أكدت شركة ستراتيجي & الشرق الأوسط، وهي جزء من شبكة برايس ووتر هاوس كوبرز، أنه على شركات الاتصالات في الدولة ومنطقة مجلس التعاون الخليجي الاستعداد للاستفادة من فرص النمو التي تلوح في الأفق عن طريق إعادة تشكيل وتهيئة قدراتها التقنية.
وقال جاد الحاج الشريك في «ستراتيجي & الشرق الأوسط»: إنه من أجل تحقيق هذا الهدف، ينبغي على فرق القيادة – ولا سيما رؤساء قطاع التقنية – التركيز على عدد من الأولويات، حيث ينبغي على رؤساء قطاع التقنية إعادة تنظيم البيئة التقنية بشركات الاتصالات، وذلك عن طريق الإسراع باعتماد تطبيقات الحوسبة السحابية المجزأة والقابلة للتعديل لتقليل الوقت اللازم لطرح المنتجات الأساسية في السوق.
وأضاف: كما ينبغي على شركات الاتصالات تبسيط البنية التحتية التقنية وتقليل مستوياتها بما يحسن من إدارة التكاليف، ويعزز من خلق القيمة، ويسهم في رفع مستويات التركيز على الابتكار في الخدمات مقابل التركيز على إدارة البنية التحتية.
كما أكد ضرورة تحويل أصول الاتصالات إلى منصات ومتاجر رقمية (marketplaces)، فشركات الاتصالات لديها ثروة هائلة ومتميزة من البيانات والخدمات القادرة على تحقيق قيمة كبيرة لعملاء قطاع الأعمال.
وأردف: في هذا الصدد، يمكن لشركات الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي تعزيز جهودها لتحقيق الاستفادة التجارية من الأصول غير المستغلة على النحو الأمثل على غرار ما قامت به شركات الاتصالات العالمية ومن بينها AT&T. كما يمكن لهذه الشركات الاستعانة بواجهات برمجة التطبيقات المفتوحة (APIs) لإنشاء متاجر رقمية جاذبة لموردي واجهات برمجة التطبيقات ومطوري التطبيقات.
شبكات سحابية
وأوضح جاد الحاج أنه ينبغي على رؤساء قطاع التقنية الإسراع بوتيرة التحول للحوسبة السحابية، حيث لم تعد الشبكات السحابية عنصر تميز في قطاع الاتصالات، ولكنها أصبحت عنصراً محورياً لضمان تطوره.
وستتمكن الشركات التي ستبادر بتقديم حلول الحوسبة السحابية من تحقيق السبق على المنافسين، ما يؤهلها للشراكة مع الكيانات الكبرى العاملة في هذا المجال لتقديم حلول الحوسبة والحلول المؤسسية المتطورة (Edge).
وتابع: كما ينبغي على رؤساء قطاع التقنية تعزيز مستوى الابتكار التقني، فشركات الاتصالات بحاجة لأن تصبح مبتكراً للتقنية - وليست مجرد مستخدم - إذا كان لديها الرغبة في التنويع وتقديم خدمات رقمية وتقنية جديدة بما يتجاوز أعمالها الأساسية.
وفي هذا الصدد، يمكن لقادة قطاعات التقنية مساندة وتوجيه الاستثمارات نحو التقنيات المستقبلية المحورية بما يسهم في إرساء الأساس للمراكز والشراكات التقنية الضرورية لتجربة واحتضان الخدمات الجديدة القائمة على التقنيات الناشئة مثل الدرونز، والميتافيرس، والبلوك تشين.
نماذج مرنة
ودعا هاني زين الشريك في «ستراتيجي & الشرق الأوسط» لاعتماد نماذج تنفيذ جديدة مرنة، حيث يتعين على قطاعات التقنية في شركات الاتصالات بناء قدرات راسخة لمساندة العملاء الداخليين والخارجيين بالحلول المطلوبة، علاوة على تحقيق المشاركة النشطة والفعالة مع وحدات الأعمال في عملية المبيعات إذا كان لدى الشركات الرغبة في الاستحواذ على حصة في فرص تقديم الخدمات الرقمية الناشئة للمشاريع الكبرى.
إضافة لذلك، سيسهم اعتماد نماذج التنفيذ المرنة لجميع المنتجات الأساسية - عن طريق مبادئ «التفكير التصميمي» - في تقليل وقت التنفيذ إلى ثمانية أسابيع ومضاعفة مستويات المرونة المؤسسية.
تعهيد الأعمال
وأكد هاني زين ضرورة مواصلة رؤساء قطاع التقنية السعي نحو تحقيق التميز المؤسسي من خلال إعادة تشكيل استراتيجيات تعهيد الأعمال وإدارة جودة الموردين بما يؤهلها للعمل بصورة أكثر كفاءة مع الموردين. كما ينبغي على الشركات النظر في كيفية تعزيز مستويات التكامل بين الخدمات الميدانية والعمليات التجارية لتحسين تجربة العملاء والاستفادة من فرص التضافر.
وستكون آليات الإدارة التي تحقق الفعالية في التكلفة والإدارة الشاملة للخدمات التقنية ضرورية لتحقيق القيمة والنمو لشركات الاتصالات.