بحثت 24 شركة من دبي آفاق تعزيز صادراتها إلى سوق كازاخستان، وفرص تأسيس أعمال لها في مدينتي أستانا وألماتي، وعقدت سلسلة من اجتماعات الأعمال الثنائية مع شركات ومستثمرين من كازاخستان، وذلك بدعم وتنسيق من غرفة دبي العالمية، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي.
جاء ذلك خلال فعاليات منتدى الأعمال الذي عقد في أستانا عاصمة جمهورية كازاخستان، ثاني محطات البعثة التجارية التي تنظمها غرفة دبي العالمية إلى منطقة آسيا الوسطى، والتي تضم 24 شركة عاملة في الإمارة من 16 قطاعاً ونشاطاً اقتصادياً متنوعاً.
وحضر المنتدى الذي نظم في أستانا أكثر من 200 مسؤول حكومي وممثل لشركات كازاخستانية راغبة بالتعاون مع شركات دبي، في حين شهدت زيارة بعثة غرفة دبي العالمية إلى كازاخستان تنظيم أكثر من 180 لقاء أعمال ثنائي بين شركات دبي المشاركة في البعثة وشركات كازاخستان في كل من مدينتي أستانا وألماتي.
ويأتي تنظيم غرفة دبي العالمية للبعثة التجارية ضمن مبادرة "آفاق جديدة للتوسع الخارجي" التي أطلقتها بهدف دعم توسع أعضاء الغرفة وشركات الإمارة في الأسواق الخارجية. وترتكز المبادرة على تشكيل بعثات تجارية متخصصة مؤلفة من شركات الإمارة إلى أسواق عالمية مستهدفة، وتنظيم فعاليات ولقاءات في هذه الأسواق بهدف استكشاف فرص الاستثمار والشراكات الاقتصادية المشتركة.
التوسع الخارجي
وتعد مبادرة "آفاق جديدة للتوسع الخارجي" جزءاً من جهود الغرفة لتحفيز التوسع الدولي لأعضائها نحو أسواق جديدة، وهي استكمال لمبادرة "فرص الأعمال تحت المجهر" التي تركز على توفير منصة لاستعراض الفرص الاستثمارية في هذه الأسواق قبل السفر إليها. وتتكامل المبادرتان مع الأولويات الاستراتيجية للغرف في دعم التوسع الخارجي لأعضاء الغرفة، إلى جانب الإسهام في تحقيق خطة دبي للتجارة الخارجية الهادفة إلى زيادة حجم التجارة الخارجية غير النفطية إلى 2 تريليون درهم بحلول عام 2026. وتركز غرفة دبي العالمية على دعم توسع 100 شركة من دبي إلى الأسواق العالمية في غضون العامين المقبلين.
سوق مهمة
ولفت محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي، الذي ترأس البعثة التجارية، إلى أن كازاخستان تعتبر سوقاً مهمة لتنويع صادرات أعضاء الغرفة، مؤكداً أن التنويع الاقتصادي يعتبر جزءاً أساسياً من الخطط المستقبلية، ومعتبراً ان صادرات وإعادة صادرات أعضاء الغرفة إلى كازاخستان في العام 2022 وصلت إلى حوالي 192 مليون درهم، وهو رقم لا يتناسب مع إمكانات وقدرات الجانبين في مجال التجارة، مشدداً على أن البعثة التجارية تستهدف الارتقاء بالتبادل التجاري، وتعزيز صادرات تجار دبي إلى أسواق آسيا الوسطى.
وأكد لوتاه قائلاً: "عدد الشركات الكازاخستانية المسجلة في عضوية الغرفة ارتفع بنسبة تبلغ حوالي 82% خلال الفترة 2016-2022، حيث ارتفع عددها من 351 شركة في نهاية العام 2016 إلى حوالي 637 شركة مع نهاية العام 2022. وإذا نظرنا إلى عدد المصدرين من أعضاء الغرفة الذين صدروا إلى كازاخستان خلال العام 2022، فقد بلغ عددهم 119 مصدراً، وهو رقم قليل نأمل ارتفاعه، والبعثة التجارية الحالية تستهدف زيادة عدد المصدرين من دبي إلى كازاخستان التي نعتبرها ضمن الأسواق ذات الأولوية للتوسع الخارجي لشركاتنا".
ومن جانبه قال أرداك زيبيشيف، رئيس لجنة الاستثمار في وزارة الخارجية بجمهورية كازاخستان إن دولة الإمارات العربية المتحدة استثمرت في كازاخستان منذ العام 2011 وحتى الآن حوالي 2 مليار دولار أمريكي، مشيراً إلى أن تجارة كازاخستان مع الإمارات تتطور، حيث بلغت قيمتها في نهاية العام 2022 حوالي 632.6 مليون دولار أمريكي، منها 72.3 مليون دولار أمريكي صادرات من الإمارات إلى كازاخستان.
وأشاد زيبيشيف بجهود غرفة دبي العالمية في تنظيم البعثة التجارية ومنتدى الأعمال، الذي سيساهم بتطوير العلاقات بين الجانبين، وينميها بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز تطبيق المشاريع الاستثمارية بين الطرفين.
جلسة نقاشية
وأقيمت جلسة نقاشية خلال المنتدى ضمت عدداً من المسؤولين والخبراء في مجالات الجمارك والخدمات اللوجستية والمصرفية في كازاخستان، حيث استعرض المتحدثون مزايا وفوائد ممارسة الأعمال في كازاخستان، مع الإجابة على كافة استفسارات ممثلي شركات دبي، أعقبها تنظيم اجتماعات أعمال ثنائية بين ممثلي شركات الجانبين، وتوجه الأعضاء في زيارات ميدانية عملية إلى عدد من مقار الشركات. كما زار الوفد في زيارة عمل مركز أستانا المالي الدولي.
ونظم منتدى الأعمال بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في كازاخستان، وهيئة كازاخستان للاستثمار، وغرفة التجارة الدولية في كازاخستان، ومركز"كاز ترايد" لتطوير وتنمية سياسات التجارة.
وتشمل القطاعات والأنشطة الاقتصادية التي تمثلها الشركات المشاركة بالبعثة التجارية كل من مواد البناء، والتجارة الإلكترونية، والمجالات البيئية والكهربائية، والأزياء والملابس، والمناطق الحرة، وأثاث المنازل والفنادق، والضيافة، والمعدات والتجهيزات الطبية، والعطور والصابون ومستحضرات التجميل، والمنتجات الدوائية، والطاقة المتجددة، وأصول التجزئة، والطباعة الأمنية، والشحن البحري والخدمات اللوجستية بالإضافة إلى السلع الاستهلاكية سريعة التداول.
كازاخستان.. بيئة استثمارية واعدة
وفي ظل تزايد الطلب العالمي على المعادن الأرضية النادرة بسبب ارتفاع واردات السيارات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية، تعتبر كازاخستان الغنية بالموارد المعدنية مصدراً هاماً لدبي التي يرتفع طلبها على تلك المعادن الأرضية، مما يشكل فرصة استثمارية جيدة لشركات تصنيع المعادن في دبي (مثل النحاس والفضة والزنك والذهب) لإنتاج مواد معدنية نصف مصنعة أو نهائية في كازاخستان.
كما تعد الزراعة والسياحة من القطاعات المثالية والواعدة للاستثمار، إذ تمتلك كازاخستان 210 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة مما يخلق فرصاً استثمارية كبيرة لشركات الأغذية الإماراتية. علاوة على ذلك، عزز كوفيد-19 السياحة البيئية في كازاخستان، والتي يمكنها أيضا أن تخلق فرصاً استثمارية جديدة لشركات دبي.
ويمكن لكازاخستان أن تلعب دوراً مهماً كبوابة لمرور البضائع على طريق الصين-أوروبا، إذ من الوارد أن تخلق تنقلات البضائع الدولية العابرة لحدود كازاخستان فرصًا استثمارية كبيرة لشركات دبي.
وتلتزم غرفة دبي العالمية بتمكين شركات دبي من التوسع بنجاح في الأسواق العالمية، مدعومة بشبكة قوية من المكاتب التمثيلية الخارجية لغرفة دبي العالمية في مختلف أنحاء العالم. وتدعم الغرفة أهداف الإمارة في رفع قيمة تجارة دبي الخارجية من 1.4 تريليون درهم إلى 2 تريليون درهم بحلول العام 2026.