من المتوقع أن يصل حجم سوق التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات إلى 9.2 مليارات دولار في عام 2026، بحسب بيانات غرفة دبي. وقد ساعد تحسين وتحديث أنظمة وخدمات الدفع على تعزيز النشاط التجاري داخل هذا القطاع.
ونظراً لوجود ارتياح لدى المستهلكين من خدمات المدفوعات الرقمية ولتبنيهم مفاهيم جديدة الآن مثل «اشتر الآن، وادفع لاحقاً» يشير الخبراء إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تحتاج إلى مواكبة هذه الاتجاهات واستيعاب هذه الاحتياجات المتطورة.
كما بمقدور الشركات أيضاً استخدام البيانات الواردة من الخدمات الرقمية لصالحها، مما يمنحها رؤية أكبر لتتبع التوريدات في الوقت الفعلي تقريباً وإدارة الخدمات اللوجستية، ويفيدها على صعيد التجارة الإلكترونية.
حلول رقمية
وقال كريم عازار، الرئيس الإقليمي للشرق الأوسط وتركيا في شركة كلاوديرا للخدمات السحابية إن تبني التحول الرقمي والعمل على تطبيق الحلول والابتكارات التقنية المتطورة يأخذ مساره الصحي والسليم في الشركات في الإمارات، مشيراً إلى أن قطاع التكنولوجيا في الإمارات شهد العام الماضي نمواً أكثر من أي وقت مضى. وأضاف: «نشهد اليوم دخولاً قوياً للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وإنترنت الأشياء إلى المشهد، حيث برهنت تلك التقنيات قدرتها على قيادة القوى العاملة نحو المزيد من الكفاءة والإنتاجية.
ونعتقد أن أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وإنترنت الأشياء أصبحت أمراً أساسياً لتحقيق الاستدامة. حيث تساعد الحلول الرقمية المجتمعات على مراقبة انبعاثاتها وتحليل تعويض الكربون والاقتصاد الدائري.
وتساعد البيانات التي تم جمعها وتحليلها من خلال اعتماد التقنيات الحديثة في أخذ فكرة أشمل لتحديد ما يجب وما لا يجب فعله في رحلة استدامة الشركات. ومع مثل هذه الخطوات ستضمن الإمارات أن تستمر التكنولوجيا في تغذية تنمية المجتمعات الصديقة للبيئة في السنوات المقبلة».
فرص استثمارية
وفي الوقت الذي تشهد فيه الشركات نمواً سريعاً، تزيد كذلك فرص ريادة الأعمال والاستثمارات، وتقدم الشركات الناشئة فرصاً استثمارية وفرصاً للنمو أكبر مما يجذب المواهب الجديدة، ويتم تسليط الضوء على هذه الابتكارات والتكنولوجيات الحديثة، خصوصاً عندما يصلون لقدر معين من الموثوقية ويقومون بالفعل بتسليم أول مشاريعهم.
وتعتبر الإمارات مصنعاً للابتكارات، حيث إن هناك شهية كبيرة للبيانات والحلول الجديدة في كلا القطاعين الخاص والعام، وأصبحت البلاد من الدول المفضلة لتجربة التكنولوجيات الجديدة، خصوصاً في الشركات الصغيرة والمتوسطة.
تطور تكنولوجي
وقال نوفل العوالي المؤسس الشريك في «أوبفيوس تكنولوجيز» بدبي إن زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، والميتافيرس، وتطور تكنولوجيات التوأمة الرقمية، هي من أهم ثلاثة معالم للتطور التكنولوجي الذي يحدث في العديد من شركات الإمارات حالياً.
وأضاف: «هناك زيادة كبيرة في حجم الشركات الجديدة في المنطقة خصوصاً في مجال التكنولوجيات والابتكارات، وأصبحت الشركات الناشئة في القطاع التكنولوجي تعد بتوفير المزيد من المرونة، وهذا يعني أن الشركات والمؤسسات في الإمارات تشهد تغيراً سريعاً ويجب أن تقوم بالوصول للنتائج في فترات قصيرة.
إن الحفاظ على وتيرة النمو نفسها مع المرونة من الأمور الصعبة بالنسبة لشركة تعمل في المنطقة منذ فترة طويلة، خصوصاً مع الوضع في الاعتبار أن الجيل الجديد من المواهب والكوادر في المجال التقني يبحثون عن غرض أكثر أهمية وتأثيراً، ويفضل بعض منهم عدم العمل في شركات كبيرة للانضمام لشركة ناشئة تنمو بسرعة أكبر».