تشهد المنتجات الغذائية والمشروبات ارتفاعاً حاداً في الطلب نتيجة موسم الاحتفالات، من الحليب الطازج واللحوم وصولاً إلى الحبوب والزيوت، ما يضع المصنعين والمنتجين خلال الموسم المزدحم بالمناسبات مع نهاية العام أمام ضغط كبير في مواعيد التسليم، والتعرض لنفاد المخزون، من أجل تلبية احتياجات وتوقعات المستهلكين المتزايدة.
وشهد تدفق حركة التجارة العالمية تطوراً نوعياً على مدى السنوات الثلاث الماضية، مع سعي الشركات الرائدة في مجال الصناعات الزراعية إلى إنشاء مرافق تصنيع إقليمية جديدة لها، لتعزيز وصولها إلى الأسواق المستهدفة الرئيسة بسهولة أكبر.
وتعد دبي المركز الأكبر لقطاع الأغذية والمشروبات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والخيار الأول لأهم الشركات الإقليمية.
ويساهم الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدبي في جعلها جسراً مثالياً لأسواق العالم في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب، إلى جانب امتلاكها لمنظومة أعمال وسياسات حكومية قوية. وبفضل تلك المقومات، سجلت دبي نمواً كبيراً في حجم الصادرات في عام 2021، حيث نمت تجارة دبي الخارجية لقطاع المواد الغذائية بنسبة 11 % على أساس سنوي لتصل إلى 74 مليار درهم، مقارنة بـ 65.8 مليار درهم في عام 2020.
ساهمت «دي بي ورلد» بشكل رئيسي في نمو هذا القطاع من خلال بنيتها التحتية الذكية والرقمية للخدمات اللوجستية عالمية المستوى، وشبكتها التجارية الواسعة، التي وفرت لشركات الأغذية والمشروبات الإمكانية لممارسة أعمالهم بكل سهولة وكفاءة.
وتدعم «دي بي ورلد» أيضاً بقدراتها النوعية عدداً من المبادرات الوطنية الكبرى مثل الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، ومبادرة «اصنع في الإمارات»، و«مشروع 300 مليار» التي تهدف إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج الإجمالي المحلي ليصل إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031.
وتعتمد العديد من شركات الأغذية والمشروبات الكبرى على المنظومة التشغيلية المتكاملة والشاملة التي تقدمها «دي بي ورلد»، للوصول إلى الأسواق الواعدة المعتمدة على استيراد احتياجاتها الغذائية عبر المركز التجاري واللوجستي في جبل علي. وفي مقدمة تلك الشركات الخليج للسكر، التي تدير أكبر معمل لتكرير السكر في العالم في ميناء جبل علي، و«هنتر فودز»، الشركة الرائدة في الابتكار وتصنيع الأغذية والوجبات الخفيفة البديلة في الشرق الأوسط وآسيا، والتي تعمل في جافزا، وشركة «ليبتون» التي تدير ثاني أكبر منشأة للشاي في العالم انطلاقاً من جافزا، حيث تنتج مليون كيس شاي في الساعة.
وجهة مفضلة
تعتبر جافزا الوجهة المفضلة لصناعة الأغذية والمشروبات في المنطقة، حيث تتواجد فيها 600 شركة من 70 دولة، تمثل 20 % من إجمالي تجارة الأغذية والمشروبات في دبي. ويشمل تجمع الأغذية والمشروبات الذي يعتمد على الربط التجاري متعدد الأنماط، عدداً من المستودعات الجاهزة على رصيف الميناء، والمخازن المبردة والمجمدة (مستودعات التبريد) التي تمتد على مساحة 1.7 مليون متر مربع.
ويدعم نجاح الشركات المحلية والعالمية العاملة في جافزا ثلاثة عوامل رئيسة تتمثل في الابتكار، والتكنولوجيا القابلة للتوسع، والشراكات. ويستطيع مصنعو الأغذية والمشروبات تقليل المدة الزمنية اللازمة لتأسيس أعمالهم من خلال الاستفادة من الوحدات الصناعية الخفيفة في المنطقة الحرة والمستودعات المعزولة حرارياً. كما يمكنهم أيضاً تعزيز تنافسيتهم التجارية من خلال الحوافز التي تقدمها جافزا مثل الإعفاء من ضريبة الشركات وضريبة القيمة المضافة.
وتعد منصة «زادي» الرقمية عبر بوابة دبي التجارية، من أهم المزايا التي تدعم أعمال شركات الأغذية والمشروبات، حيث تم إطلاق هذه المنصة في عام 2020، لتكون بمثابة نافذة موحدة لتسهيل إجراءات استيراد المواد الغذائية وإعادة تصدير شحنات المواد الغذائية عبر موانئ دبي، لحماية سلسلة توريد المواد الغذائية من الاحتكار والاضطرابات.
كما تعزز التقنيات المتقدمة الذكية الخاصة بـ «دي بي ورلد» أيضاً استدامة وانسيابية عمليات الخدمات اللوجستية للمتعاملين لديها. فمن خلال خدمات «كارجوز» من «دي بي ورلد»، يمكن للشركات العاملة في جافزا التعامل مع سلاسل التوريد بشفافية عالية وإجراءات مبسطة، عبر حلول وخدمات الدعم اللوجستي ولوجستيات الطرف الرابع، مثل استخدام تكنولوجيا التتبع والتعقب للحاويات، والحصول على تمويل ميسر للعمليات التجارية، إضافة إلى الخدمات اللوجستية العكسية للبضائع المرتجعة، وخدمات إعادة الشحن البحري، وغيرها من الخدمات.
الوصول إلى دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة
يوفر مركز جبل علي التجاري واللوجستي، الذي يضم الميناء والمنطقة الحرة، حلولاً شاملة لا تضاهى وشبكات الربط التجاري متعدد الأنماط، وخدمات تسليم البضائع إلى المتعامل النهائي. ويتيح قرب موقع المنطقة الحرة من ميناء جبل علي لشركات الأغذية والمشروبات إمكانية الوصول إلى 3.5 مليارات مستهلك حول العالم، من خلال شبكة عالمية مترابطة تضم أكثر من 150 ميناءً وما يزيد على 80 رحلة أسبوعية، حيث يعتبر الميناء بمثابة بوابة تجارية للأسواق سريعة النمو في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب وشرق آسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة. وتمتاز منظومة عمل «دي بي ورلد» بقدرتها على اختصار الوقت الذي تتطلبه عملية عبور البضائع إلى الأسواق الكبرى، وتقديم حلول الخدمات اللوجستية والقيمة المضافة، إضافة إلى استثمارها في تطوير الحلول التجارية الشاملة. وتغطي القائمة الشاملة لمنتجات وخدمات الشركة جميع نقاط الربط لسلسلة التوريد المتكاملة بدءاً من المحطات البحرية والبرية، وصولاً إلى الخدمات البحرية والمجمعات الصناعية، إضافة إلى الحلول التجارية القائمة على التكنولوجيا. وتقدم «دي بي ورلد» هذه الخدمات عبر شبكتها العالمية المترابطة التي تضم 295 وحدة تجارية في 78 بلداً عبر ست قارات، مما يعكس حضورها البارز في كل من الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة والأسواق المتطورة على حدٍ سواء.
محطة متخصصة
تعزز محطة الأغذية والمشروبات في ميناء جبل علي صناعة المنتجات الغذائية المحلية والإقليمية. وتساهم المحطة بمساحتها التي تصل إلى مليون متر مربع على رصيف الميناء في تكريس مكانة دبي باعتبارها بوابة رئيسة لتجارة الأغذية والمشروبات العالمية؛ بما تمتلكه من مرافق متطورة لمعالجة الحبوب واللحوم ومنتجات المأكولات البحرية، إضافة إلى المياه المعبأة ومنتجات الألبان، والمرافق المتخصصة لمعالجة الزيت والشاي والقهوة والكاكاو والتوابل والعديد من المنتجات الغذائية المختلفة.
وفي شهر يوليو من هذا العام، تم إطلاق مشروعين جديدين بالتعاون مع كل من شركة «أدرويت كندا»، وشركة «الأمير فودز»، في محطة الأغذية والمشروبات من أجل تعزيز موثوقية وأمان سلسلة القيمة المضافة للمنتجات الغذائية ودعم استقرارها على مستوى المنطقة. وتبلغ قيمة الاستثمارات المخصصة للمشروعين حوالي 200 مليون درهم لتطوير منشآت فريدة من نوعها وصوامع تخزين البضائع السائبة ومعالجة المنتجات الزراعية.
ومن المتوقع أن تساهم تلك المرافق في تحقيق أكثر من 900 مليون درهم إماراتي من تجارة الأغذية والمشروبات، ما يدعم خطة دبي الاستراتيجية لتعزيز التجارة الخارجية لتصل إلى 2 تريليون درهم إماراتي. كما ستستثمر «دي بي ورلد» من جانبها في المشروع من خلال توفير أحدث أنظمة التكنولوجيا المتقدمة لمناولة المواد الغذائية وشحن الحبوب والبقول بطريقة مؤتمتة.