أكد المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لقطاع الطاقة والبترول، أن الإمارات تُعد من الدول الرائدة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، والسبّاقة في ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وإيجاد حلول بديلة بما يدعم التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن ربع الاستهلاك المحلي يأتي من الطاقة النظيفة.

وقال في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي»، إن الإمارات لها العديد من مشاريع إنتاج الطاقة من الطاقة الشمسية، بالإضافة لمحطة براكة التي تشغل حالياً ثلاثة مفاعلات لإنتاج الطاقة النظيفة، وجاري تشغيل المفاعل الرابع خلال المرحلة المقبلة، موضحاً أن 25% من الطاقة النظيفة المنتجة تذهب للاستهلاك المحلي، مؤكداً أننا مستمرون في التوسع لإنتاج الطاقة النظيفة من إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة للوصول إلى 50% بحلول 2050.

وأوضح العلماء أن الإمارات تنفذ 7 مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر، بهدف تعزيز التزام الدولة نحو خفض الانبعاثات ودعم نمو القطاع الخاص المحلي والتنوع الصناعي، حيث تعمل الوزارة على استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين بهدف توحيد الجهود الوطنية، بحسب خطة تطلعاتنا المستقبلية، وأن تكون الإمارات من الدول الرائدة في إنتاج واستهلاك الهيدروجين للاستهلاك المحلي والصناعي، وصولاً إلى تصدير الهيدروجين.

 

خطوات

وأوضح أن الإمارات اتخذت خطوات متقدمة لتقليل آثار التغير المناخي والحفاظ على البيئة، وتعزيز قدراتها المحلية والإقليمية والعالمية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، وخفض الانبعاثات الكربونية، حيث أعلنت في أكتوبر من عام 2021 عن مبادرتها الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، مما جعلها أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطلق مثل هذه المبادرة، وأنه في إطار هذه الخطوة تعتزم الإمارات استثمار أكثر من 600 مليار درهم لتحقيق هدفنا «الحياد الصفري» خلال العقود المقبلة، بالتعاون مع مؤسسات الدولة والجهات المختصة في صناعة الهيدروجين.

وأشار إلى أن الوزارة أطلقت الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050 في عام 2017، والتي تعتبر أول خطة موحدة للطاقة في الدولة توازن بين جانبي الإنتاج والاستهلاك وبين الالتزامات البيئية العالمية، وتستهدف تسريع تحول الطاقة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الدولة بواقع 70%.

ولفت إلى أن الإمارات تمتلك مشروعاً طموحاً لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، والذي يمثل خطوة مهمة في مسيرة الدولة لخفض الانبعاثات ودعم الجهود لتحقيق الاقتصاد الخالي من الكربون، وأنه ضمن مساعي الدولة لرفع مستهدفات الاعتماد على الطاقة النظيفة فإن الكهرباء التي تستهلكها شركة النفط الوطنية لدينا حالياً تأتي من (الطاقة النووية والشمسية الخالية من الكربون)، فيما تمتلك الدولة ثلاثاً من أكبر محطات الطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم، كما تستثمر في مشاريع الطاقة المتجددة في أكثر من 40 دولة متقدمة ونامية، وتخطط لزيادة محفظتها من مصادر الطاقة المتجددة إلى 100 جيجاوات بحلول 2030، وكذلك تستثمر الدولة في الطاقة النووية وتعمل على وضع أسس لمزيد من الاعتماد على طاقة الهيدروجين، وهو أمر أساسي لتحقيق صفر انبعاثات كربونية.

 

برنامج

وأشار إلى أن برنامج إدارة الطلب على الطاقة يستهدف مجموعة من المبادرات التفاعلية الهادفة لتقليل الطلب على الطاقة في قطاع الصناعة، فيما يركز الطموح الرئيسي للبرنامج على الدفع لزيادة الكفاءة في صناعة أكبر المستهلكين وتقليل الطلب على الطاقة بنسبة 33% في عام 2050 وخفض ثاني أكسيد الكربون بنسبة 34% بالتوازي مع تنفيذ معايير الحد الأدنى لأداء الطاقة للمحركات الكهربائية عالية الاستهلاك.

وأوضح أن الإمارات واحدة من الدول الملتزمة عالمياً في مجال مكافحة تغير المناخ، وتقود الجهود الدولية في مجال قطاعات الطاقة المتجددة والنظيفة التي تتواءم مع مبادئ اتفاقية باريس للتغير المناخي، وذلك بتبنيها التكنولوجيا المتقدمة والابتكارات التي تلعب دوراً رئيساً في التحول في الطاقة.

وأضاف: بهدف المساهمة الفاعلة في تحقيق الحياد المناخي، وتعزيز مكانة الدولة كمصدر للهيدروجين، وترسيخ توجهات القيادة بتعزيز الحلول المستقبلية لتحديات المناخ العالمية، أعلنت الإمارات، ممثلة بوزارة الطاقة والبنية التحتية، خريطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين ضمن الدورة السادسة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 26» في غلاسكو، وهي عبارة عن مخطط وطني شامل لدعم الصناعات المحلية منخفضة الكربون، وللمساهمة في تحقيق الحياد المناخي، وترسيخ الدولة كمصدر تنافسي للهيدروجين.