حدد خبراء تحليل الاتجاهات لدى شركة إبسون عام 2023، بكونه عام الشركات الواعية والمسؤولة، وذلك وفقاً إلى عدد من العوامل التي تشهد تطوراً وتغيراً في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بالنسبة للشركات التي ترغب في التحرك نحو هذا النموذج الواعي والمسؤول خلال السنة القادمة، حدد مسؤولو شركة إبسون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أربع خطوات ستمكن الشركات العاملة في القطاعين العام والخاص من اعتماد هذا النهج.
وتمثلت الخطوات الأربع التي قدمتها شركة إبسون لتعزيز وعي ومسؤولية الشركات خلال السنة القادمة، في القدرة على تقييم وقياس الأثر البيئي، وتعزيز التنوع والشمول، والابتكار لتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى دعم المجتمعات التي تعمل فيها هذه الشركات.
وقال حسام الصغيّر مدير المبيعات الإقليمي لدى إبسون في الإمارات ودول الخليج العربي: «الشركة الواعية هي الشركة التي تحرص على معالجة التحديات الاجتماعية والبيئية، من خلال نموذج أعمالها أو العمليات التي تعتمدها هذه الشركة، والتي تمتلك أهداف واضحة، ولديها وعي شامل حول التأثير الناجم عن إجراءاتها وعملياتها».
4 خطوات
حدد نيل كولكوهون نائب الرئيس لمنطقة رابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى إبسون، الخطوات الأربع التي يمكن أن تتخذها الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتحول إلى شركات واعية ومسؤولة. تتمثل الخطوة الأولى في إعادة تقييم الشركات لأثرها السلبي على البيئة، لا سيما مع مطالبة أعداد متزايدة من المستهلكين لهذه الشركات بالشفافية حول سياساتها الأخلاقية أو البيئية. ويتضمن ذلك إعادة التفكير في كيفية أداء الشركة لعملياتها التشغيلية، بداية من مبادرات التخلص من الانبعاثات، إلى إنشاء اقتصاد دائري يقلل من استخدام الموارد والنفايات، ويحد من الانبعاثات الكربونية. ومع إيلاء الشركات في دول مجلس التعاون الخليج وخارجه، أهمية متزايدة لمفهوم الاستدامة، فإنها تحتاج أيضاً إلى النظر في التغييرات في مكان العمل التي يمكن أن تقلل من الاعتماد على الطاقة، وتشجع على عادات أكثر استدامة، مثل طباعة ما هو ضروري فقط، والانتقال من استخدام الورق إلى الأنظمة الرقمية. وأشارت دراسة بحثية جديدة أجرتها (4SiGHT)، المتخصصة بأبحاث السوق، إلى أن 76 % من الشركات التي شملتها الدراسة في الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، توافق على أن جهود الاستدامة التي تبذلها الشركات، قد تؤثر بشكل إيجابي على خياراتهم عند شراء المنتجات.
تتمثل الخطوة الثانية في حاجة الشركات إلى تعزيز التنوع والشمول في أماكن العمل. وتظهر الأبحاث أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل على زيادة مشاركة السيدات في المناصب التنفيذية، حيث تعهدت 18 شركة من كبرى الشركات المحلية والدولية العاملة في القطاع الخاص، وبشكل طوعي، لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، أن تمثل النساء نسبة 30 في المئة من المناصب القيادية لديهم بحلول عام 2025. وبالرغم من تحقيق نجاحات هامة نحو تعزيز الشمول بين الجنسين على مستوى منطقة الشرق الأوسط، إلا أنها لا تزال تتخلف عن المتوسط العالمي لأعداد النساء في المناصب القيادية، بنسبة 3 % فقط، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 7 %، وفقاً لتقرير صادر عن شركة «هايدريك آند ستراجلز».
أما الخطوة الثالثة نحو تعزيز وعي ومسؤولية الشركات، فتتمثل في التركيز على الابتكار الصناعي، من أجل تحسين جودة الحياة للموظفين والعملاء والمجتمع بشكل أوسع، وتحديداً في هذه المنطقة التي تركز فيها شركات القطاعين العام والخاص على تحقيق التحول الرقمي، حيث يمكن للابتكار إحداث تغييرات قابلة للقياس في مجالات الرقمنة والتعاون والأتمتة.
أخيراً، الخطوة الرابعة، من الهام جداً أن تشعر الشركات بالارتباط بالمجتمعات التي تعمل ضمنها وتخدمها، حيث إن دعم المبادرات والبرامج الخيرية أو غير الربحية، وعقد الشراكة مع الشركات أو الهيئات المجتمعية الأخرى لخدمة البرامج المحلية، يسلط الضوء على مدى فهم هذه الشركات للأسواق التي تعمل فيها.
واختتم نائب الرئيس لمنطقة رابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى إبسون، نيل كولكوهون، حديثه قائلاً: «تظهر الأبحاث رغبة المستهلكين والشركات في العمل مع شركات تلتزم بالقيم الأخلاقية، وتعتمد أفضل الممارسات الشفافة والصديقة للبيئة. وباعتبار أن مستقبل عالم الشركات يصنعه أولئك الذين يدافعون عن روح الوعي والمسؤولية، ويدعون إلى استراتيجيات مستدامة وممارسات مسؤولة اجتماعياً، فقد بتنا في شركة إبسون نرى، وبشكل متزايد، اتخاذ العملاء والشركاء في المنطقة خطوات قابلة للقياس، ليصبحوا شركات أكثر وعياً ومسؤولية».