استأثرت العقارات بما يزيد على نصف الخيارات الاستثمارية المفضلة لدى المستثمرين المحتملين بالدولة، بحسب نتائج الاستطلاع الأسبوعي الذي أجرته «البيان» لقرائها هذا الأسبوع. وكان موضوع سؤال الاستطلاع هو: «أي الخيارات التالية تفضلها عند اتخاذ القرار بشأن الاستثمار في مدخراتك؟».
وجاءت أجوبة الاستطلاع على النحو التالي: 56.3 % من المشاركين في الاستطلاع عبر موقع البيان على «تويتر» أفادوا بتفضيلهم الاستثمار في العقارات، فيما أبدى 31.3 % منهم رغبتهم بالاستثمار في الأسهم، فيما فضلت نسبة الــ 12.5 % المتبقية الاستثمار في السندات والصكوك.
وتعليقاً على نتائج الاستطلاع، قال مادهاف دهار المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشؤون العمليات لدى «زازن بروبرتيز» العقارية في دبي: «تعد الأسهم، السندات والصكوك، صناديق المؤشرات المتداولة، صناديق الاستثمار المشترك، والعقارات جميعها خيارات استثمارية رائعة، بصرف النظر عن مستوى الخبرة التي يمتلكها المستثمر في أيٍ من هذه الخيارات. ولكن على الرغم من ذلك، تتميز العقارات عن باقي الخيارات الاستثمارية المذكورة أعلاه بمميزات عظيمة، ومنها أنها تضمن للمستثمر فيها استمرار تدفقات نقدية دائمة، وتتيح له بناء رأس مال، وتحقق له عائدات تنافسية تتماشى مع مستويات المخاطر السائدة، وتمنحه تحوطاً كافياً ضد ارتفاع معدلات التضخم، وأخيراً تتيح له إعفاءات ضريبية، خصوصاً في الإمارات».
وأضاف دهار: «وعلى المستوى العالمي، لطالما عرفت الاستثمارات العقارية بكونها قادرة على خفض حدة التقلبات في حافظة الاستثمارات، وما ينتج عن ذلك من مخاطر تهدد مدخرات المستثمرين. ولقد أثبتت العقارات قدرتها في هذا الشأن عبر سنوات من الخبرات الاستثمارية المتراكمة».
انتعاش
وتطرق دهار إلى وضع السوق في الإمارات حالياً، فقال: «بعد أن عاد اقتصاد الإمارات بصفة عامة إلى حالته الطبيعية المعهودة، انتعشت سوق العقارات في الدولة بقوة، وهو ما انعكس في ارتفاع أسعار العقارات. وعلى الرغم من الارتفاع في الكلفة، تواصل التعاملات العقارية في الدولة تعزيز زخمها الهائل الذي اكتسبته على مدار العام الجاري. ويكفي للتدليل على ذلك أن نعرف أن التعاملات العقارية التي جرت يوم الخميس الماضي فقط تجاوزت في قيمتها الإجمالية 2.4 مليار دولار».
وأضاف دهار: «من الممكن أن يعزى هذا الزخم إلى أسباب عدة. وفي مقدمتها النجاح المدوي الذي حققه «إكسبو 2020 دبي»، والذي رسخ مكانة دبي والإمارات وجهة عالمية لنمط الحياة الفاخر، بكل مكوناته وعناصره، بما في ذلك العقارات بطبيعة الحال. ويتمثل السبب الثاني في استحداث تأشيرة إقامة جديدة طويلة الأمد في الإمارات لمشتري العقارات الفاخرة، وهو ما منح بدوره قوة دافعة ضخمة للتعاملات العقارية بالدولة». واختتم دهار قائلاً: «عندما تشتري عقاراً في الدولة، يمكنك أن تسدد جزءاً من ثمنه بالتقسيط، ثم تستصدر تأشيرة إقامة لك ولأفراد أسرتك، وتحصل بعد ذلك على قرض عقاري لسداد باقي الأقساط المستحقة عليك، فيما يعد تسهيلاً إضافياً عزز جاذبية الاستثمار العقاري في الإمارات».
جاذبية
وبدوره، قال ريزوان ساجان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة «دانوب»، والتي تتضمن شركة «دانوب العقارية»: «العقارات هي فئة الأصول الأفضل أداءً على مستوى الإمارات في الوقت الراهن، وذلك بسبب جاذبية سوق العقارات بالدولة، البنية التحتية ذات الطراز العالمي التي تتمتع بها، ارتفاع مستوى المعيشة بين عدد كبير من المقيمين، وسهولة ممارسة الأعمال التجارية. وقبل كل ذلك الديناميكية الرائعة التي تتسم بها قيادات الدولة».
وأضاف ساجان: «نؤمن دوماً بقدرة اقتصاد الإمارات على تحقيق نمو مستدام على المدى الطويل. في البدء، استفادت قيادات الدولة من عائدات الصادرات النفطية في تحفيز النمو الاقتصادي بالدولة، ولكني أرى أن العقارات باتت الآن هي القطاع الذي يحرك نمو اقتصاد الدولة. تبقى العقارات أفضل الأصول أداءً وأعلاها عائداً بالدولة. لذا، فليس بغريب أن تتصدر العقارات تفضيلات المستثمرين».