يترقب السوق العقاري في أبوظبي تحقيق انطلاقة كبيرة وصعود قوي، خلال الفترة المقبلة، مع التحول الرقمي الكامل للخدمات العقارية، بالإضافة إلى التوسع في إصدار الإقامة الذهبية، والتسهيلات النوعية المقدمة للفئات المميزة من المجتمع لتملّك وحدات سكنية. واستفاد سوق أبوظبي العقاري من سريان اللائحة الجديدة لدخول وإقامة الأجانب أول سبتمبر 2022 بمزايا كبيرة، تستهدف استقطاب المستثمرين ورواد الأعمال في زيادة الطلب وتنشيط السوق العقاري، ليسجل القطاع العقاري نحو 12000 معاملة بيع ورهن منذ بداية العام بقيمة نحو 14 مليار درهم.
الإجراءات الجديدة والخاصة بالإطار الجديد، الذي أصدرته دائرة البلديات والنقل لتطوير الرقابة على نظام الإقراض المصرفي، وإدارة المبيعات وعقود التأجير، وإدارة المشاريع التطويرية، وتوفير البيانات الخاصة بالتداولات العقارية، وإصدار دليل مزاولة الأنشطة العقارية، أسهمت في زيادة الطلب وارتفاع المبيعات.
وأتاحت منظومة «داري» الرقمية ودمج الخدمات العقارية في منصة موحدة، لتقديم خدمات متكاملة ومتطورة، للمستخدمين إدارة مختلف العقارية، بشكل يعزز جاذبية الاستثمار العقاري، والتزام الشفافية في توفير البيانات للمستثمرين.
وأكد خبراء ومسؤولون ووسطاء في شركات عقارية أن أبوظبي شهدت العديد من المشروعات الترفيهية العالمية أسهمت في ترسيخ الإمارة على مستوى القطاع العقاري، بوصفها وجهة عالمية جاذبة للراغبين بالاستثمار في القطاع العقاري.
أرقام
وأظهرت مؤشرات التداولات العقارية تسجيل القطاع 12 ألف معاملة بيع ورهن عقاري منذ بداية العام بقيمة نحو 41 مليار درهم، بحسب بيانات الرسمي التابع لدائرة البلديات والنقل في أبوظبي.
وبلغ عدد معاملات البيع العقاري 5600 معاملة، بقيمة مبيعات 14 مليار درهم، منها 1900 ألف معاملة بيع خلال الربع الأول من 2022 بقيمة 4.5 مليارات درهم، فيما شهد الربع الثاني تسجيل 1900 معاملة بيع بقيمة 5.1 مليارات درهم، بينما سجل الربع الثالث 1800 معاملة بيع بـ 4.6 مليارات درهم حتى الأربعاء 28 سبتمبر 2022، وبلغ عدد معاملات الرهن العقاري 6200 معاملة، بقيمة 26 مليار درهم، منها 2000 معاملة رهن عقاري تمت خلال الربع الأول بقيمة 8 مليارات درهم، 1900 معاملة خلال الربع الثاني بقيمة 6 مليارات درهم، و2300 معاملة رهن تمت خلال الربع الثالث بـ 12 مليار درهم حتى 21 سبتمبر 2022.
حركة نشطة
ويرى خليفة سيف المحيربي رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربي للاستثمار أن القطاع العقاري في أبوظبي شهد حركة نشطة وإقبالاً كبيراً، بفضل العديد من المبادرات الاقتصادية والتشريعات الجديدة التي أطلقتها القيادة الرشيدة، وكان لها أثر كبير وواضح في نمو وتطور القطاع، ورفع الطلب على العقارات بمختلف أنواعها، موضحاً أن منح الإقامة الذهبية لآلاف المقيمين بالدولة من الأطباء والموهوبين وخط الدفاع الأول والمستثمرين وغيرهم ساعد في توجه هؤلاء لشراء وتملك العقارات، بدلاً من الاستمرار بالسكن بوحدات مؤجرة، حيث اتجه الراغبين في الاستقرار لشراء وحدات سكنية، تتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم، حيث إن التملك يوفر عليهم الكثير من التكاليف، كما توجه العديد من المستثمرين للشراء بغرض الاستثمار والاستفادة من العوائد الجيدة بإعادة تأجير ممتلكاتهم السكنية.
وأوضح خليفة المحيربي أن القطاع العقاري يوفر العديد من الفرص الاستثمارية المتميزة، بالإضافة إلى توفير طرق تمويل سداد مرنة تشجع شريحة كبيرة على الشراء والتملك، والاستفادة من الزخم الذي خلقه معرض إكسبو 2020 دبي، الذي أتاح لشريحة كبيرة من المشاركين التعرف على المشاريع العقارية بالدولة، والمميزات التي يتيحها لهم من حيث الإقامة والأعمال من الدولة، وأشار إلى أن جزيرة الريم تعتبر من أهم المناطق العقارية، التي تشهد طلباً متواصلاً في أبوظبي، حيث تقع بالقرب من جزيرة أبوظبي، ويتاح بها التملك العقاري للمقيمين، وتتوفر بها مساحات مكتبية للأعمال والاستثمارات، وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة إطلاق المزيد من المشاريع العقارية النوعية في أبوظبي، والتي تلبي طلب شريحة واسعة من المستثمرين والمقيمين.
رغبة التملك
ويرى سعيد عبدالكريم الفهيم الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتوم» أن أسعار السوق جيدة في الفترة الحالية، وهناك رغبة قوية في الشراء والتملك وخاصة في جزيرة ياس مع التسهيلات المقدمة في المشروعات الجديدة، موضحاً أنه بالنسبة للراغبين في الإيجار يظهر بوضوح أن العائد على الفلل أكثر من الشقق، حيث يفضل الراغب المستأجر في فيلا وخاصة إذا كان السعر قريباً من الشقة.
وأوضح أن الفترة الماضية شهدت زيادة الطلب على الفلل والمساحات الكبيرة، بالإضافة إلى انخفاض القيمة الإيجارية، مشيراً إلى أن أبوظبي تعتبر واحدة من أفضل الأسواق جاذبية للاستثمار في القطاع العقاري.
وقال سعيد الفهيم، إنه مع دخول الربع الأخير من 2022 نتوقع المزيد من النمو من خلال الفرص الاستثمارية مع طرح المزيد من المشاريع الجديدة موضحاً ن التوسع في إصدار الإقامة الذهبية والتحول الرقمي والتسهيلات المقدمة عززت مكانة أبوظبي واحدة من أفضل الوجهات عالمياً للاستثمار، والعيش، والاستقرار من خلال تطوير مجتمعات متكاملة الخدمات وتطوير البنية التحتية وتعزيز جودة حياة سكان الإمارة.
مشروعات جديدة
ويرى أنس محمد أسعد، الوسيط العقاري في أبوظبي والعين أن السوق العقاري في أبوظبي يمر بحالة من النشاط الملحوظ، موضحاً أن المطورين العقاريين في أبوظبي يستعدون لطرح مشروعات جديدة وترتيب آليات مستحدثة، حيث شهد السوق الفترة الماضية استقراراً في الطلب والقيمة الإيجازية، وخصوصاً مع قرب طرح المشاريع الجديدة بالإمارة، وتوقع أن يحقق القطاع العقاري في أبوظبي طفرة في الفترة المقبلة.
وتوقع أن تشهد الأسعار ارتفاعاً خلال الشهور المقبلة مع تعافي الاقتصاد وطي صفحة الجائحة مضيفاً أن القيمة الإيجارية للعقارات السكنية في ضواحي العاصمة أبوظبي تعتبر أقل مقارنة بقيمة الوحدات السكنية داخل الجزيرة.
وأشار أنس أسعد إلى انتقال أعداد كبيرة من سكان العاصمة للإقامة في مشروع الغدير الواقع بالقرب من دبي؛ حيث تتوفر وحدات سكنية بمساحات وأحجام متعددة، وبقيمة إيجارية أقل موضحاً أن جزيرة ياس تتصدر قائمة التداولات في أبوظبي، يليها السعديات، ثم الشامخة يليها جزيرة الريم، تليها مدينة خليفة.