أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بلغت 7.6 % العام الماضي.

مشيراً في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «إنفستوبيا» بأبوظبي، إلى أن السماح بالملكية الكاملة للمستثمرين الأجانب بنسبة 100 % أدى إلى زيادة إقبال الشركات العالمية على العمل في الإمارات ليبلغ عددها 300 ألف شركة تحقق عائدات قيمتها 2.2 تريليون درهم.

وأكد عبدالله بن طوق أن الإمارات الآن في مرحلة مضاعفة النمو الاقتصادي والاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة وتدفقات الاستثمارات الصادرة، وتابع: نتطلع لمضاعفة النمو خلال السنوات المقبلة وهدفنا جذب المزيد من الاستثمارات إلى القطاعات الاقتصادية الجديدة وهذا ما يهدف مؤتمر «إنفستوبيا» إلى تحقيقه.

وشدد على أن اقتصاد الإمارات متنوع إلى حد كبير، مشيراً إلى أن نسبة مساهمة النفط في السبعينات من القرن الماضي كانت بحدود نحو 70 % من الناتج الإجمالي المحلي، واليوم يمثل قطاع النفط 30 % فقط، وهناك نمو مطرد في تدفق الاستثمارات، والعديد من الشركات الوطنية تدخل في شراكات مع شركات أجنبية.

2000 مشارك

ويشارك في النسخة الثانية من مؤتمر «إنفستوبيا» 2023 في أبوظبي، نحو 2000 من الشخصيات المحلية والعالمية البارزة من مستثمرين ومسؤولين حكوميين وصناع القرار ورواد الأعمال، وذلك بالشراكة مع منتدى «سولت» لريادة الأعمال والاستثمار، ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي و«كريبتو دوت كوم».

ويتضمن المؤتمر 35 جلسة وطاولة مستديرة يشارك فيها أكثر من 100 متحدث من المستثمرين وقادة الفكر وصناع القرار لمناقشة مواضيع مختلفة مثل تخصيص الأصول، الذكاء الاصطناعي، الأسواق الناشئة، الاستثمار في المشاريع، الأصول الرقمية، التنقل، والتكنولوجيا الحيوية وغيرها.

ويحمل المؤتمر هذا العام عنوان «استشراف الفرص في عصر التغيرات»، ويركز على 3 محاور وهي: استشراف الفرص في اقتصاد اليوم، مستقبل ثروات الدول، وفرص النمو لاقتصاد منخفض الكربون.

استثمارات مبتكرة

من جانبه، أكد خلدون المبارك العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمجموعة في شركة مبادلة للاستثمار، في كلمته، أن رحلة سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي إلى الفضاء، تؤكد التزام الإمارات بدعم أبحاث الفضاء، مشيراً إلى أن الإمارات في المرتبة الأولى عربياً في الابتكار.

وقال: يسهم تركيزنا على الاستثمارات المبتكرة في الإمارات في تشكيل القاعدة الاقتصادية، والعمل على إيجاد الحلول التي تهم الجميع. ولهذا تستند جميع خططنا وتوجهاتنا في تعزيز مسيرة نمونا على التعاون وخلق الفرص الملائمة، وإيجاد الحلول لمواجهة التحديات العالمية.

وأضاف: تتمثل مهمة مبادلة في تعزيز مسيرة النمو الاقتصادي، والعمل على تكامل الاقتصاد الإماراتي على مستوى العالم، من خلال الاستثمارات والشراكات في مختلف قطاعات الأعمال الواعدة في أكثر من 50 دولة حول العالم.

رحلة متميزة

وأكد م أحمد الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي، في كلمته، أن الإمارة نجحت خلال السنوات الماضية في قيادة رحلة متميزة للتنمية الشاملة، مسترشدةً بالرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة.

وأشار إلى أن القطاعات الاقتصادية غير النفطية في أبوظبي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي أسهمت بنسبة 50.3% في الناتج المحلي الإجمالي بقيمة إجمالية 417.3 مليار درهم بارتفاع قدره 39 مليار درهم، وبلغت نسبة نمو القطاع العقاري 20.3% وخدمات الإقامة والطعام 20.2 % ونشاط تجارة الجملة والتجزئة 17.4% والنقل التخزين 11.4% والصناعة 8.1% والقطاع المالي 6.9%.

وأضاف أن حكومة أبوظبي تعتزم استثمار 10 مليارات درهم من خلال 6 برامج اقتصادية طموحة تسعى إلى مضاعفة حجم قطاع الصناعة في أبوظبي ليصل إلى 172 مليار درهم بحلول العام 2031. وأشار إلى استراتيجية أبوظبي الصناعية والتي تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارة بصفتها مركزاً صناعياً يُعد الأكثر تنافسية على مستوى المنطقة.

وأوضح أن اقتصاد أبوظبي يواصل تعزيز قوته ومرونته، بالارتكاز إلى الرؤية الواضحة لقيادتنا، والسياسات المرنة، والأطر التنظيمية والقانونية التي تستهدف تشجيع ودعم الاستثمارات المحلية والأجنبية.

7 تريليونات درهم

وأكد جمال الجروان الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، في تصريحات لـ«البيان» على هامش المؤتمر، أن دولة الإمارات أصبحت مركز اهتمام خبراء ورجال الاقتصاد من مختلف دول العالم، وأوضح أن النسخة الثانية من المؤتمر تستضيف نخبة لامعة من أصحاب القرار الاقتصادي على مستوى العالم.

وأوضح أن إجمالي الاستثمارات الإماراتية بالخارج تجاوزت 7 تريليونات درهم في 70 دولة. وأضاف أن هذه الأرقام جذبت اهتمام المشاركين في الجلسات، مشيراً إلى أن الحضور العالمي الكبير يؤكد أن الإمارات تبوأت مركزاً اقتصادياً عالمياً. وقال: نبارك لدولة الإمارات ونبارك لوزارة الاقتصاد التنظيم المشرف للحدث الكبير الذي يحظى بمتابعة خبراء الاقتصاد في مختلف دول العالم.

التكنولوجيا المالية

وأكد أنتوني سكاراموتشي، مؤسس ورئيس منتدى «سولت» العالمي الشريك الاستراتيجي لـ«إنفستوبيا»، أن القطاع المالي العالمي يتمتع بأكبر رسملة سوقية مقارنة بأي قطاع آخر في العالم، وتحدث التكنولوجيا المالية من جانبها تغييراً في الواقع الاقتصادي عالمياً. وأشار إلى أن إنشاء منظومة للابتكار حول التكنولوجيا المالية يوفر الفرصة لدولة الإمارات لتصبح مركزاً مالياً عالمياً.

بحث مستقبل الاستثمار في القطاع الإعلامي

أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أهمية الاستثمار في مستقبل الإعلام، مشيراً إلى مساهمة قطاع الإعلام القوية في الاقتصاد الوطني.

وأوضح - خلال طاولة مستديرة حول مستقبل الاستثمار في القطاع الإعلامي ضمن فعاليات «مؤتمر إنفستوبيا 2023» - أن الإعلام من أكثر القطاعات التي تأثرت واستفادت من التحول التكنولوجى، مؤكداً أن التسويق باستخدام مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي له تأثير وتفاعل في الإعلام الرقمي.

سوق الإعلام

من جانبه، أكد محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات، في كلمته خلال الجلسة، أن حجم سوق الإعلام في الإمارات قد يصل إلى 30 مليار دولار بحلول عام 2025 حسب التقديرات العالمية، وأضاف أن الإمارات تتمتع بمكانة إعلامية رائدة على مستوى المنطقة، وهي مقر إقليمي لأهم مؤسسات الإعلام الدولية، مشيراً إلى أن الإمارات أكبر سوق للإعلان الرقمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف أن صناعة الإعلام في الإمارات تشهد نمواً إيجابياً في ظل تطور المناطق الحرة التي تتميز ببنية تحتية رقمية متكاملة وبيئة استثمارية بمميزات تنافسية عالية، وتابع: لدينا الإمكانيات للتعاون على المستوى الدولي ونتطلع إلى مناقشة الاستثمار في قطاع الإعلام مع الجهات العالمية.

وأشار إلى أن عالم اليوم يشهد طفرة علمية وتقنية هي الأسرع والأكثر تقدماً، مشيراً إلى أن مواكبة التطور يتطلب المزيد من الاستثمارات المبتكرة في قطاع الإعلام. وأكد الريسي - في تصريحات للصحافيين - أن مشاركة وكالة أنباء الإمارات في الجلسة يعطي رسالة أن الإعلام بيئة استثمارية مهمة في دولة الإمارات.

وأوضح أن المشاركين في الجلسات أكدوا تميز الإمارات بامتلاكها أحدث التقنيات، كما تستضيف مؤسسات إعلامية دولية كبيرة تبث أصواتها من منابرها في دولة الإمارات إلى منطقة الشرق الأوسط والعالم، وأضاف أن الاستثمارات القادمة في مجال الإعلام سوف تكون مختلفة عن ما اعتدنا عليه من قبل.

وأشار إلى أن المؤسسات الإعلامية الكبرى تبحث الآن كيفية تخفيف أعباء الإنتاج، وأضاف أن المناقشات أظهرت رؤية مختلفة للإعلام في المستقبل. وقال: العالم اليوم مشغول بما يتفاجأ به من الإعلام الجديد، ولكن هناك جانباً استثمارياً كبيراً خلف المحتوى المقدم، وأضاف أن الإمارات سباقة في دراسة هذه الجوانب ومعرفة كيفية الاستفادة منها في المستقبل.