استعرضت «جيه إل إل»، شركة الخدمات المهنية والمتخصصة في إدارة العقارات والاستثمارات، تأثير توجهات مستقبل العمل بمفهومها الواسع على قطاع العقارات، وذلك في جلسة حوارية ضمت نخبة من خبراء القطاع ورواد الفكر ضمن فعالية «مستقبل العمل».

وأشارت الشركة إلى أنه في الوقت الذي تبدأ فيه المؤسسات في جميع أنحاء العالم ظاهرة العودة إلى العمل، يشهد مكان العمل ذاته تطوراً ملحوظاً، الأمر الذي يستلزم معه تحولاً على المدى الطويل في المحفظة العقارية للشركات للنجاح في عالم ما بعد الجائحة. ووفقاً لـ «استطلاع رأي مستقبل العمل» الذي أجرته شركة «جيه إل إل»، اتفق 77% من شركات العقارات التجارية الرائدة على أن الاستثمار في المساحات المكتبية عالية الجودة سيكون له الأولوية الأكبر من التوسع في مشاريعهم الإجمالية.

وأوضحت الشركة أن قطاع المكاتب في الإمارات شهد تحولاً ملحوظاً، إذ تعافى سريعاً من فترة الجائحة. وأفادت الدراسة التي أجرتها «جيه إل إل» حول الطلب على المساحات المكتبية من الفئة «أ» في دبي، أن القطاع في العامين الماضيين، لم يشهد انتعاشاً في الطلب فحسب، بل شهد أيضاً استيعاباً صحياً في النصف الأول من عام 2022، وهو ما يقارب مستويات ما قبل الجائحة. وكان هذا الانتعاش مدعوماً بثلاثة عوامل، هي: التوجه نحو الجودة، ومحدودية المعروض، والداخلون الجدد في السوق.

وسلط خبراء القطاع خلال الحدث الضوء على التوجهات التي ستستمر في تشكيل ملامح تخطيط المساحات المكتبية داخل الدولة، بما يعكس التوجهات الرئيسية مثل الاعتماد واسع النطاق لأنماط العمل الديناميكية والمرنة، والتركيز بشكل أكبر على نتائج الاستدامة، وتطبيق التكنولوجيا.

وأسهمت توقعات الموظفين في جعل التطلعات البيئية والاجتماعية من التوجهات السائدة في العمل، حيث تضع المؤسسات الآن على رأس أجندتها الحلول المعنية بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة لتعزيز الاستدامة في المستقبل. ووفقاً للنسخة الثامنة من تقرير «جيه إل إل» لرصد أسعار إيجارات المساحات المكتبية المميزة، والذي يوفر لمحة سريعة عن سوق المكاتب المتميزة العالمي، أصبحت شهادات اعتماد المباني الخضراء الآن مطلباً فعلياً للمكاتب المتميزة. وكشف التقرير أن 87% من مباني هذه المكاتب التي شملها الاستطلاع حاصلة على شهادات اعتماد الاستدامة البيئية لترتفع من 84% في العام الماضي. وفي الأسواق الراقية، ارتفعت نسبة المباني المعتمدة للاستدامة إلى 95%. وتستثمر الشركات التي تسعى إلى الاستعداد للمستقبل أيضاً في الشهادات المتعلقة بالصحة والعافية.

 

تكنولوجيا ذكية

وبما يرتبط بالاستفادة من استثمارات التكنولوجيا الذكية، لوحظ أن معظم المؤسسات تفتقر إلى القدرات الرائدة في السوق لجمع البيانات في الوقت الفعلي وإجراء أشكال متقدمة من التحليل. ويمثل ذلك فرصة كبيرة لإدارة الوظائف والمهام المتعلقة بالمساحات المكتبية لتعزيز الإمكانات التحولية التي تتيحها البيانات الضخمة للتخطيط الاستراتيجي وصنع القرار لتظل هذه المؤسسات قادرة على المنافسة والمرونة والتفكير المستقبلي.

وأشارت الشركة إلى أن زيادة الطلب على مساحات العمل المرنة، والمنافسة على المساحات الجديدة، أدت إلى زيادة إيجارات المساحات المكتبية من الفئة «أ». وكشفت أيضاً أن استمرارية التوازن الصحي بين العرض والطلب في المدينة ساعد على تجدد إقبال الملاك والمطورين والمستثمرين على المشاريع الجديدة، مما خلق فرصاً لتجديد المساحات المكتبية من الفئة «ب» للاستفادة من زخم زيادة الطلب.