تواصل الإمارات استراتيجيتها الرامية إلى تشجيع الصناعة انطلاقاً من الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والتي تعرف بمشروع 300 مليار، لتطوير وتحفيز القطاع الصناعي في الإمارات، ورفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 133 مليار درهم إلى 300 مليار درهم بحلول 2031. كما تأتي دعماً للحملة الوطنية «اصنع في الإمارات».

وتعد الإمارات لاعباً حاضراً بقوة في صناعة القوارب عالمياً عبر شركة «جلف كرافت»، حيث برزت كمركز رئيسي لصناعة اليخوت باعتبارها سوقاً مزدهرة، وهو ما جعلها تتوسع في صناعة القوارب في أوروبا واستراليا وأخيراً في جزر المالديف، حيث تقوم الشركة حالياً ببناء منشأة تصنيع جديدة ستكون قادرة على العمل والإنتاج بقدرة مضاعفة، بحسب محمد حسين الشعالي، رئيس مجلس الإدارة لـ «البيان».

قطاع حيوي

وقال الشعالي: تقدم الإمارات لعشاق البحار من جميع أنحاء العالم تجربة وأسلوب حياة لا مثيل لها. فمع الموانئ الرئيسية، مثل مرسى ياس، وميناء دبي وميناء راشد التي تقع في مكان مثالي في قلب المدن مع القدرة والمرافق لتلبية احتياجات القوارب واليخوت من جميع الأحجام، نجد أن الدولة لديها الكثير لتقدمه في هذا القطاع الحيوي.

وأردف: إن «جلف كرافت» تعمل عن كثب مع حكومة الإمارات منذ سنوات للمساعدة في دعم صناعة اليخوت المتنامية في الدولة، ويشرفنا أنها قدمت مساهمة كبيرة في تعزيز سمعة قطاع اليخوت الإقليمي. وسنواصل البناء على إرثنا لتعزيز سمعة الدولة كوجهة دولية متميزة لصناعة اليخوت من خلال مجموعة منتجاتنا المبتكرة الفريدة ومركز الخبرة لدينا، بالإضافة إلى مراكز الصيانة المجهزة جيداً وتجديد الخدمة التي تلبي احتياجات العملاء الدوليين. وحول عدد المصانع الموجودة خارج الإمارات، قال: لدينا منشأة تصنيع خاصة بنا تبلغ مساحتها 100000 قدم مربع في جزر المالديف. جزر المالديف هي أول وجهة دولية لنا، حيث قمنا ببناء كفاءات داخل البلد من خلال الاستفادة من الفرص التي توفرها الدولة للقطاع البحري والسياحي.

قوارب ترفيهية

وتابع: لأكثر من 20 عاماً، قمنا بإنتاج قوارب ترفيهية عالية الجودة وسفن نقل سريع، واليوم نقدم ما يقرب من 85 % من خدمات النقل المائي في جزر المالديف، والتي تشمل النقل العام وخفر السواحل وخدمات الطوارئ والإسعاف والمنتجعات والقوارب الترفيهية. لقد شهدنا زيادة كبيرة في الطلب ولتلبية متطلبات عملائنا، ونقوم ببناء منشأة تصنيع جديدة ستكون قادرة على العمل والإنتاج بقدرة مضاعفة. وفيما يخص عدد عملاء الشركة، قال: منذ تأسيس الشركة في عام 1982، رسخت «جلف كرافت» مكانتها كواحدة من الشركات العالمية الرائدة في تصنيع القوارب واليخوت المتكاملة بالكامل، حيث تقوم بتصميم وتقديم سفن عالية الجودة وفائقة الأداء تحدد نمط الحياة البحرية المعاصرة.

5 علامات

وأضاف: لطالما كنا شركة تصنيع دولية لعشاق البحار في جميع أنحاء العالم ونلتزم بتعزيز عروضنا من خلال المنتجات والتقنيات الجديدة. لدينا خمس علامات تجارية في مجموعة منتجاتنا، تتراوح من 34 إلى 175 قدماً تم بناؤها باستخدام التكنولوجيا المتقدمة والهندسة القوية والتصميم المتميز والحرفية العالمية التي تلبي احتياجات مجموعة سكانية واسعة.

وأكد أن «جلف كرافت» شركة رائدة عالمياً في إنتاج الهياكل المعدنية المركبة، وقد تصدرت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم بإنتاج وتسليم اليخت «ماجستي 175» وهو أكبر يخت فاخر مركب في العالم.

هياكل مركبة

وتابع: على مر السنين، رأينا المزيد من محبي اليخوت الذين يفضلون الهياكل المركبة على الهياكل الفولاذية التقليدية بفضل أدائها الخفيف والاقتصاد في استهلاك الوقود التنافسي والقدرة على التنقل في المياه الضحلة، وهو اعتبار رئيسي للعديد من عشاق نمط الحياة البحرية. لذلك شهد السوق الأوروبي، الذي كان تقليدياً سوقاً للقوارب الفولاذية، زيادة كبيرة في الطلب على قواربنا ويخوتنا.

وأضاف محمد الشعالي قائلاً: في أستراليا، حيث كنا نبيع القوارب واليخوت منذ أكثر من عقد حتى الآن، شهدنا نمواً كبيراً عاماً بعد عام، مما جعله سريعاً أحد أهم أسواقنا. لقد قمنا أخيراً بتوسيع محفظتنا هناك من خلال تقديم طرادنا الرياضي Oryx 379 في معرض سيدني الدولي للقوارب عام 2022.

وأشار إلى وجود شبكة وكلاء قوية للشركة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادي، وقال: إن توسعنا العالمي المستمر كان مساهماً رئيسياً في الحفاظ على نمونا دولياً وتقريب علامة «جلف كرافت» من عشاق اليخوت في جميع أنحاء العالم.

وحول المشاريع الجديدة التي تنوي الشركة الإعلان عنها خلال 2023، قال الشعالي: نحن نستعد لإطلاق منتجين رئيسيين في العام المقبل سيعززان مكانتنا كشركة عالمية رائدة في صناعة اليخوت المركبة. وأضاف: سنقدم اليخت السوبر «ماجستي 111» الجديد كلياً في معرض دبي الدولي للقوارب 2023، والذي تم إعداده لإعادة تعريف معايير الصناعة، وسيشكل سابقة لجميع طرازات «ماجستي» المستقبلية، حيث يقدم أكثر من أي وقت مضى من حيث التصميم والهندسة والهندسة المعمارية، والميزات التقنية. كما أن اليخت السوبر «ماجستي 160» في طور الإعداد سيكون ثاني أكبر سفننا في فئته بفضل تصميمه وهندسته الاستثنائي وميزاته الهندسية والتكنولوجية الحديثة.

تحديات وفرص

فيما يتعلق بتأثير جائحة «كوفيد 19» على الشركة والقطاع، قال محمد الشعالي: قدمت لنا الجائحة تحديات وفرصاً. في نقطة واحدة، توقفت سلسلة التوريد العالمية تماماً، مما يجعل من الصعب جداً الحصول على المواد من الخارج. وكان العمل مع القوى العاملة المنخفضة بسبب بروتوكولات التباعد الاجتماعي أمراً صعباً، لكن فريق العمليات لدينا عمل بلا كلل للحفاظ على حوض بناء السفن وتشغيله طوال عام 2020 ونجح في تسليم اثنين من اليخوت الفائقة في ذروة الوباء. أصبحنا أكثر تكيفاً مع الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا وتعاملنا مع كل شيء على أساس يومي.