أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، أن المنافسة والأزمات جعلت «طيران الإمارات» أقوى، مشيراً إلى أن الناقلة استعادت 90 % من شبكتها وتتجه لاستعادة الربحية، معرباً عن أمله بأن يتكرر نموذج «طيران الإمارات» عربياً.

أداء جيد

وأوضح سموه أن الناقلة تواصل تحقيق أداء جيد، رغم التطورات العالمية المعاكسة، متوقعاً العودة للربحية في السنة المالية الجارية، مشيراً إلى أن الإعلان عن النتائج المالية نصف السنوية، سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة، لافتاً إلى أن السنة المالية الماضية 2021 - 2022، كانت سنة التعافي لطيران الإمارات، بعد أن اجتازت أصعب عام في تاريخها.

ولفت سموه، بمناسبة الذكرى الـ 37 لانطلاق أول رحلة لـ«طيران الإمارات»، إلى أن الناقلة استعادت اليوم أكثر من 90 % من شبكة خطوطها، وأكثر من 80 % من السعة المقعدية ما قبل الجائحة، كما أن جميع طائرات من طراز «بوينغ 777»، وعددها 151 طائرة، وأكثر من 70 طائرة من طراز «A380»، قيد الخدمة الآن، كما استطاعت تقليص الخسائر بدرجة كبيرة في السنة المالية السابقة. وأضاف سموه: «شهدنا موسماً صيفياً رائعاً، ونتطلع بتفاؤل نحو المستقبل».

وفي معرض تعليقه على تأثر الأداء المالي للشركة بارتفاع سعر صرف الدولار، أوضح سموه أن «طيران الإمارات» ناقلة عالمية، وتأتي إيراداتها من جميع مناطق العالم، فمن الطبيعي أن نتأثر بتذبذب أسعار صرف العملات الرئيسة صعوداً وهبوطاً، مشيراً إلى أن الأوضاع الراهنة ليست جديدة على صناعة الطيران، فجميع الناقلات العالمية، تعمل منذ أكثر من ثلاثة عقود، وسط ظروف عدة، تتمثّل في ارتفاع أسعار الوقود، وتذبذب أسعار صرف العملات والتوترات الجيوسياسية والنزاعات المسلحة، والكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى الأوبئة، وآخرها طبعاً جائحة «كوفيد 19» غير المسبوقة، وأضاف: «نحن نعمل بدأب لتحقيق أهدافنا، مع مراقبة الرياح المعاكسة، والحد من تأثيراتها في عملياتنا وإيراداتنا».

وفي ظل التحديات الاستثنائية التي فرضتها الجائحة على العالم أجمع، ولجوء شركات طيران إلى دعم مالي حكومي، أوضح سموه أن الدعم بصورة عامة، ممارسة غير عادلة، تخل بفرص المنافسة، لكن الجائحة دفعت الحكومات إلى تقديم الدعم المالي لإنقاذ ناقلاتها الوطنية، ومساعدتها على الوفاء بالتزاماتها، علماً بأن الكثير من الناقلات في العالم، كانت تتلقى دعماً مالياً حكومياً بانتظام.

وأضاف: نحن في «طيران الإمارات»، لم يسبق لنا تلقي دعم مالي قبل الجائحة، باستثناء مطلب ضمان خلال إحدى الأزمات. وفي السنة المالية 2021 - 2022، تلقت مجموعة الإمارات مبلغ 5.3 مليارات درهم من حكومة دبي، وسوف نقوم بتسديد هذا الدعم عند عودتنا إلى الربحية.

استعداد وتخطيط

وأكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، أن «طيران الإمارات»، اعتادت عدم التوقف، حتى في أصعب الظروف، فقد تقدمت بأكبر طلبية في تاريخ الصناعة، لشراء طائرات من «بوينغ» و«إيرباص»، بعد بضعة أسابيع فقط من أحداث 11 سبتمبر، وأضاف: لا أذكر منذ انطلقت «طيران الإمارات»، أننا شهدنا سنةً واحدةً من دون أزمات هنا أو هناك، بغض النظر عن حجمها. فقد أسسنا الناقلة في ذروة الحرب العراقية الإيرانية، ثم جاء غزو وتحرير الكويت، وأحداث 11 سبتمبر، وما تلاها من احتلال العراق وأفغانستان، والأزمة المالية العالمية، ثم ما سمي «الربيع العربي». وتخلل ذلك أزمات غير سياسية، مثل انتشار أوبئة، مثل السار والإيبولا وإنفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير، وكارثة التسونامي، وبركان آيسلندا.

وتابع سموه: لا شك أن الأحداث المختلفة تؤثر في أداء مختلف القطاعات الاقتصادية، ويعتبر قطاع السفر والسياحة عامةً، من أول هذه القطاعات وأشدها تأثراً، إلا أننا اعتدنا في «طيران الإمارات»، على الخروج من كل أزمة أقوى وأشد عزماً على مواصلة النمو والتوسع، بفضل الاستعداد والتخطيط الجيد. والدرس الرئيس في الجائحة أيضاً، هو عدم التوقف، والاستمرار في تنفيذ الخطط المقررة. فعقب كل أزمة، تأتي فرص كبرى، فإذا كنت غير مستعد، فإنك لن تستطيع ركوب الموجة، وتحقيق الفائدة ومواصلة النمو.

منافسة إيجابية

ورداً على سؤال حول تأثير المنافسة الإقليمية في «طيران الإمارات»، في ظل إطلاق شركات طيران جديدة في المنطقة، ومن ضمنها خطة السعودية لتأسيس ناقلة جوية عملاقة، أجاب سموه: أورد هنا رد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن سؤال حول المنافسة، إذ قال إنه يود رؤية 10 مدن عربية مثل دبي. ونحن يسعدنا تكرار نموذج «طيران الإمارات» عربياً. ونبارك خطوة المملكة العربية السعودية الشقيقة، ذلك أن بروز مشغلين جدد، يسهم في تطور صناعة الطيران في المنطقة، وتؤدي المنافسة إلى مزيد من تحسين المنتجات والخدمات المقدمة للعملاء.

وأوضح سموه أن السوق السعودية كبيرة ومهمة، وأشار إلى أن «طيران الإمارات»، تخدم 4 وجهات رئيسة، هي العاصمة الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة.

كما تشغل «فلاي دبي» رحلات إلى العديد من الوجهات الأخرى. وأضاف: الإخوة المسؤولون في السعودية لا يتأخرون، مشكورين، عن تلبية متطلباتنا لخدمة الطلب الكبير على السفر من وإلى المملكة.

وقد وقّعنا هذا العام مذكرة تفاهم مع الهيئة السعودية للسياحة، لتعزيز السياحة الوافدة إلى المملكة، وجذب شرائح جديدة من المسافرين، عبر شبكتنا العالمية الواسعة التي تغطي أكثر من 130 مدينة، وعرض تجربة المملكة العربية السعودية أمام المسافرين بغرض السياحة وقضاء العطلات، ليأتوا ويختبروا مناطق الجذب الفريدة هناك. وسوف نعمل معاً لاستكشاف فرص للتعاون في مبادرات رئيسة مشتركة، لتعزيز القدرة التنافسية للسياحة العالمية إلى المملكة، بما في ذلك الأنشطة الترويجية، وتبادل الأفكار حول اتجاهات السوق والعملاء، بالإضافة إلى مبادرات أخرى.

وشكّل إعلان الشراكة مع «يونايتد»، خطوة استراتيجية ونوعية، وتساءل مراقبون حول أساب تحوّل العلاقة بين ما كانت عليه سابقاً من حرب تجارية ومنافسة شرسة، إلى تعاون وشراكة، وهنا، قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: في الأعمال، كما في السياسة، لا يوجد عداوات دائمة أو صداقات دائمة، بل هناك مصالح مشتركة، تتغلب على أي عامل آخر. لقد ثبت أن ادعاءات «ناقلات التذمر» واتهاماتها لطيران الإمارات، بتلقي دعم حكومي، لا أساس لها من الصحة، ووضعت الحكومة الأمريكية نهاية لتلك الحملة غير العادلة.

وتابع قائلاً: إن تعاون «طيران الإمارات» و«يونايتد»، اللتين تعدان من أكبر وأشهر الناقلات الجوية في العالم، سيسهل الوصول إلى مزيد من الوجهات، في وقت ينتعش فيه الطلب على السفر بقوة. إنها شراكة مهمة، ستحقق فوائد هائلة للمسافرين وعملاء الشحن الجوي، وتقرب أكثر بين الإمارات والولايات المتحدة. واعتباراً من نوفمبر المقبل، سيتمكن العملاء الذين يسافرون على رحلاتنا إلى كل من شيكاغو وسان فرانسيسكو وهيوستن، وهي من أكبر مراكز الأعمال في الولايات المتحدة، من مواصلة رحلاتهم بسهولة مع يونايتد من وإلى نحو 200 مدينة عبر الأمريكتين بتذكرة واحدة. ونحن نتطلع إلى تطوير شراكتنا مع «يونايتد» على المدى الطويل. وفي أعقاب اتفاقية الشراكة بين «طيران الإمارات» و«يونايتد»، وقع جناحا الشحن في الناقلتين «الإمارات للشحن الجوي» و«يونايتد كارغو»، ما سيحقق فوائد جمة لعملاء الشحن الجوي في مختلف مناطق العالم.

انفتاح على الفرص

وحول أبرز ملامح استراتيجية الشراكات والتعاون التي تنتهجها «طيران الإمارات» مع الناقلات العالمية، أكد سموه أن «طيران الإمارات»، مستعدة لتطوير العلاقات مع مختلف الناقلات العالمية، لما فيه الفائدة المشتركة، وقال: نحن منفتحون لأي فرصة، سواءً في أوروبا أو في غيرها.

وأضاف: أبرمنا منذ العام الماضي شراكات عدة، بمستويات مختلفة، ما يوفر لعملائنا مزيداً من الراحة والسهولة في الوصول إلى وجهاتهم، وخصوصاً إلى المطارات التي لا تصلها رحلاتنا.

فبالإضافة إلى اتفاقية التعاون مع «يونايتد» مؤخراً، وسعنا شراكاتنا الاستراتيجية مع «كوانتاس» و«فلاي دبي»، وعقدنا اتفاقيات شراكات بالرمز والإنترلاين، ووسعنا اتفاقيات أخرى في جميع أنحاء أوروبا والأمريكتين وأفريقيا وآسيا، مع كل من: «إيرومار» و«إيروبالتيك» و«إيرلينك» و«أزول» و«سيمير» و«جارودا» الإندونيسية، وطيران الخليج والخطوط المالديفية، وخطوط جنوب أفريقيا الجوية و«تاب» البرتغالية. كما أطلقنا مبادرات مع شركاء السياحة في وجهات مختلفة، لدعم تعافي حركة السفر والسياحة، ووقعنا اتفاقيات مع هيئات سياحية في كل من السعودية وجنوب أفريقيا والمالديف وموريشيوس، لتعزيز حركة السياحة.

وأضاف: نحن على ثقة من أن هذه الاتفاقيات تسهم في جهود إعادة خدماتنا إلى مستويات ما قبل الجائحة، وتوفر مزيداً من الفرص والخيارات أمام المسافرين في مختلف مناطق العالم. وتابع سموه: اتفقنا في يوليو الماضي مع طيران كندا، على إبرام اتفاقية شراكة استراتيجية، ستتيح مزيداً من الخيارات للمسافرين عبر شبكة الوجهات التابعة لكل من الناقلتين، وتسهم في الوقت نفسه بالارتقاء بتجربة سفرهم. وسوف يجري كشف النقاب عن التفاصيل قريباً.

وبعد 5 سنوات على إطلاقها، يؤكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، أن الشراكة الاستراتيجية بين «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، تواصل تحقيق نجاح كبير، وأضاف: توفر الشبكة المدمجة لعملائنا تجربة سفر أفضل، وخيارات أكثر ومرونة أكبر، مع زيادة تدفق الزائرين عبر مركزنا العالمي الحديث. وتجلت فوائد هذه الشراكة في أفضل صورها، خلال «إكسبو 2020 دبي». واستفاد أكثر من 8.3 ملايين راكب من سهولة متابعة سفرهم ضمن شبكة خطوط «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، خلال السنوات الأربع الأولى للشراكة. كما يواصل «سكاي واردز طيران الإمارات»، برنامج مكافأة ولاء عملاء الناقلتين، توسيع قاعدة عضويته العالمية، حيث يقدم مكافآت ومزايا حصرية لنحو 30 مليون عضو.

رحلة التميز

وفي ظل النجاحات التي تواصل «طيران الإمارات» تحقيقها منذ انطلاقتها عام 1985، يؤكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، أن الأهم من تحقيق النجاحات، هو عدم التوقف والاتكاء عليها، ويقول: نحن ننظر إلى الماضي وما حققناه بعين الرضا، ونتطلع إلى المستقبل بعزم وثقة، ومثلنا الأعلى في ذلك قيادتنا ودولتنا التي تنظر إلى الخمسين المقبلة.

أما بشأن المنافسة، فهي ما تحتاجه أي مؤسسة للمضي قدماً، فلا تقدم ولا تميّز من دون وجود حوافز للتفوق. لقد تأسست «طيران الإمارات» وسط المنافسة وسياسة الأجواء المفتوحة، حيث كان أكثر من 70 ناقلة إقليمية وعالمية، تعمل عبر مطار دبي الدولي، ولم نتلقَ أي معاملة تمييزية.

ولفت سموه إلى تزامن تأسيس «طيران الإمارات» وتوسعاتها، مع خطط دبي العملاقة في رحلة التقدم والتميز، وعززت مكانتها في الصناعة العالمية، مع اقترانها بدبي كقاعدة رئيسة. فقد شكّلت دبي وخطط توسيع مطارها، منصة انطلقت منها «طيران الإمارات» إلى العالمية، في حين وفرت الناقلة لدبي شهرةً وصدى عالمياً، سلّط عليها الأنظار، وساهم في تدفق الشركات والمستثمرين والسياح إليها من مختلف أنحاء العالم.

وقال: تطلّبت توسعات «طيران الإمارات»، إنشاء مبنى خاص لها، وشكّل تدشين المبنى 3 في مطار دبي الدولي، محطة مهمة في مسيرتها، تلا ذلك إضافة كونكورس خاص لطائرات A380، ثم مبنى الشيخ راشد (كونكورس C).

وأضاف: محطات وتحديات كثيرة، شهدناها وجهود دؤوبة بذلناها، إلى أن أصبحت «طيران الإمارات» أكبر ناقلة دولية في العالم. وأكد سموه أن «طيران الإمارات» ودبي، تسيران جنباً إلى جنب. فنحن نستفيد من مشاريع دبي في البنية التحتية، وإقامة المرافق السياحية والخدمية ذات المستوى العالمي، واستضافة وتنظيم أحداث عالمية، وتسهيل إجراءات الدخول، واستكمال التشريعات الناظمة للاستثمار. وفي الوقت ذاته، نروج دبي في مختلف محطات شبكتنا العالمية، التي تغطي القارات الست، ونجلب إليها ملايين الزوار سنوياً.

مساعدة العالم

ودأبت طيران الإمارات، منذ إنشائها، على دعم حركة التجارة والسياحة والاستثمار في جميع الوجهات التي تخدمها، ويقول سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم في هذا الصدد: دورنا لا يقتصر على نقل الركاب وحسب، وإنما نساعد الشركات والمنتجين المحليين أيضاً على تصدير منتجاتهم، وإيصال ما يحتاجونه من واردات. ومع انتشار الجائحة مطلع عام 2020، وتوقف حركة الطيران عبر العالم، حشدنا كل طاقاتنا لتلبية متطلبات العديد من دول العالم من المواد الغذائية، بل إننا ساعدنا المنتجين في بعض الدول على إيصال منتجاتهم إلى المطارات. وكنا في طليعة الناقلات العالمية في إيصال اللقاحات إلى عشرات الدول.

وأضاف: نظمت «طيران الإمارات» عشرات الرحلات، مع بدء انتشار الجائحة لإجلاء العالقين خارج دولهم، وكانت هذه الرحلات تتم بالتنسيق مع الحكومات. ومع بدء احتواء الجائحة بالبروتوكولات وتعميم اللقاحات، بدأ العديد من دول العالم في تخفيف القيود على السفر. وكانت «طيران الإمارات» مبادرة في استئناف تشغيل الرحلات، حيثما أمكن ذلك، كما واكبت زيادة الطلب بمزيد من الرحلات، وتلبية متطلبات الدخول إلى مختلف الدول، وتعميمها على العملاء.

وقد أنشأنا صفحة خاصة على موقعنا الشبكي حول متطلبات دول العالم، أصبحت مرجعاً، حتى لعملاء الناقلات الأخرى، حيث كان يتم تحديثها يومياً مع كل تغيير أو إضافة أو تخفيف للقيود.

وأشار سموه إلى أن العالم مع توقف رحلات الركاب الدولية تماماً في أواخر مارس 2020، شهد نقصاً حاداً في سعة الشحن المتوفرة، ذلك أن كميات هائلة من البضائع، كانت تنقل على هذه الرحلات. وأكدت «الإمارات للشحن الجوي»، منذ بدء انتشار الجائحة، التزامها بتيسير حركة التجارة، وتسهيل نقل السلع الأساسية إلى أسواق عالمية، بما فيها دولة الإمارات.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها الصناعة، إلا أن «طيران الإمارات»، واصلت نقل المنتجات الغذائية والإمدادات الطبية، إلى الوجهات التي تحتاجها.

وأضاف: استخدمنا طائرات الركاب من طراز «بوينغ 777» لنقل الإمدادات إلى مختلف دول العالم، حيث كان يتم تحميل البضائع في عنابر الشحن على الطائرات، ثم استخدمنا الخزائن العلوية، وبعدها المقاعد، لنقل الشحنات الخفيفة، التي كانت في معظمها مستلزمات صحية وطبية، كالكمامات والملابس الواقية والمعقمات. ومع زيادة الطلب، لجأنا إلى إزالة مقاعد الدرجة السياحية من 19 طائرة، لتوفير طاقة شحن أكبر. ومع بدء إنتاج وتوزيع اللقاحات، كانت «طيران الإمارات» في طليعة الناقلات العالمية التي سهّلت وصول جرعات اللقاح، من مراكز إنتاجها إلى مختلف دول العالم. ووصل إجمالي لقاحات «كوفيد 19» التي نقلناها حتى مارس الماضي، إلى مليار جرعة. ويعود الفضل في قدرة «طيران الإمارات» على أداء هذه المهام، إلى رؤية حكومة دبي، التي استثمرت في توسيع الأسطول، وتطوير بنية أساسية متكاملة في الإمارة.

كوادر بشرية

وحول تحديات نقص الطيارين وطواقم العمل في قطاع الطيران عالمياً، أوضح سموه أنه مع إطالة أمد الجائحة، وامتدادها إلى جميع مناطق العالم، لجأت شركات الطيران والمطارات، إلى الاستغناء عن أعداد هائلة من العمالة، توفيراً للنفقات.

وأضاف: بالنسبة إلى «طيران الإمارات والمجموعة»، فقد كان إنهاء خدمات أعداد من العاملين، أصعب قرار اتخذته في حياتي. لكننا مع بوادر استقرار الأوضاع، وبعد تعميم اللقاحات، ومع مؤشرات عودة الانتعاش لصناعة السفر، رأينا أن نكون على أهبة الاستعداد. فسارعنا إلى تنظيم حملات توظيف عبر العالم، مع إعطاء الأولوية لإعادة الذين عملوا لدينا سابقاً. ومن الطبيعي أن يكون على رأس هذه المراكز، الطيارون والمضيفون والعاملون في خدمات المطار. وقد شكّل ذلك تحديات على برامج ومرافق التدريب، إلا أننا استطعنا، على سبيل المثال، توظيف نحو 6000 مضيفة ومضيف خلال أقل من عام واحد، وكذلك مئات الطيارين والعاملين في المطارات في دبي، وعبر شبكة خطوطنا، وفي مختلف عملياتنا.

وفي ما يتعلق بأبرز ملامح استراتيجية «طيران الإمارات»، في ما يتعلق بأسطول طائراتها الحالي، وكيف ستتعامل مع تأخر طلبياتها من الطائرات الجديدة، قال سموه: لا تزال طلبياتنا المعلنة مع كل من «إيرباص» و«بوينغ» كما هي، ونحن على تواصل دائم مع الشركتين المصنعتين حول كافة التطورات ومواعيد التسليم. نعمل حالياً على إعادة جميع طائراتنا «A380» إلى الخدمة.

كما نقوم بتنفيذ برنامج لتحديث 120 طائرة «بوينغ» و«إيرباص»، بما في ذلك تركيب مقصورة الدرجة السياحية الممتازة، وإدخال تحسينات على مقصورات الدرجات الأخرى، بموجب استثمار أكثر من 8 مليارات درهم في برنامج ضخم، يتضمن خيارات أوسع للوجبات، وقائمة نباتية جديدة، وتجربة «سينما في الأجواء». سوف نتسلم أولى طائرات الإيرباص A350، في الربع الأخير من 2024، أما طائرات «بوينغ 777X»، فمن المؤمل أن نتسلم أولاها في 2025.

«A380» تبقى في الأسطول حتى 2035

قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لـ «طيران الإمارات» إن «طيران الإمارات» تسلمت آخر دفعة من طلبيتها من الطائرات العملاقة، والتي تضمنت آخر 5 طائرات من طراز «A380»، وأضاف: رغم توقف إنتاج هذا الطراز العملاق، إلا أن هذه الطائرات ستبقى عاملةً في أسطولنا حتى منتصف العقد المقبل.

لقد حققنا، بفضل نموذج أعمالنا المتميز، نجاحاً باهراً في استغلال إمكانات طائرة «A380»، التي تلقى إقبالاً كبيراً من عملائنا، بفضل مقصوراتها الفسيحة والمريحة، ومنتجاتها المتميّزة، التي تقدم أفضل التجارب في الأجواء، مثل الصالون الجوي، وأجنحة الدرجة الأولى. ونواصل تسريع نشر هذه الطائرات وإعادتها إلى الخدمة، مواكبةً للطلب العالمي المتنامي على السفر الجوي، حيث تخدم حالياً 32 وجهة برحلات منتظمة، وسنعلن عن المزيد في الأسابيع والأشهر المقبلة.

أما بالنسبة إلى استغناء ناقلات عالمية عن طائرات «A380»، فهذه قرارات تخصها. ولفت سموه إلى أن مجموعة الإمارات استثمرت خلال السنة المالية 2021 - 2022، مبلغاً قدره 7.9 مليارات درهم في طائرات ومرافق جديدة، وأحدث التقنيات لتهيئة الأعمال للتعافي والنمو المستقبلي، كما مضت قُدماً في استراتيجيتها البيئية التي تركز على الحد من انبعاثات الكربون، واستهلاك الموارد بشكل مسؤول، والحفاظ على الحياة البرية والموائل. ودعمت المجموعة مبادرات مجتمعية وإنسانية وخيرية في مختلف أسواقها، بالإضافة إلى حاضنات الابتكار، وغيرها من البرامج التي ترعى المواهب والابتكار.

وأضاف: لقد اجتزنا أصعب عام في تاريخ مجموعتنا. ولا يتعلق الأمر باستعادة قدراتنا فحسب، بل أيضاً بزيادة إمكاناتنا المستقبلية أثناء إعادة البناء. فهدفنا هو أن نبني أفضل وأقوى، حتى نتمكن من تقديم تجارب أفضل لعملائنا، ومزيد من الدعم للمجتمعات التي نخدمها.

أجواء مفتوحة

أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، أن الإمارات تعتمد سياسة الأجواء المفتوحة، وفي ظلها تأسست خمس ناقلات جوية، حققت نجاحاً بارزاً في الصناعة عالمياً وإقليمياً. وقال: لقد طالبنا، ولا نزال نطالب بتحرير الأجواء، ونأمل أن تستفيد دول العالم التي تنتهج الحمائية من دروس الجائحة، وتخفف القيود على حركة الطيران الحيوية للجميع.