وزير ألماني: التعاون مع الإمارات يعزز أمن الطاقة والنمو الصناعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشاد الدكتور روبرت هابيك نائب المستشار الألماني، وزير الاقتصاد وحماية المناخ، بتعاون بلاده المثمر مع دولة الإمارات، لتسريع أمن الطاقة والنمو الصناعي.

وقال: «أصبحت الحاجة ملحةً، اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لتعزيز إدارة المياه. ومن أجل ذلك، نعمل على تمكين إنتاجنا للهيدروجين في ألمانيا، ولكننا بالطبع نحتاج أيضاً إلى واردات الهيدروجين في المقام الأول، ولهذا السبب، نسعى إلى توسيع التعاون في مجال الطاقة إلى هذه المنطقة أيضاً»، مضيفاً: «حينما زرت دولة الإمارات قبل 7 أشهر، تم الاتفاق، آنذاك، على إنشاء سلسلة توريد هيدروجين متكاملة بين الإمارات وألمانيا. وتغمرني السعادة بالتقدم الذي أحرزناه منذ ذلك الحين، إذ نستلم، اليوم، أول شحنة تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون من الإمارات، هنا في هامبورغ، وستتبعها شحنات أخرى في المستقبل».

وشهد ميناء هامبورغ، أمس، وصول أول شحنة تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون، القائمة على الهيدروجين من الإمارات إلى ألمانيا، بحضور الدكتور روبرت هابيك نائب المستشار الألماني، وزير الاقتصاد وحماية المناخ، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي.

وكان الاتفاق على تسليم هذه الشحنة، قد تمّ خلال زيارة الوزير الألماني هابيك على رأس وفد رسمي إلى أبوظبي، في 21 مارس من العام الحالي في خطوة مهمة، تدعم تأسيس تعاون استراتيجي بنّاء على صعيد سلسلة قيمة شاملة للهيدروجين بين جمهورية ألمانيا الاتحادية ودولة الإمارات.

من جهته، أشار الدكتور بيتر تشينتشر، عمدة مدينة هامبورغ، إلى سعي المدينة لتكون ريادية في مجال الهيدروجين: «تهدف هامبورغ إلى أن تصبح مركزاً ريادياً للهيدروجين في أوروبا. ويتم بالفعل استخدام تقنيات الهيدروجين المبتكرة في شركة «أوربيس» Aurubis، وشركات أخرى في هامبورغ. ويوفر ميناؤنا شروطاً ممتازة لاستيراد وبيع مصادر الطاقة المتجددة. وبصفتها مدينة تجارية ولوجستية عالمية، فإن هامبورغ يمكنها الإسهام بخبراتها في دعم شراكة الطاقة بين ألمانيا والإمارات. كما تسهم الشركات التي تتخذ من هامبورغ مقراً لها في مشروع الأمونيا الحالي، من حيث نقل واستخدام الأمونيا. وأود أن أشكر كل من جعل هذا المشروع التجريبي ممكناً».

أمونيا منخفضة الانبعاثات

تم شحن الهيدروجين الذي توفره شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» على شكل أمونيا زرقاء منخفضة الانبعاثات، وعلى عكس الأمونيا الخضراء، فهي متوفرة بكميات أكبر. وتلعب الشحنات التجريبية دوراً مهماً في إنشاء سلاسل التوريد المستقبلية للهيدروجين الأخضر أيضاً. ففي هامبورغ، تستخدم شركة تصنيع النحاس «أوربيس»، الشحنة التجريبية الأولى في التحوُّل المحايد مناخياً لعمليات إنتاج النحاس التي تستهلك الطاقة بكميات كبيرة، عبر استخدام الأمونيا منخفضة الانبعاثات.

وعلى المدى الطويل، يجب أن يحل هذا النوع من الطاقة محل الوقود الأحفوري، مثل الغاز الطبيعي.

 ومن المنتظر أن تصل الشحنة الثانية إلى هامبورغ، في بداية شهر نوفمبر من العام الجاري، وسيتبعها مزيد من الشحنات التجريبية، التي ستكون بعد ذلك في متناول شركات أخرى.

كما تتطلع ألمانيا والإمارات إلى تعزيز مشاريع الطاقة والصناعة المشتركة، من خلال الدعم السياسي المشترك.

وسيتم تنفيذ برنامج تسريع أمن الطاقة والصناعة، وفقاً لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة بين البلدين، مع التركيز على مشاريع رئيسة في مجالات حماية المناخ وإزالة الكربون وأمن الطاقة، مثل مشاريع طاقة الرياح، والطاقة الكهروضوئية والهيدروجين. أضف إلى ذلك، التعاون المخطَط له «إتش2 غلوبال»، وهي آلية تمويل مركزية لتسريع التوسع الثنائي والعالمي لاقتصاد الهيدروجين.

وتسعى ألمانيا لتغطية الطلب المتزايد على الهيدروجين، الذي تقدره الحكومة الاتحادية من 90 إلى 110 تيراواط ساعة، بحلول عام 2030.

مركز رائد للهيدروجين

ومنذ عام 2017، تعمل ألمانيا والإمارات بشكل وثيق معاً في مجالات الطاقات المتجددة، وكفاءة الطاقة والهيدروجين، في إطار اتفاقية شراكة الطاقة القائمة بين البلدين. وفي 12 أكتوبر الجاري، تم إضافة محور المناخ إلى شراكة الطاقة الحالية، وذلك بهدف تعميق التعاون في مجالات حماية المناخ، وإزالة الكربون، والتكيف مع تغير المناخ، وتسعير ثاني أكسيد الكربون، الذي يساعد على إعادة تحميل عبء الضرر على المسؤولين عنه، الذين يمكنهم الحدّ منه. وتسعى الإمارات لتحقيق هدفها في الحياد المناخي بحلول عام 2050، وستستضيف مؤتمر الأطراف «كوب 28» لتغير المناخ في عام 2023.

يُذكر أن هامبورغ تسعى إلى تصدُّر المدن الأوروبية على صعيد التطبيق الصناعي للهيدروجين من الطاقات المتجددة، وهي تشق طريقها لتصبح مركزاً رائداً للهيدروجين في قلب أوروبا، تربطه وشائج متينة مع أنحاء العالم. وفي عام 2030، من المتوقع أن تكون المدينة قد أسَّست اقتصاداً فاعلاً للهيدروجين على طول سلسلة القيمة بكاملها، من الإنتاج والواردات، إلى التطبيقات العملية للهيدروجين الأخضر.

Email