أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 عن توقيع اتفاقيات مع ثلاث دول أفريقية هي أنغولا وأوغندا وزامبيا لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة إجمالية تصل الى 5 جيجاواط. وتأتي هذه الاتفاقيات في إطار التزام "مصدر" بالمساهمة في دعم الدول الأفريقية لتحقيق التحوّل نحو مصادر الطاقة النظيفة.
تم توقيع الاتفاقيات تحت مظلة برنامج "اتحاد 7"، وهي مبادرة تم إطلاقها من قبل معالي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير دولة، خلال الدورة الماضية من أسبوع أبوظبي للاستدامة. وتهدف هذه المبادرة إلى جمع أموال من القطاعين العام والخاص للاستثمار في تطوير مشاريع للطاقة المتجددة في أفريقيا بقدرة إجمالية تصل إلى 20 جيجاواط وتوفير الكهرباء النظيفة لـ 100 مليون شخص بحلول عام 2035.
وبهذه المناسبة، أكد معالي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان وزير دولة، أنه تماشياً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بدعم التنمية المستدامة وحلول الطاقة المتجددة في الدول الأفريقية، فإن دولة الإمارات تسعى جاهدة لدعم هذا القطاع لما يتمتع به من إمكانات كبيرة تساهم في تحقيق النمو على الصعيدين الاقتصادي والمناخي في أفريقيا. ولهذا السبب، أطلقت دولة الإمارات برنامج "اتحاد 7" العام الماضي خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، وهو برنامج مخصص لتسريع وتيرة نشر مشاريع الطاقة النظيفة في جميع أنحاء إفريقيا، وتوفير الكهرباء النظيفة لـ 100 مليون شخص بحلول عام 2035. مشيراً إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال دورة هذا العام من أسبوع أبوظبي للاستدامة، تعكس أهمية الخطوات السبّاقة التي اتخذتها دولة الإمارات في هذا المجال والتي ساهمت في تحقيق إنجازات مهمة خلال العام الماضي.
من جهته، قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيّن لمؤتمر COP28، رئيس مجلس إدارة "مصدر": "تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات بمد جسور التعاون ودعم التقدم نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال التركيز على حلول الطاقة المتجددة والعمل المناخي، تلتزم الدولة بتعزيز التنمية المستدامة في دول الجنوب، وخاصة في دول أفريقيا الصديقة. وفي أعقاب توقيع اتفاقية لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة 2 جيجاواط في تنزانيا العام الماضي، تأتي هذه الاتفاقيات المهمة التي تهدف إلى توفير ما يصل إلى 5 جيجاواط من الطاقة في أنغولا وأوغندا وزامبيا، لتسهم في تحسين المستوى المعيشي للمجتمعات المحلية ودعم الدول الأفريقية في دفع جهود التنمية الاقتصادية بشكل متزامن مع التقدم نحو تحقيق الحياد المناخي".
وتشمل الاتفاقيات الموقّعة تحت مظلة برنامج "اتحاد 7" خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023: اتفاقية مع وزارة الطاقة والمياه الأنغولية لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة بقدرة إجمالية تبلغ 2 جيجاواط، واتفاقية مع وزارة الطاقة وتطوير المعادن الأوغندية لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة إجمالية تبلغ 1 جيجاواط، واتفاقية مع وزارة الطاقة الزامبية والمرافق الوطنية الزامبية لتطوير مشاريع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية بقدرة إجمالية تبلغ 2 جيجاواط.
وقال معالي جواو بابتيستا بورجيس، وزير الطاقة والمياه في جمهورية أنغولا: "يمثل هذا الاتفاق بين حكومة أنغولا و"مصدر" لتطوير مشاريع بقدرة 2 جيجاواط خطوة مهمة باتجاه تحقيق التحول نحو طاقة نظيفة وبتكلفة مناسبة. ومن شأن المشروع المساهمة في تحسين القدرة الإنتاجية، وخلق فرص عمل، وتعزيز فرص الحصول على الكهرباء لشعب أنغولا. وإننا نتطلع إلى توطيد العلاقة التي تجمع بين البلدين وتعزيز العمل المشترك".
وقالت معالي روث نانكابيروا سينتامو، وزيرة الطاقة وتنمية المعادن بجمهورية أوغندا: "إننا في حكومة أوغندا سعداء بالشراكة مع "مصدر" التي ستتيح إضافة واحد جيجاواط من الطاقة المتجددة إلى القدرة الإنتاجية لأوغندا، ما يدعم إلى حد كبير تحقيق هدفنا الرامي إلى توفير إمدادات كهرباء في مختلف أرجاء البلاد، وكذلك أهدافنا الخاصة بالتحول في قطاع الطاقة. ونحن نتطلع قدماً لتطوير هذا المشروع وإنجازه ضمن الإطار الزمني المحدد".
وقال المهندس فيكتور بنجامين ماباني، الرئيس التنفيذي لشركة المرافق الزامبية "زيسكو": "تمثل هذه الاتفاقية التاريخية بين "مصدر" و"زيسكو" إنجازاً مهماً من خلال قيام الطرفين بتطوير مشاريع طاقة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 2 جيجاواط في غضون السنوات العشر القادمة. وتعتبر "زيسكو"، ودولة زامبيا ككل، أن إنتاج طاقة نظيفة مكملة للطاقة الكهرومائية مسألة في غاية الأهمية لضمان أمن الطاقة. ونحن واثقون أن "مصدر" هي الشريك المثالي لنا، وأن هذه الشراكة ستحقق منفعة متبادلة للطرفين".
من جانبه، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر": "تستهدف "مصدر"، في إطار هيكلة الشركاء الجديدة التي تمت في ديسمبر الماضي، رفع قدرتها الإنتاجية من الطاقة النظيفة إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030. وبالنظر إلى التوقعات التي تشير إلى أن إفريقيا ستشهد معدلات نمو عالية، فإننا نرى وجود فرص هائلة لتعزيز ورفع حصة قطاع الطاقة المتجددة الأفريقي، خاصة في ضوء انخفاض مستويات إنتاج الطاقة النظيفة هناك في الوقت الراهن. وستساهم هذه الاتفاقيات المهمة التي تم توقيعها على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة في دعم تحقيق أهدف هذه الدول الخاصة بالطاقة النظيفة، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة فيها".
وكانت "مصدر" قد وقعت في أغسطس الماضي اتفاقية مع شركة كهرباء تنزانيا المحدودة "تانيسكو" لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة إجمالية تصل إلى 2 جيجاواط، وذلك في إطار برنامج "الاتحاد 7". ويعمل الطرفان حالياً على استكمال تأسيس شركة مشتركة من أجل تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية. ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، فإن أقل من نصف سكان منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تصلهم الكهرباء. كما تنتج أفريقيا 20 في المائة فقط من الكهرباء من مصادر متجددة. وبحسب تقرير متخصص صدر العام الماضي عن "مصدر" وأسبوع أبوظبي للاستدامة وبدعم تحليلي من شركة "ماكينزي آند كومباني"، فإن قارة أفريقيا تمتلك نظرياً قدرة تقدر بحوالي 850 تيراواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ولدى "مصدر" حضور بارز ضمن السوق الأفريقية، فقد سبق وأسست بالشراكة مع "انفينيتي" المصرية شركة "انفينيتي باور" لاستكشاف الفرص المتاحة في القارة الإفريقية. كما وقعت شركات "مصدر" و"انفينيتي باور" و"حسن علام للمرافق" اتفاقية مع الحكومة المصرية لتطوير محطة طاقة رياح برية بقدرة 10 جيجاواط، والتي تعتبر من الأكبر على مستوى العالم. كما تتعاون الشركات الثلاث لتطوير مشاريع في مجال الهيدروجين الأخضر في مصر تهدف لإنتاج ما يصل إلى 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، من خلال محللات كهربائية بقدرة 4 جيجاواط بحلول عام 2030. ولشركة "مصدر" أيضاً مشاريع في كل من موريتانيا والمغرب والسيشل.