اتفقت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية قيرغيزستان الصديقة على تعزيز أطر التعاون الاقتصادي وتوسيع وتنمية الأعمال التجارية والشراكات الاستثمارية في مجالات الزراعة والأمن الغذائي والصناعات الغذائية والتحويلية والطاقة والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والابتكار والسياحة والثقافة والنقل اللوجستي والصناعة وريادة الأعمال والتمويل الإسلامي والأوراق المالية الإسلامية والخدمات البنكية والتعليم، بما يخدم النمو الاقتصادي المستدام لاقتصاد البلدين الصديقين خلال المرحلة المقبلة.
وأكد معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد ، على قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية قيرغيزستان، حيث تشهد تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات لا سيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، فضلاً عن تبادل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين الدولتين خلال الفترة الماضية، وذلك في ضوء حرص القيادة الرشيدة في البلدين على تعزيز هذه العلاقات ودفعها لآفاق أرحب وأوسع من التعاون المشترك.
جاء ذلك خلال انعقاد اجتماع الدورة الثانية للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، في أبوظبي، والذي ترأسه معالي عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد ، ومعالي عاقلبك جباروف، رئيس مجلس وزراء جمهورية قيرغيزستان، بحضور معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، وسعادة جمعة محمد الكيت، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد، وسعادة عبد اللطيف جمعة باييف، سفير جمهورية قيرغيزستان لدى الدولة ، وسعادة كانات عبد الرحمنوف، نائب وزير الاقتصاد والتجارة بجمهورية قيرغيزستان، وبمشاركة عدد من ممثلي الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية ورجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص من البلدين.
وشهدت اللجنة توقيع عدد من مذكرات التعاون المشترك بين الجانبين الإماراتي والقيرغيزي، في مجموعة من المجالات والأنشطة التجارية المتنوعة من أبرزها الصناعة والزراعة والطاقة المتجددة والصناعات الغذائية. كما اتفقت اللجنة على تسهيل إجراءات التصدير والاستيراد للسلع والخدمات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، خاصة الصادرات والواردات الغذائية والزراعية والحيوانية،بما يضمن انسيابية السلع والمنتجات ويعزز مستقبل الأمن الغذائي في أسواق الدولتين.
وأوصت اللجنة بتشكيل فريق عمل مشترك يختص بتنسيق وتحديد الاجتماعات وورش العمل يشارك فيها المستثمرين ورجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص من البلدين، بما يسهم في تعزيز قنوات التواصل بين مجتمعي الأعمال الإماراتي والقيرغيزي واطلاعهم على الفرص الاستثمارية والمشاريع التجارية الحيوية بشكل متواصل.
وقال معالي بن طوق: يمثل انعقاد اجتماع اللجنة الإماراتية القيرغيزية محطة مهمة في تطوير مسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين ودفعه لمستويات جديدة من النمو والازدهار خلال المرحلة المقبلة، وتعزيز آفاق التعاون والشراكة في مختلف القطاعات التجارية ذات الأولوية، واكتشاف المزيد من الفرص الاستثمارية الواعدة في أسواق البلدين.. مشيراً إلى أن دولة الإمارات تعد الشريك التجاري الأول لقيرغيزستان على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة خلال عام 2021، حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين أكثر من 3.67 مليارات درهم خلال 9 شهور الأولى من عام 2022 محققة نمواً بنسبة 66% مقارنة مع نفس الفترة في عام 2021، ونمت بنسبة 63% و56% عن نفس الفترة في عام 2020 و2019 على التوالي.
كما شهدت السياحة البينية بين البلدين قفزات نوعية في تبادل الوفود السياحية وزيادة أعداد الرحلات خلال السنوات الماضية، حيث زار أكثر من 16 ألف سائح إماراتي جمهورية قيرغيزستان في العام 2021، وفي الإطار أكد الجانبان الإماراتي والقيرغيزي على أهمية التطور والتعاون السياحي الذي شهده البلدان خلال المرحلة الماضية.
ودعا معاليه، خلال الاجتماع مجتمع الأعمال القيرغيزي إلى المشاركة في الفعاليات والمعارض التجارية والاستثمارية التي تنظمها دولة الإمارات بشكل سنوي، ومنها ملتقى الاستثمار السنوي AIM، ومعرض جيتكس للتقنية، ومعرض الخليج للأغذية "جلفود"، إضافة إلى الاستفادة من المقومات والإمكانات التي تمتلكها الدولة كمركز تجاري واستثماري عالمي وبوابة اقتصادية رئيسية للمنطقة وقارة آسيا.
كما استعرض معاليه التطور الشامل لمنظومة التشريعات الاقتصادية ومنها السماح بالتملك الأجنبي للشركات بنسبة 100% والسياسات الضريبية المرنة، وتسهيل إجراءات تأسيس مزاولة الأعمال، وأبرز الحوافز والفرص الاستثمارية التي توفرها بيئة الأعمال والاستثمار في الدولة بمختلف القطاعات التجارية ولا سيما في قطاعات التكنولوجيا والأنشطة المالية والتأمين والنقل واللوجستيات والعقارات والتصنيع.
ومن جانبه، قال معالي عاقلبك جباروف، رئيس مجلس الوزراء القيرغيزي: إن اجتماعات الدورة الثانية للجنة الحكومية الاقتصادية المشتركة بين جهوية قيرغيزستان ودولة الإمارات شهدت ناجحاً كبيراً، حيث تم التوصل من خلالها إلى اتفاقيات من شأنها دعم وتعميق التعاون القيرغيزي الإماراتي في مجالات الاستثمار والتجارة والاقتصاد والسياحة والزراعة، فضلا ًعن الجوانب الثقافية والإنسانية والتعليمية وغيرها من المجالات الأخرى.. مشيراً إلى أن قيرغيزستان تولي أهمية كبيرة لتطوير التعاون مع دولة الإمارات من أجل تعزيز الشراكة المتنامية بين البلدين.
وأكد معاليه على أهمية زيارة فخامة صادر جباروف رئيس جمهورية قيرغيزستان لدولة الإمارات خلال نوفمبر الماضي، حيث أثمرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية المهمة الهادفة إلى تعزيز التعاون في شتى المجالات بين البلدين الصديقين. وأضاف معاليه: "بدأنا العمل المشترك الجاد مع الجانب الإماراتي لإطلاق وتوفير المزيد من إمكانات التعاون بين البلدين في الاستثمار المباشر، كما أن قيرغيزستان حريصة على تحفيز تدفق الاستثمارات في مختلف القطاعات الحيوية بين الجانبين.
ومن جانبه قال معالي الزيودي: نتطلع من خلال اجتماع اللجنة لبناء مرحلة جديدة تدعم النمو والاستدامة لاقتصاد البلدين الصديقين، وذلك من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك، ودعم إمكانية إقامة مشاريع في مختلف القطاعات التجارية، وتعزيز العمل على زيادة وتنويع سلع التبادل التجاري، بما يسهم في زيادة نمو التجارة الثنائية والاستثمارات المتبادلة، وبما يتماشى مع الرؤية الوطنية "نحن الإمارات 2031"، الرامية إلى تعزيز مكانة الدولة كشريك عالمي ومركز اقتصادي جاذب ومؤثر.
وأشار معاليه إلى أن قيرغيزستان تعد من أهم الوجهات الاقتصادية الشريكة لدولة الإمارات في منطقة وسط آسيا، حيث شهدت التجارةغير النفطية بين البلدين نمواً مطرداً خلال الخمس سنوات الماضية لتقفز من 1.14 مليار درهم في عام 2017 إلى أكثر من 3 مليارات درهم في عام 2021 بنسبة نمو بلغت 164%، في حين نما حجم الصادرات الإماراتية غير النفطية لقيرغيزستان إلى 705% وذلك خلال الفترة ذاتها. كما تستحوذ الإمارات على 98% من صادرات قيرغيزستان إلى دول مجلس التعاون الخليجي، بينما تصل مساهمة الإمارات في واردات قيرغيزستان من دول الخليج إلى 99.7%.
ووصل إجمالي إعادة التصدير من الإمارات إلى قيرغيزستان إلى 3 مليارات درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 بنسبة نمو81% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021، في حين وصلت الصادرات الوطنية غير النفطية لقيرغيزستان إلى 410 ملايين درهم خلال 9 شهور الأولى من العام الحالي بنسبة نمو بلغت 203% مقابل نفس الفترة من عام 2021.
- زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة .
اتفق الجانبان الإماراتي والقيرغيزي على وضع آليات وخطط عمل جديدة من شأنها زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة بين البلدين في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، ودعم التعاون الثنائي في المجالات مختلف الاقتصادية والتجارية، وتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية للمستثمرين ورجال الأعمال في كلا البلدين.
و ناقشت اللجنة تعزيز التعاون المشترك في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة خلال المرحلة المقبلة، والاستفادة من الخبرات الإماراتية في هذا الصدد، بما يعزز من مستقبل الطاقة المستدام للبلدين، حيث تم الاتفاق على بدء المرحلة الأولى من مشروع إنشاء محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 200 ميجاوات في قيرغيزستان، إضافة إلى العمل على تنفيذ مشاريع جديدة في مجال إعادة تدوير النفايات المنزلية والصناعية.
زيادة التدفقات السياحية .
اتفقت اللجنة أيضاً على تعزيز التعاون السياحي بين دولة الإمارات وقيرغيزستان في مجالات السفر والطيران والضيافة، وذلك بهدف زيادة التدفقات السياحية وأعداد الرحلات الجوية، وذلك من خلال طرح عروض سياحية مميزة للسائحين، وتسريع وتيرة التعاون بين الشركات السياحية في البلدين، وتعظيم الاستفادة من المقومات والمعالم السياحية للدولتين.
- الاقتصاد الجديد.
وفي إطار دعم رؤية دولة الإمارات نحو الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد، بحثت اللجنة الفرص الاستثمارية في قطاعات التكنولوجيا والصناعة والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والابتكار والصناعات التحويلية.
واتفق الجانبان الإماراتي والقيرغيزي على تبادل الخبرات والمعرفة والتدريب في مجال العلوم الطبية ومن أبرزها علم الوراثة والجينوم.
و حرص الجانبان على توسيع التعاون في مجال التعليم وذلك في إطار الاتفاقية الموقعة بين وزارتي التعليم في البلدين، حيث سيتم العمل على تبادل الخبرات والمعرفة من أجل تنفيذ مشاريع جديدةفي هذا المجال خلال المرحلة المقبلة، بما يخدم مستقبل القطاع التعليمي في البلدين وتطويره وفق أفضل الممارسات العالمية.