أكد مسؤولون وخبراء اقتصاديون أن الإمارات توفر فرصاً واعدة للاستثمار في مجالات الاستدامة والطاقة المتجددة ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، داعين رواد الأعمال للنظر إلى تلك الفرص، لا سيما في ظل الدعم المالي والتعليمي المتاح لديهم.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان: «إعادة تعريف الاقتصادات.. نحو مستقبل اقتصادي أفضل»، عقدت ضمن فعاليات الدورة السادسة من «منتدى الشارقة للاستثمار»، التي ينظمها مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة».

وشارك فيها كل من: عمر صوينع، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وحسين محمد المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وأحمد النقبي، الرئيس التنفيذي لمصرف الإمارات للتنمية، ورانجو أناند، نائب رئيس مدارس جيمس.

وأكد عمر صوينع، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أهمية تنامي دور التكنولوجيا في قطاع الصناعة كأحد الأساليب الرئيسة للإنتاج والاستدامة، مشيراً إلى أن ذلك يأتي عبر الاستخدام الأمثل للموارد، وفي الوقت نفسه عبر خلق قيمة للتكنولوجيا المتطورة.

وقال صوينع: «وضعنا هذا الهدف ضمن استراتيجيتنا للتكنولوجيا المتطورة، وأطلقنا العديد من المبادرات لخلق بيئة اقتصادية منافسة، فقد أطلقنا مؤشراً لتطبيقات الواقع المعزز «AR»، كما وضعنا خريطة طريق للتحول، تتضمن عقد شراكات استراتيجية مع مصرف الإمارات للتنمية لبحث الحلول التنموية».

وأضاف: «إضافة إلى ذلك قدمنا مساعدات لكثير من الشركات بنحو 700 مليون دولار لتبني التكنولوجيا في الصناعة، ومن ضمنها ما يقارب 300 مليون دولار خلال العام الماضي فقط لدعم التكنولوجيا المتقدمة لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة».

من جانبه، قال حسين محمد المحمودي: «الحكومة فتحت الباب للعديد من الاستثمارات في مجال التكنولوجيا، ولكن أعتقد أن عدد الشركات الخاصة الموجودة حالياً ليس كافياً، فنحن نتطلع لاستقطاب الشركات متعددة الجنسيات عبر إقناعها بالاستثمار في القطاعات الاقتصادية الحيوية المستقبلية، لمواكبة التطورات المستمرة».

وأضاف: «الشركات المتوسطة والصغيرة تحتاج لأن ندعم استثمارها في البحوث والتكنولوجيا، وإتاحة مقومات تطورها، وتوفير البحوث لمجالات عملها»، لافتاً إلى «أن الإمارات تأتي في المرتبة الأولى عربياً على مستوى دعم الشركات الناشئة، ولذلك يجب علينا الاستمرار في تبني المشاريع الجديدة التي تحتاج إلى الكثير من التعليم حول كيفية عملها وتعاونها مع الشركات القائمة».

وقال أحمد النقبي: «نركز في المصرف على 5 قطاعات أساسية، والتي تحقق أهداف الحكومة الاستراتيجية ما بعد جائحة كورونا»، مضيفاً: «الأساس الذي نركز عليه هو التكنولوجيا المتقدمة، لا سيما مشاريع الصناعات المستقبلية، فالأمور التي نقوم بها اليوم ستستمر من 30 إلى 40 عاماً على الأقل».

وتابع: «نركز أيضاً على القطاع الصحي وتوفير الإمدادات الطبية بشكل جيد، وكذلك قطاعات الأمن الغذائي، والنمو في مجال الزراعة، إلى جانب مشروعات البنية التحتية».

وواصل: «التمويل المالي يعد العصب الأساسي في مختلف القطاعات الاقتصادية، ولذلك لدينا العديد من بنوك التنمية، فنحن لسنا بنكاً تجارياً، وإنما نعمل برؤية مختلفة، حيث لدينا أكثر من 30 شراكة على المستويين الاتحادي والمحلي، وما نحاول القيام به هو أن نكون الذراع المالية والتمويلية، وأن نعمل من خلال المجموعات المختلفة التي نشارك معها».

وأكدت رانجو أناند، نائب رئيس مدارس جيمس، أهمية تمكين القوى العاملة من خلال التعليم لتحسين الكفاءة، إضافة إلى أهمية مواكبة المعلمين للتقدم السريع للشباب، خاصة وأن التعليم هو رحلة مستمرة بنطاق يتجاوز فصول الدراسة.

بيئة

من ناحية أخرى، أكد خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيئة»، أن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، الذي ينعقد في إكسبو دبي هذا العام، يمثل حدثاً مهماً لدولة الإمارات ومجموعة بيئة، لأنه يأتي بالتزامن مع عام الاستدامة، الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مشيراً إلى أنه سيكون مؤثراً أكثر من أي نسخة سابقة.

جاء ذلك خلال ندوة «مستقبل الاقتصاد الأخضر»، التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة السادسة من «منتدى الشارقة للاستثمار»، التي ينظمها مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة»، تحت شعار «إعادة تعريف الاقتصادات.. نحو مستقبل اقتصادي أفضل» في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.

وقال الحريمل: شاركنا في «كوب 27»، الذي انعقد بمدينة شرم الشيخ في مصر، وعرضنا المشروعات التي نعمل عليها في مجال الاستدامة، والتي نسعى إلى المضي قدماً فيها بالتوازي مع «كوب 28».

الاستثمار في الشارقة

من جانبهم، أكد نخبة من المسؤولين الحكوميين وكبار المستثمرين في دولة الإمارات، خلال فعاليات الدورة السادسة من «منتدى الشارقة للاستثمار»، أن الشارقة رسخت مكانتها وجهة رائدة في قطاع الاستثمار، من خلال التزامها بتوفير بيئة عالية الجودة للمستثمرين.

حيث تكيّفت مؤسساتها مع المشهد الرقمي العالمي، وواكبت التطورات التكنولوجية في إدارة مختلف القطاعات التنموية، وعملت على تعزيز مكانة رائدات الأعمال وتزويدهن بالموارد اللازمة للنجاح. 

جاء ذلك خلال جلسة تحت عنوان: «منظومة الشارقة للاستثمار»، تحدث خلالها كل من أحمد بن سعيد، نائب مدير إدارة الشؤون التجارية في دائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة، ومريم بن الشيخ، مديرة «مجلس سيدات أعمال الشارقة»، وأحمد الخشيبي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «أرادَ»، وأحمد محمد أبوعيدة، الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار، ويوسف خليل، المدير العام لشركة MBE الخليج، وأدارت الجلسة الإعلامية عهود بن خير الخولاني.