أكد خبراء أن أجندة دبي الاقتصادية الجديدة«D33»، ستعزّز فرص المزيد من الشركات الناشئة بدبي في التحول إلى شركات مليارية «يونيكورن»، لافتين إلى أن الأجندة التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تتزامن مع الذكرى 17 لتولي سموّه مقاليد الحكم في إمارة دبي، تعزز مسار النمو التصاعدي نحو ظهور المزيد من شركات «اليونيكورن» انطلاقاً من دولة الإمارات خلال السنوات العشر المقبلة.

وقال الخبراء إن تركيز دبي منذ تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله، مقاليد الحكم في دبي، على تعزيز التحول الرقمي ورفع إنتاجية الاقتصاد بنسبة 50 % من خلال الابتكار وتبني الحلول الرقمية، سيكون له دور محوري في ترسيخ بيئة الابتكار الذي أصبح القوة المحركة الرئيسية لإنجازات رواد الأعمال والشركات العاملة ضمن المدينة والتي تحول بعضها إلى شركات مليارية (يونيكورن) لتنطلق من دبي إلى العالمية، بفضل القيمة الكامنة فيها والآتية من الابتكارات التي تساعد على استغلال الفرص الكامنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تحتاج من يقتنصها.

وأضافوا: إن العديد من الشركات الناشئة بدبي حققت نجاحات، حيث باتت تخطو بثقة نحو مرحلة جولات التمويل الكبرى، التي تعتبر من المراحل المتقدمة من دورة حياة الشركات الناشئة، وذلك مع نجاح دبي خلال السنوات العشر الماضية في تهيئة البيئة اللازمة لتأسيس وتوسع تلك الشركات، متوقعين أن تستمر دبي في ريادتها لقطاع الشركات الناشئة واليونيكورن في المنطقة خلال الفترة المقبلة.

شركات ناشئة

وحافظت الشركات الناشئة في الإمارات العام الماضي على المرتبة الأولى من حيث حجم التمويل وعدد الصفقات رغم تداعيات جائحة كورونا، حيث تمكنت من جمع 1.2 مليار دولار عبر 155 صفقة، فيما حلت السعودية ثانية.

وبلغ حجم رأس المال الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2.6 مليار دولار العام الماضي، وهو أعلى مستوى شهدته المنطقة على الإطلاق. وتم إبرام 590 صفقة وتخارج 35 شركة ناشئة، وذلك بحسب بيانات حديثة من شركة «ماغنيت» للاستشارات.

وتجاوز مجموع قيمة صفقات الاستحواذ والاندماج لهذه النوعية من الشركات التي تأسست في دبي 21.5 مليار درهم، أحدثها دمج منصتي «بيوت»، و«دوبيزل»، في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، بـصفقة قيمتها 3.6 مليارات درهم.

وسبق ذلك استحواذ «أوبر» على «كريم» بصفقة بلغت 11 مليار درهم، و«أمازون» على «سوق. كوم» بملياري درهم، وتحالف صيني على «ميديا. نت»، بـ 3.3 مليارات درهم وشركة «إعمار» على «نمشي» بصفقة قيمتها 1.2 مليار درهم و«ياهو» على «مكتوب. كوم» بـ 314 مليون درهم، وتمويل لشركة «أنغامي» بنحو 1.6 مليون درهم، وغيرها.

وقد عززت تلك الصفقات مكانة دبي بين أهم المراكز العالمية لريادة الأعمال والشركات الناشئة التي يتجاوز تقييمها المليار دولار «يونيكورن» وخاصة تلك المتخصصة في اقتصاد المستقبل والتقنيات الحديثة.

أدوات ابتكارية

وقال خالد تلهوني الشريك الإداري في شركة «نوا كابيتال» للاستثمار: إن خطة «D33» تساعد على تعزيز النظام البيئي للابتكار في دبي والإمارات عموماً. ونعتقد أن وضع أجندة «D33» استراتيجية واضحة لدعم وتطوير الشركات المليارية «اليونيكورن» التي تعتمد على التكنولوجيا سيكون أمراً بالغ الأهمية لتنمية الاقتصاد المحلي وكذلك المنطقة على نطاق أوسع.

كما نعتقد أن الـ«ساند بوكس» التي ستقوم دبي بتطويرها تكون أدوات ابتكارية مهمة في تمكين تطوير شركات مبتكرة جديدة في بيئة تنظيمية مواتية تسمح للشركات ببناء منتجاتها الخاصة بدعم حكومي. حيث سيساعد هذا في تسهيل نمو الشركات المليارية انطلاقاً من دبي خارج دبي وكذلك جذب المزيد من أصحاب المهارات التقنية العالية إلى الإمارة.

دعم الابتكار

وقال راي ضرغام مدير معرض «ستيب» الذي يدعم الشركات الناشئة في دبي: إن تحديد المبادرة لـ400 شركة ناشئة ذات إمكانات عالية ودعم بناء قدراتها وتوسعها سيدعم روح الابتكار وريادة الأعمال في دبي خلال السنوات العشر المقبلة ويضع الإمارة على خريطة التكنولوجيا العالمية.

وأضاف: من خلال تقديم مثل هذه الأجندة والتوجه الاستراتيجي، ستعزز دبي نفسها وجهة لتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة إلى شركات «يونيكورن»، وتوفر لهم بيئة يمكنهم من خلالها الازدهار وتمكين النمو المستدام للشركات الناشئة في المنطقة.

ولفت إلى أن مؤتمر «ستيب» يدعم بنشاط قطاع ريادة الأعمال من خلال توفير منصة للشركات الناشئة لتسريع نموها وتطوير المبادرات بينما تصبح المحرك المساهم في الاقتصاد. وقال: نهدف إلى مواصلة توسيع هذه المنصة وقيادة المحادثة والمساهمة في النظام البيئي وتمكين رواد الأعمال.

نريد من النظام البيئي إشراك رواد الأعمال ودعمهم للابتكار والتطوير، كأولوية ضمن خطط دولة الإمارات للسنوات العشر القادمة. وأردف: نسعى لترسيخ دور دبي مركزاً عالمياً للأعمال والمواهب وتقديم منصة لصناعة التكنولوجيا للالتقاء والابتكار. نريد أن نوفر الفرصة للمواهب الإماراتية للتعرف على المشهد العالمي. ونتطلع إلى نسختنا الحادية عشرة من المؤتمر لأنها ستساعد في تمهيد الطريق لما هو آت.

نظام مستدام

وقال رولان ضاهر، الرئيس التنفيذي لشركة «أسترولابس» AstroLabs: إن أجندة «D33» تضع ريادة الأعمال في دبي عند أعلى مستوياتها، مؤكداً أن المبادرة ستكون محورية في ترسيخ نظام بيئي عالمي ومستدام للأعمال في الإمارة.

وأضاف: على الرغم من الضغوط الاقتصادية العالمية، لا تزال دبي تؤسس نفسها كوجهة ابتكار عالمية لأنها كانت رائدة في توفير بنية تحتية رقمية لا مثيل لها وانفتاح تجاري لأهم الشركات لتزدهر في وسطها.

ولا يقتصر الأمر على أن دبي رائدة في مجال استثمارات الشركات الناشئة فحسب، إنما نضج النظام البيئي لريادة الأعمال يحفز المشاركة بين القطاعين العام والخاص، مثل برنامج Scale Up الذي أعلناه مع وزارة الاقتصاد والسياحة لتسهيل توسع الشركات الناشئة في الإمارات في جميع أنحاء المنطقة.

الاقتصاد المعرفي

أفاد الخبراء بأن تركيز أجندة دبي الاقتصادية الجديدة «D33» على تعزيز الاقتصاد المعرفي من خلال استقطاب أفضل الجامعات ومراكز الاختبار «ساند بوكس» سيرسخ تنافسية الإمارة كمدينة عالمية مستدامة وذكية سابقة لعصرها، وأرض خصبة للابتكار والمشاريع التقنية ويجذب المزيد من شركات التقنية العالمية على اختلاف أحجامها.