وقعت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة من اتفاقيات الشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" لتعزيز أطر التعاون والعمل المشترك في العديد من القطاعات والمجالات الاستراتيجية بما يشكّل استمراراً للتعاون الإيجابي بين الطرفين على مدار أكثر من عشرين عاماً.

وتغطي الاتفاقيات مجموعة من المجالات الحيوية، إضافة إلى مجالس المستقبل العالمية، والتجارة، وذلك بهدف تعزيز العمل في هذه القطاعات عبر طرح رؤى مبتكرة تناسب المتغيرات التي تشهدها المرحلة الراهنة.

جاء توقيع اتفاقيات الشراكة خلال أعمال الدورة الحالية من المنتدى الاقتصادي العالمي خلال اجتماع رفيع المستوى عقده معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء ، مع البروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، وبحضور ومشاركة معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومحمد علي الشرفاء رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وعبدالله لوتاه، مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء.

وأكد معالي محمد القرقاوي، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تهدف إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات كشريك موثوق ومركز للتغيير الإيجابي إقليمياً وعالمياً بما يسهم في تعزيز جهود الإمارات الهادفة إلى تسريع وتيرة عملية التنمية المستدامة في القطاعات كافة والانطلاق في مسيرة الخمسين الجديدة بأهداف وطموحات تليق بمكانة الإمارات.

وأضاف القرقاوي أن توثيق الشراكات مع المنتدى الاقتصادي العالمي يعكس فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الرامي إلى تعزيز مكانة الإمارات كمنصة لدراسة الممارسات الحكومية المبتكرة وتطوير سبل وآليات دعم العمل الحكومي عبر استراتيجيات ومنهجيات قابلة للتطبيق.

من جانبه، قال البروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي: "تعد دولة الإمارات العربية المتحدة شريكاً رئيساً لمنتدى الاقتصاد العالمي، انطلاقاً من حرصها على تغليب الحوار وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات التي تواجه العالم اليوم، والتي تحتاج إلى تظافر الجهود في سبيل إحداث تغيير إيجابي مستدام".

كما أعرب شواب عن سعادته بالشراكة التي جمعت المنتدى ودولة الإمارات العربية المتحدة حول استضافة النسخة القادمة من اجتماعات "مجالس المستقبل العالمية" في نوفمبر 2023.

كما وقّعت دولة الإمارات مذكرة تفاهم مع المنتدى الاقتصادي العالمي بهدف دعم مبادرة "تكنولوجيا التجارة" التي أطلقتها الدولة، والمصممة لتسريع رقمنة سلاسل التوريد الدولية، وتحسين الإجراءات الجمركية، وتعزيز وصول الدول النامية إلى نظام التجارة العالمي، وبالتالي التمهيد لحقبة جديدة من النمو التجاري.

ووقّع مذكرة التفاهم عن الجانب الإماراتي كل من معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي محمد علي الشرفاء رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، حيث نصت المذكرة على التعاون المشترك من أجل تنفيذ المكونات الرئيسية الأربعة للمبادرة وهي: عقد منتدى عالمي يجمع رواد قطاعات التجارة والصناعة والتكنولوجيا لتبادل أفضل الممارسات؛ وصياغة تقرير بحثي سنوي حول المشهد العام لتكنولوجيا التجارة وتطبيقاتها الواقعية والاتجاهات الناشئة ضمنها؛ وإنشاء مختبر تنظيمي يمكّن الشركات الكبرى والناشئة من تجربة ابتكارات تكنولوجيا التجارة؛ وتكوين حاضنة للشركات الناشئة الواعدة في مجال تكنولوجيا التجارة.

ووقعت دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقية تفاهم مع منتدى الاقتصاد العالمي بشأن استضافة النسخة القادمة من اجتماعات "مجالس المستقبل العالمية" في أكتوبر 2023، وذلك في إطار حرص دولة الإمارات على دعم الجهود المبذولة لدراسة واستشراف المستقبل في عدد من القطاعات الحيوية والتنموية، وتبادل الخبرات والتجارب وإيجاد حلول مناسبة لكافة الموضوعات التي تأخذ حيزاً كبيراً من الأهمية على المستوى الدولي، بما في ذلك الاستدامة البيئية والتنموية وتعزيز الجاهزية للمستقبل.

وتستهدف الاتفاقية التي وقعها سعادة عبدالله لوتاه، مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، تعزيز الشراكة مع المنتدى في سبيل ترسيخ مبادئ الحوار والتنسيق على المستوى الدولي، بما يساهم في تحقيق مستقبل أفضل للبشرية جمعاء، حيث تواصل دولة الإمارات مساعيها في دعم عملية الاتصال والتعاون بين الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة وغيرها من الشركات والجهات المعنية، لتفعيل المنصات المشتركة والتي تستهدف بناء القدرات وتدريب المهارات من خلال تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية متكاملة ضمن كافة القطاعات الحيوية.

وتُعد المجالس منصة عالمية تعقد سنوياً وتجمع نخبة من العلماء والمفكرين وقادة المستقبل ويستهدف تبادل المعارف، وتصميم الحلول المبتكرة لمواجهة تحديات المستقبل، عبر حوار مفتوح يجمع بين علماء ومفكرين وباحثين في المستقبل وقطاعاته وآفاقه وتصوراته. 

وتعكس استضافة دولة الإمارات لهذا الحدث، رؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم التعاون المشترك والتركيز على أهمية تظافر الجهود لتعزيز فرص التنمية والتعاون بين مختلف دول العالم، استعداداً للمستقبل.