أظهرت نتائج الاستبيان العالمي للرؤساء التنفيذيين، الذي أجرته مجموعة «أكسفورد» العالمية للأعمال، المتخصصة في مجال الأبحاث والاستشارات، أن الرؤساء التنفيذيين رفيعي المستوى في الأسواق الناشئة حول العالم يتبنون نهجاً حذراً في ما يتعلق بخطط النمو والتوسعات التجارية خلال 2023، يرتكز في مضمونه على جعل الحد الأدنى من النمو المتوقّع والأرباح، مع الحفاظ على الأساسيات القائمة بالفعل، أهم أولويات المرحلة الحالية. 

وتحت عنوان «التركيز على المستقبل: توقعات الرؤساء التنفيذيين لآفاق النمو في الأسواق الناشئة في 2023»، يسلّط الاستبيان الضوء على آراء وتوقعات أكثر من 200 رئيس تنفيذي من أفريقيا، وآسيا، ودول الخليج العربي، وأمريكا اللاتينية، والبحر الكاريبي، بشأن نمو الأعمال التجارية على الصعيد المحلي داخل بلدانهم. 

تحسّن 

وتفصيلاً، وفقاً لنتائج الاستبيان، أشار ما يقرب من نصف الرؤساء التنفيذيين المشاركين إلى أنهم يتوقعون تحسّن ظروف العمل في أسواقهم خلال العام الجاري، مع تأكيد أن عدم ثبات أسعار السلع الأساسية يمثّل التحدي الأكبر، يليه التقلبات التي تشهدها أسعار الصرف وتعطّل سلاسل التوريد. 

وحول توقعات المشاركين للإيرادات الناتجة عن العمليات التجارية المحلية، والعوامل التي يعتقدون أنها قد تؤثّر سلباً على أداء الشركات، أفاد التقرير بأن 40 % يتوقعون نمو الإيرادات في الأشهر المقبلة، بينما توقّع 30 % أن تظل ثابتة عند معدلاتها الحالية، وقد عزوا ذلك إلى معدلات التضخم ومدى توافر الائتمان وتكلفته. 

ولأول مرة في استبانات مجموعة «أكسفورد» للأعمال، كان على المشاركين إبداء رأيهم حول إطار الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. وتباينت آراء المشاركين بشكل ملحوظ حول أهم العوامل التي أعاقت الالتزام بإطار الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، حيث قال 17 % إن المتطلبات التنظيمية ووضع الشركة وسمعتها أهمها على الإطلاق. 

عوامل خارجية 

وذكر أوليفر كورنوك، رئيس تحرير مجموعة «أكسفورد» للأعمال، أن نتائج الاستبيان أوضحت أن العوامل الخارجية، مثل: تداعيات التضخم، وعدم استقرار أسواق السلع الأساسية، وسعر صرف الدولار، أحدثت حالة من عدم اليقين الجيوسياسي، ما جعل الحذر هو الشعار الحالي لدى العديد من مديري الأعمال، كل هذا بالرغم من النشاط الاقتصادي، والنمو المتزايد الذي شهدته الأسواق، التي تغطيها المجموعة في أعقاب التعافي من جائحة «كوفيد 19». 

وأردف قائلاً: «هناك مؤشرات قوية على أن الرؤساء التنفيذيين يضعون الأرباح والنتائج النهائية كأولوية قصوى في مختلف أعمالهم، ويركّزون على النمو، من خلال موازنة الحسابات، وإجراء التسويات، وفهم مخاطر الاقتصاد الكلي السائدة، والخلفية الجيوسياسية العالمية. علاوة على ذلك، تمتاز أسواق «الشريحة الصفراء» التي تغطيها المجموعة بأساسات اقتصادية قوية، وأن الشباب من سكانهم من أوائل المُتبنين لتسخير نقاط القوة هذه، جنباً إلى جنب مع نهج العودة إلى الأساسيات في الأعمال؛ كونه بات ضرورة فرضتها ظروف الوقت الراهن».

يذكر أن مجموعة «أكسفورد» للأعمال بدأت في إصدار استبانات الرأي للرؤساء التنفيذيين عام 2016، كوسيلة لمنح مشتركيها معلومات إضافية عن توقعات النمو الاقتصادي في أسواق «الشريحة الصفراء» التي تغطيها المجموعة، في إشارة إلى أن هذه الاقتصادات تندرج تحت شريحة الدول النامية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الاستبانات جزءاً لا يتجزّأ من مجموعة أدوات البحث الخاصة بالشركة. 

محور مهم 

وتشكّل استبانات الرؤساء التنفيذيين في مجموعة «أكسفورد» للأعمال محوراً مهماً ضمن دراسات المجموعة، إذ تأتي ضمن سلسلة التقارير المتخصصة التي تعدها، مستعينة بالأدوات البحثية وثيقة الصلة بهذا الشأن. وسوف تكون نتائج الاستبانات متاحة بالكامل في نسخة إلكترونية وأخرى مطبوعة، كما ستواصل مجموعة «أكسفورد» للأعمال إجراء دراسات مماثلة في العديد من الأسواق التي تعمل بها. 

وجاء أول تقرير تصدره مجموعة «أكسفورد» للأعمال لاستبيان الرؤساء التنفيذيين منذ 2019 مصحوباً بتحليل متعمّق للنتائج، إلى جانب وجهة نظر تمهيدية من قبل أوليفر كورنوك، رئيس تحرير المجموعة. إضافة إلى ذلك، تضمّن التقرير وجهات نظر كوكبة من المحررين الإقليميين بالمجموعة حول نتائج ومؤشرات النمو في الأسواق التي يعملون بها. ويمكن للمهتمين الاطلاع على الاستبيان بالكامل عبر الرابط: (https://oxfordbusinessgroup.com/ceo-surveys/global-ceo-survey-what-is-on-the-horizon-for-emerging-markets).