جددت مجموعة الإمارات اتفاقيتها مع بلدية دبي لإدارة محمية دبي الصحراوية، وذلك في إطار التزامها المستمر بالحفاظ على الحياة البرية وحماية الموائل الطبيعية. وبصفتها وصياً على المحمية لأكثر من 20 عاماً، فإن مجموعة الإمارات مسؤولة عن عملياتها الكاملة وتمويل جهودها لرعاية الأنظمة البيئية في الإمارات، إضافة إلى دعم البرامج البحثية والتعليمية. وبادرت حكومة دبي منذ أكثر من 20 عاماً بإنشاء محمية دبي الصحراوية، وذلك انطلاقاً من التزامها بالحفاظ على الموائل الصحراوية الفريدة والتنوع البيولوجي في الإمارة. وتُعدّ المحمية أول حديقة وطنية في الإمارات، وتقام على مساحة 225 كيلومتراً مربعاً، أي نحو 5% من إجمالي مساحة إمارة دبي البرية.

وقال علي الصوري، النائب التنفيذي لرئيس طيران الإمارات لإدارة المرافق والمشاريع ومشتريات المجموعة وسلسلة التوريد، الذي وقّع الاتفاقية نيابة عن مجموعة الإمارات: يأتي الالتزام بالاستدامة وحماية البيئة القيّمة في صميم الأهداف الاستراتيجية لمجموعة الإمارات. وبادرنا، منذ إنشاء المحمية في 2002، إلى دعم هذه المبادرة المهمة من خلال إدارة المحمية ومرافقها الضخمة نيابة عن حكومة دبي. ومع إعلان الإمارات 2023 عاماً للاستدامة، فإننا فخورون بمواصلة لعب دور في تحقيق أهداف الاستدامة في دولتنا.

وقالت المهندسة علياء الهرمودي، المدير التنفيذي لمؤسسة البيئة والصحة والسلامة بالإنابة في بلدية دبي: تعكس اتفاقية إدارة محمية دبي الصحراوية (المها) مع مجموعة طيران الإمارات، أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، واهتمام بلدية دبي بالتنسيق المستمر مع مختلف الشركاء، لما له من دورٍ ثمين في تطوير القطاع السياحي والبيئي في دبي ودولة الإمارات عموماً. وتحرص بلدية دبي على تعزيز الاستدامة البيئية في المحميات الطبيعية والصحراوية، ومنها محمية المها، عبر المتابعة ووضع الخطط التشغيلية البحثية والدراسات، الكفيلة بالحفاظ على التنوع البيولوجي المستدام فيها، وذلك لأهميتها كوجهات سياحية رئيسية لمحبي الصحراء ورحلات سفاري الحياة البرية.

استثمارات

واستثمرت مجموعة الإمارات أكثر من 28 مليون درهم في المحمية منذ إنشائها لتمويل ودعم الحفاظ على الطبيعة الصحراوية والحيوانات والنباتات المستوطنة. وتعد المحمية حالياً موطناً لما يزيد على 560 نوعاً مختلفاً من النباتات والأشجار والطيور والثدييات والزواحف والمفصليات، ويفوق هذا العدد أكثر من 3 أضعاف الأنواع الأصلية التي كانت تعيش في المنطقة قبل جهود الحماية. وقد ساعدت استراتيجيات الإدارة الفعالة للمحمية على تعزيز العمليات الطبيعية التي تؤدي إلى إعادة تكوين الموائل الصحراوية وإعادة تأهيلها.

وأتاحت مجموعة الإمارات توفير تجربة صحراوية أصيلة للزوار من خلال تنظيم جولات مدارة ومراقبة بعناية. ويمكّن تمويل مجموعة الإمارات والجولات المحدودة المحمية من إجراء البحوث العلمية وجمع البيانات وتطوير التقنيات الجديدة اللازمة لإدارتها، بالإضافة إلى طرح برامج تعليمية مصممة لإثراء تجربة الزوار.

وتوفر عروض السياحة المستدامة للزوار من جميع أنحاء العالم تجارب فريدة على الكثبان الرملية ورحلات السفاري الصحراوية والتجارب العربية التقليدية، مع اكتساب فهم وتقدير أعمق لموائل الصحراء الطبيعية والتراث والحياة البرية وأهمية الحفاظ عليها. ويجري حالياً تطوير «مركز زوار الصحراء» الجديد لتعزيز التجربة التعليمية لضيوف المحمية.

نجاحات كبيرة

حققت المحمية، التي يديرها «مجلس دبي للحماية» برئاسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، نجاحات كبيرة منذ إنشائها. فقد زادت أعداد غزلان الرمل والغزلان العربية والمها العربي، من 230 رأساً في البداية إلى أكثر من 1300 رأس حالياً. وجرى نقل 171 رأساً من المها العربي إلى مناطق محمية أخرى في الإمارات. ومن الإنجازات الأخرى إعادة توطين 2800 طير حبارى تعيش اليوم بحرّية في بيئة آمنة. كما تزدهر أكثر من 31 ألف شجرة محلية في المنطقة، تشمل أشجار الغاف الصحراوية المستوطنة والمعروفة بقدرتها على الصمود في الظروف المناخية القاسية من دون الحاجة إلى ري.