ذكرت سيدة الأعمال البريطانية المتخصصة في صناعة وتجارة العطور، جو مالون، وتسمى «سيدة العطور»، أن ثمّة أسباباً عديدة دفعتها لاتخاذ قرارها بالانتقال إلى دبي والعيش والاستقرار بها بصفة دائمة.

وقالت مالون، التي أسّست علامة تجارية في قطاع العطور، تحمل نفس اسمها، لصحيفة «فاينينشال تايمز» البريطانية: «لم أكن في مهمة لإيجاد مكانٍ ما للانتقال إليه بُغية العيش الدائم، وإنما ما حدث هو أنني بدأت أشعر بلهفة للإبداع في أشكال مختلفة، فانتقلت إلى دبي مع زوجي. ثمة العديد من الفرص المتاحة للابتكار هنا، وهو نفس الإحساس الذي شعرت به أيضاً عندما عشت في نيويورك لسنوات أبني أول علاماتي التجارية للعطور.

العديد من المبدعين ينتقلون إلى دبي في الوقت الراهن. إنني أقضي وقتي في المناطق الفنية بدبي، حيث أجد هناك عدداً كبيراً من الشركات الناشئة، وهو ما يُذكرني بما كانت عليه منطقة شرق لندن منذ 20 عاماً. الجميع هنا في دبي يتبادلون الأفكار ويتداولونها فيما بينهم، فالتعاون بات تقريباً بمثابة عُملة رائجة في الإمارة».

مركز تجاري

واستعرضت مالون خلال المقابلة أسباب انتقالها إلى دبي، فقالت: «لقد بعنا في دبي بالفعل (جو لاف)، وهو أحد خطوط العطور التابع لشركتنا. وكان أحد الأسباب وراء قرار انتقالنا إلى دبي هو أنها مركز تجاري هائل يمكن التوسع منه إلى الأسواق الأخرى، كالصين، سنغافورة، اليابان، الهند، بالإضافة إلى دول الخليج العربي. وعلى الرغم من كوني قد بعت أولى شركاتي المتخصصة في إنتاج العطور إلى (استس لودر) الأمريكية لصناعة مستحضرات التجميل منذ ما يزيد على 30 عاماً مضت، ثم أسست (جو لاف) في عام 2009، إلا أنني شعرت دوماً أن ثمّة شيئاً ما ضخماً آخر سوف أفعله. ما زلت لا أعرف ما هو هذا الشيء، إلا أنني أشعر أنه سيحدث هنا في دبي».

وأضافت: «أعتقد أن هذا يُعزى بصفة جزئية إلى كوني بطبيعتي إنسانة منقادة وراء أحاسيسي، ودبي مدينة نابضة بالإحساس. لقد استفزت دبي طاقاتي الإبداعية. أود أن أشيد فندقاً للأحاسيس أو مطعماً يقدم مقبلات إسبانية تدلل حاستي الشم والتذوق. ويمكن تخيل كل من المشروعين وهما يخرجان إلى النور هنا في دبي. ولا يوجد مكان يزخر بأحاسيس الماضي المجيد مثل (سوق التوابل) في الجزء القديم من دبي، والذي تصل إليه مستقلاً قارباً صغيراً».

تجربة غامرة

وقالت «بالإضافة إلى كون زيارة (سوق التوابل) بمثابة وسيلة رائعة لخوض تجربة غامرة في معالم دبي القديمة، فإني أراها أيضاً تجربة تعليمية هائلة لي، ذلك أنني أحب أن أتعلم شيئاً عن الروائح الجديدة التي لم يسبق لي شمها من قبل. وأحب أيضاً منطقة (السيف)، وهو مكان صغير يصفه البعض بـقرية التراث، وقد اختير لبنائه موقع مثالي على خور دبي. تعجبني ألوان المباني هنا. كافة المباني من الطين المحروق (تيراكوتا) مع أبواب خشبية جميلة فيروزية اللون. أحب الجلوس هناك واحتساء القهوة، إذ تشعر كما لو كنت جزءاً من شيء ما».

طموح دبي

وتطرقت مالون إلى وصف المعالم الحديثة في دبي، فقالت: «إذا كنت تود أن تجرب دبي الجديدة، فإن (سيتي ووك) قد بُنيت لتوها، وهي جديدة وشديدة التألق وجرى إنشاؤها على نحو شديد الأناقة. وتتجاوز مساحتها 10 ملايين قدم مربعة. لذا، فهي تمنحك شعوراً بحجم طموح دبي. ولنفس السبب المتعلق بطموح دبي، فإنني أحب متحف المستقبل، فهو ليس متحفاً تقليدياً يحكي لك قصصاً عن الماضي، وإنما هو متحف يستشرف طموح دبي المستقبلي. الجزء المُفضّل لدي في متحف المستقبل هو المختبر العملاق. إنه يبدو كما لو كان مستلهماً من عالم أفلام ستيفين سبيلبرغ، مخرج أفلام الخيال العلمي الأشهر. بوسعي أن أمضي داخل هذا المختبر بضعة أيام».

واختتمت مالون المقابلة بوصف لمجمل تجاربها في دبي، فقالت: «هناك مهرجان رائع للآداب تستضيفه دبي في فبراير من كل عام. وفي ليلةٍ ما، ذهبنا إلى الصحراء وجلسنا على السجاد أمام نار الموقد، نسمع الشعر تحت ضوء النجوم. ثمّة شيء جميل حولك في كل ركن من أركان دبي، هذا هو شعوري حيال الحياة في هذه المدينة».