أكد صانع المحتوى السعودي، عبد الرحمن أبو مالح، مقدم برنامج البودكاست المعروف «فنجان» ومؤسس شركة «ثمانية»، على أهمية صنع محتوى عربي مؤثر، بحيث لا يحرم الجمهور العربي من غير المتحدثين باللغات الأجنبية من المحتوى الجيد، موضحاً أن إنتاج مواد إعلامية تركز على أصالة الفكرة وجودة الإعداد هو ما يضمن تحقيق الانتشار لصانع المحتوى وبأكبر صورة ممكنة.
جاء ذلك، خلال جلسة تحت عنوان: «من إطلاق بودكاست إلى بيع شركة إعلامية بملايين الدولارات»، التي أدارتها إيمان بن شيبة، مؤسس دار سيل للنشر، ومسؤولة المجتمع في مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، ضمن فعاليات اليوم الختامي من «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال»، الذي نظمته شراع في مجمع البحوث والتكنولوجيا والابتكار بالشارقة، تحت شعار «حيث ننتمي».
ونقل أبو مالح خلال الجلسة تجربته الإعلامية وأهم المحطات في مسيرته المهنية، منذ بدئه العمل على إنتاج بودكاست «فنجان» عام 2015، مع تأسيسه لشركة «ثمانية»، مروراً بتحولها لإنتاج الأفلام الوثائقية على موقع يوتيوب، ودخول عالم الإنتاج والنشر الإلكتروني، وحتى بيعه لحصة تفوق النصف في صفقة استحواذ حققت ملايين الدولارات لصالح الشركة السعودية للأبحاث والإعلام.
وعن أولى خطواته لتطوير محتوى الشركة، قال أبو مالح: «كنت حاضراً في جلسة عن مستقبل الصوت بمدينة نيويورك، عندما اكتشفت بشكل فاجأني أن أكبر منصة لبث برامج البودكاست الصوتية هي موقع يوتيوب، على الرغم من انتشاره الواسع كمنصة لعرض المحتوى المصور، لهذا قررنا مع بثنا للحلقة رقم 100 من بودكاست فنجان أن نتوجه لتصوير الحلقات وبثها بصورة مرئية بالتوازي مع إطلاقها في المنصات الصوتية». موضحاً أن القيام بهذه الخطوة هو ما وجه الشركة للانتشار نحو بعد آخر وجمهور مختلف تماماً، وقال: «أزعم أن ثمانية ما كانت ستكون على ما هي عليه الآن لولا اقتحامها لمنصة يوتيوب».
برامج
واستعرض أبو مالح العدد الكبير من البرامج التي باتت تنتجها شركة ثمانية، لتصل إلى 14 برنامج بودكاست، تستعرض كافة المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية، وحتى الإخبارية والصحافة الاستقصائية، بجانب إنتاجها لـ 150 فيلماً وثائقياً، تجاوز عدد مشاهداتها حتى الآن 40 مليون مشاهدة. مؤكداً أن سر نجاح الإنتاجات المختلفة لـ«ثمانية» هو منح هوية خاصة لكل برنامج تنعكس فيها بصمة فريق الإعداد، الذي شدد أبو مالح على أهمية منحهم استقلاليتهم الإنتاجية التامة لتقديم المحتوى الذي يحبون مشاهدته، وأن صناعة محتوى عربي أصيل دون التقيد بأي وسيط سوى الجودة هو ما يمثل سر النجاح، مضيفاً: «لأنها تسرد قصصنا، بشكل ممتع يشبهنا ويعبر عن هويتنا وثقافتنا».
ونصح أبو مالح العاملين في مجال صناعة المحتوى بأن يعتمدوا على حدسهم وذائقتهم الشخصية أكثر من الاستناد إلى ما تقوله الأرقام، وأن يؤمن مدير التحرير أو المنتج إيماناً كبيراً بفريق عمله وآرائهم، قائلاً: «نحن نعيش الآن في العصر الذهبي لصناعة المحتوى، لكن ضمان الاستمرارية في هذا المجال هو أصعب من أي مجال أعمال آخر، فصاحب مطعم يستطيع الوصول لوصفة البيتزا المثالية، وتكرار صنعها بالمقادير نفسها لآلاف المرات، لكننا في صناعة المحتوى، علينا أن نصنع كل مرة بيتزا رائعة، تختلف في مذاقها عن سابقتها».