلاح نظام التعليم، بينما المزيد من الشباب العربي أبدوا اهتماماً في العمل بشكل مستقل.
استقرار مهم
وكشف محور (توجهاتي) أن الغالبية العظمى من الشباب العربي تعتبر الاستقرار أهم من الديمقراطية وأن حوالي ثلثي المشاركين يقولون إن الديمقراطية لن تنجح في منطقة الشرق الأوسط، وترتفع نسبتهم إلى نحو الثلاثة أرباع في دول شرق المتوسط كما أن غالبية الشباب العربي يقولون إنهم يتمتعون بحقوق أكثر بفضل الربيع العربي، ولا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي. ويقول العديد من الشباب إنهم قلقون بشأن تنامي دور الحكومة في حياتهم اليومية بينما ثلثا الشباب العربي يقولون إن قيادتهم تهتم لآرائهم، وأقل من نصف الشباب العربي، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي، يشعرون أن حكوماتهم لا تمتلك السياسات المناسبة لمعالجة مشاكلهم.
ويرى معظم الشبان والشابات العرب أنهم يتمتعون بحقوق متساوية ويؤمن غالبية الشباب العرب أن حضور النساء بشكل أكبر في سوق العمل سيعود بالنفع على بلدهم ، وان نقص عدد الوظائف، وعدم مرونة ساعات العمل، والالتزامات الاجتماعية، والتحيز عوائق تقف في وجه النساء.
رقم قياسي
وعن محور (مواطنتي العالمية ) كشف أنه للعام الحادي عشر على التوالي، بقيت الإمارات العربية المتحدة البلد المفضل الذي يرنو الشباب العربي للعيش فيه متجاوزةً بفارق كبير الدول الأخرى وانها هي البلد المفضل الذي يريد معظم الشباب العربي لبلدانهم أن تقتدي به.
كما أن ثلثي الشباب العرب يقولون إن الإمارات هي الدولة التي يرغبون بالعيش فيها وهو يعتبر رقماً قياسياً كما ان الشباب العرب ينجذبون إلى الإمارات بسبب اقتصادها المتنامي وبيئتها الآمنة.
ومن بين الدول غير العربية، ينظر معظم الشباب العربي إلى الصين على أنها حليف لبلدهم، تليها تركيا وروسيا.
وخلال الأعوام الخمس الماضية، اعتبر معظم الشباب العربي الصين حليفاً حقيقاً لبلدهم أكثر من الولايات المتحدة، فيما لا يزال ينظر العالم العربي إلى أمريكا على أنها صاحبة التأثير الأكبر في العالم العربي. وهناك تأييد واسع النطاق لفك ارتباط الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط، وأن الشباب يحمل أمريكا وحلفائها في الناتو مسؤولية الحرب في أوكرانيا أكثر من روسيا.
وسائل تواصل
وتطرق محور (نمط حياتي) إلى أن (واتس أب وفيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتيك توك) أكثر منصات وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً بين الشباب العربي
فيما ارتفعت نسبة استخدام منصة تيك توك خلال 3 أعوام بأكثر من الضعف، في حين تراجعت نسبة استخدام منصتي فيسبوك وتويتر.
وبين الاستطلاع تراجع نسبة متابعة الأخبار مع اعتبار وسائل التواصل الاجتماعي أهم مصدر للأخبار وأن الشباب العربي يثق بالتلفاز والصحف والمصادر الإلكترونية أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين كمصدر للأخبار كما ازداد عدد الشباب العرب الذين يتسوقون عبر الإنترنت بمقدار الضعف تقريباً خلال خمسة أعوام.
وجاء الطعام والملابس والبقالة والأجهزة الإلكترونية أكثر المنتجات التي يشتريها الشباب عبر الإنترنت وأن ثلاثة أرباع الشباب يقولون إنهم يجدون صعوبة بالغة في ترك وسائل التواصل الاجتماعي، وأن واحد من بين كل خمسة من الشباب العرب، خاصةً في شمال أفريقيا وشرق المتوسط، يصفون صحتهم العقلية بأنها "سيئة أو ليست جيدة جداً" وعلى امتداد العالم العربي يعد الوضع المالي أكبر هواجس الشباب.
تفاؤل كبير
وكشف محور (طموحاتي المستقبلية) أن الشباب العرب سجل أعلى مستوى من التفاؤل خلال 3 أعوام، بقولهم أن أيامهم القادمة أفضل وأن أكثر من النصف يرون أنهم سيحظون بحياة أفضل من آبائهم، وهو أعلى مستوى تفاؤل في 3 أعوام، كما أن أكثر من نصف الشباب يرون أن اقتصاد بلدانهم لا يسير في الاتجاه الصحيح.
وأن أكثر ما يتطلع له الشباب هو إنهاء تعليمهم وإيجاد فرص عمل، لكن فكرة الهجرة على رأس أولويات الكثير منهم ، فيما حوالي نصف الشباب العرب يحاولون أو يفكرون جدياً بالهجرة إلى بلد آخر وتأتي كندا وألمانيا والولايات المتحدة هي الوجهات الأكثر شعبية بالنسبة للمهاجرين المحتملين.