تشكل تجربة دبي في تطوير فرص الاستثمار العقاري ومواصلة تحفيز نمو القطاع واستقطاب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم نموذجاً عالمياً يلهم الشركات العقارية من الدول والأسواق كافة، وباتت الإمارة منصة حيوية تستقطب شركات التطوير العقاري العالمي لعرض مشروعاتها المتنوعة من دبي والاستفادة من الحضور الاستثماري العالمي الذي تمتاز به الإمارة وزخم السوق العقاري الذي نجحت دبي في تعزيزه.

وبمشاركة ما يزيد على 120 عارضاً عقارياً من أكثر من 40 دولة حول العالم، يأتي معرض العقارات الدولي الذي انطلقت فعالياته أمس في دبي وتختتم غداً في ظل الزخم الكبير الذي يشهده القطاع العقاري في الإمارة، إذ شهد عام 2022 تسجيل 122 ألفاً و658 تصرفاً عقارياً، بقيمة 528 مليار درهم، في حين سجّلت الاستثمارات العقاريّة في العام الماضي 115 ألفاً و183 استثماراً، بقيمة تصل إلى 264.15 مليار درهم، يملكها 80 ألفاً و216 مستثمراً، بنمو يصل إلى 59.5% من ناحية عدد الاستثمارات، و78.4% من ناحية قيمتها، و53% من ناحية عدد المستثمرين مقارنةً بعام 2021.

وافتتح فعاليات المعرض سلطان بطي بن مجرن المدير العام لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، وقال داوود الشيزاوي رئيس معرض العقارات الدولي: يأتي تنظيم المعرض بالتزامن مع إطلاق أجندة دبي الاقتصادية D33، ومنسجماً مع استراتيجية التنمية المستدامة التي تنتهجها الإمارة والتي يستحوذ السوق العقاري على أكثر من 9% من ناتجها المحلي الإجمالي، متوقعاً أن يشهد السوق مزيداً من الفرص الاستثمارية الواعدة عقب الانتعاش الكبير الذي شهده قطاع العقارات العام الماضي.

وأكد الشيزاوي أن المعرض يشكل فرصة استثنائية أمام مطوري العقارات وشركات الهندسة المعمارية والاستشارات الرائدة في العالم والمهتمين لاستعراض آخر ما وصلت إليه الأسواق العقارية المتنوعة من خدمات مبتكرة، تسهم في تعزيز منظومة دبي العقارية.

فرص استثمارية

وشهد الحدث استعراض مطورين رئيسين وفرعيين حزمة من الفرص الاستثمارية أمام قاعدة كبيرة من راغبي التملك، وعرض مشروعات متنوعة من دول مشاركة كالولايات المتحدة الأمريكية، وباكستان، والفلبين، وجورجيا، وكولومبيا، لإعطاء فرصة المفاضلة بين العروض والتشجيع على الاستثمار في المشروعات التي تتسم بالتنوع وملاءمة احتياجات الراغبين في الاستثمار العقاري من المقيمين أو الزوار الدوليين.

وتجول سلطان بن مجرن يرافقه عدد من الحضور في أرجاء المعرض، واطلعوا على أجنحة عدد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة المحلية والدولية المشاركة والتي استعرضت الخدمات والفرص الاستثمارية والتجارب المتنوعة في الأسواق العقارية ما يعزز تنامي قطاع العقارات وتعزيز دوره أحد القطاعات ذات الإسهام الفاعل في المسيرة التنموية الشاملة.

أفكار جديدة

وقال مشاركون: ينطلق المعرض في دورته الـ19 بأفكار جديدة ومختلفة ويتزامن مع دعم الدولة والقيادة هذا القطاع الحيوي المهم وأحد أبرز روافد الاقتصاد الوطني، لافتين إلى أن المعرض يهدف إلى إتاحة المجال للقطاعين الحكومي والخاص لمشاركة تطلعاتهم في مجال التطوير العقاري والوساطة العقارية عبر جلسات نقاشية مع مختلف المسؤولين والجهات المعنية بالعقار، وبحث التحديات والعقبات، والخروج بتوصيات تدعم القطاع العقاري.

جلسات حوارية

يشهد اليوم الثاني من المعرض تنظيم المؤتمر الرئيس العقاري والذي يتضمن عقد 3 جلسات حوارية، تحمل أولى الجلسات عنوان «وجهات نظر قادة القطاع العقاري لتنميته: الفرص، التحديات، اللوائح القانونية، والتكنولوجيا»، والثانية تحت عنوان «التحول الرقمي: التكنولوجيا وتحول قطاع العقارات»، وتناقش الجلسة الثالثة وجهات نظر رواد القطاع العقاري في السوق العقاري وسلوكات المشترين، إلى جانب عدد من الكلمات الرئيسة وحوار صناديق الاستثمار العقاري: تحديات وآفاق.

ويتضمن المعرض باقة من الفعاليات، أبرزها المؤتمر الرئيس واجتماعات الأعمال وورش عمل وحلقات تدريبية للمهتمين والعاملين في القطاع العقاري بالإضافة إلى تنظيم برنامج جلسات العصف الذهني والقمة العالمية للمهنيين العقاريين.