أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، أهمية التجارة كمحور أساسي لتحفيز نمو الاقتصاد العالمي، وضرورة العمل على تحديث سلاسل التوريد لمواجهة التحديات الراهنة.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا والتي تستهدف حشد الجهود لدعم مبدأ حرية تدفق تجارة السلع والخدمات واتخاذ الخطوات اللازمة نحو تسريع اعتماد التكنولوجيا بهدف تحفيز التبادلات التجارية، وضمان إتاحة مقومات الوصول المتساوي وغير المقيّد إلى نظام التجارة العالمي لكافة الدول.
وأشار معالي الدكتور ثاني الزيودي إلى النجاحات التجارية التي حققتها دولة الإمارات في عام 2022، بما في ذلك قيمة الصادرات القياسية، وحجم التجارة الذي تجاوز 1.6 تريليون درهم للمرة الأولى في تاريخ الدولة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، بالإضافة إلى اختيار دولة الإمارات لاستضافة المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية (MC13) خلال الربع الأول من العام 2024، ما يعزز مكانة دولة الإمارات كبوابة تجارية للعالم ويرسخ دورها الريادي والقيادي في إصلاح نظام التجارة الدولية.
وحرص معاليه على مشاركة رؤيته الإيجابية خلال الاجتماعات الوزارية التي عقدها مع كل من معالي يوليا سفيردينكو، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزيرة الاقتصاد في أوكرانيا، ومعالي بان سوراساك، وزير التجارة في كمبوديا، حيث تجري دولة الإمارات مفاوضات مع هاتين الدولتين بشأن عقد اتفاقيتي شراكة اقتصادية شاملة مع كل منهما.
كما التقى الزيودي، معالي جوزيف سيكيلا، وزير الصناعة والتجارة في جمهورية التشيك، ومعالي ألفريدو باسكوال، وزير التجارة والصناعة في الفلبين، ومعالي حجة لحبيب وزيرة الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية الاتحادية في بلجيكا، ومعالي رياض مزور وزير الصناعة والتجارة في المغرب.
وأجرى معالي الدكتور ثاني الزيودي محادثات أيضًا مع ربيكا جرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، حيث تستضيف دولة الإمارات منتدى الاستثمار العالمي الثامن في العاصمة أبوظبي في أكتوبر 2023.
كما التقى معاليه بقادة الأعمال والرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات العاملة في قطاعات متنوعة منها الأسهم الخاصة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والأدوية والخدمات المالية.
وقال معالي الدكتور ثاني الزيودي إن الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس توفّر فرصة جيدة لتحقيق التوافق في آراء المجتمع الدولي بشأن القضايا المتعلقة بالتجارة والاستثمار.
وأضاف معاليه: في ظل مناخ اقتصادي عالمي مليء بالتحديات، تتمسك دولة الإمارات، تنفيذاً لرؤية قيادتها الرشيدة، بنهجها الاقتصادي المنفتح، والطموح والحيوي، والذي يسعى إلى التواصل مع كافة دول العالم لتحفيز التجارة العالمية وتعزيز دورها في دعم الاقتصاد العالمي.
وقال إن مركز الثقل الاقتصادي العالمي يتحوّل بشكل تدريجي نحو الجنوب والشرق، ونحن في قلب هذا التطور .. في النصف الأول من العام 2022، شهدت منطقة الشرق الأوسط أعلى معدل للنمو التجاري السنوي على صعيد العالم بنسبة 74 %، ونحن نؤمن بأن أجندتنا الخاصة بالتجارة الخارجية قادرة على الاستمرار في تسهيل التجارة العالمية.
وأضاف : نريد أن نشكّل جسرًا للقطاع الخاص، عن طريق الدفع نحو عقد الشراكات التجارية الجديدة، وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر، واستقطاب المواهب، والمساعدة على إيجاد الروابط بين الاقتصادات الأسرع نموًا في العالم .. ولهذا السبب نعمل مع المنتدى الاقتصادي العالمي لدراسة الطرق الأفضل لإدخال التكنولوجيا إلى النظام التجاري العالمي وقيادة هذا التغيير .. في الوقت الذي يشعر فيه الكثيرون بالقلق من تراجع العولمة، نحن نتطلع إلى دفع عجلة التوسع الاقتصادي العالمي بما يصب في صالحنا جميعًا.
وضمن فعاليات هذا الحدث العالمي البارز، شارك معالي ثاني الزيودي في حلقة نقاشية بعنوان "تكنولوجيا التجارة تتلاقى مع التكنولوجيا المالية" “TradeTech Meets FinTech" والتي جمعته بكل من نغوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، ومختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية، وبيغي ألفورد، نائب الرئيس التنفيذي ومدير المبيعات العالمية لشركة PayPal.
وتمحورت الجلسة حول التأثير الذي يمكن أن يفرضه التحوّل إلى رقمنة سلاسل التوريد والمعاملات المالية الدولية على التجارة العالمية، وقدرته على جعل عمليات التجارة والتمويل والمدفوعات أكثر سهولة وموثوقية.
وجاءت المناقشات على خلفية توقيع معالي دولة الإمارات مذكرة تفاهم مع المنتدى الاقتصادي العالمي لدعم إطلاق المبادرة الإماراتية "تكنولوجيا التجارة"، والتي تسعى لتسريع دمج التكنولوجيا المتقدمة في نظام التجارة العالمي.
يشار إلى أنه بعد النمو السنوي القياسي الذي شهدته التجارة العالمية، حيث تجاوزت قيمتها الإجمالية 32 تريليون دولار أمريكي، وفي ظلّ بلوغ عمليات شحن الحاويات العالمية أعلى مستوى لها على الإطلاق في أغسطس 2022، قلصت منظمة التجارة العالمية توقعاتها بشأن النمو في هذا القطاع إلى 1٪ فقط في العام 2023، بسبب عوامل عدّة مثل زيادة مخاطر التراجع الناجم من التضخم، والإنفاق الاستهلاكي وأزمة الطاقة المستمرة.
يذكر أن الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023 تعقد في دافوس تحت شعار "التعاون في عالم مجزأ" بحضور أكثر من 2,700 من القادة والوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال للمشاركة في حوارات بناءة واستشرافية والعمل على إيجاد الحلول عبر التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص.