أكد عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري أن النجاح الاستثنائي لقطاع السياحة في دبي والنمو السريع لهذا القطاع الحيوي والارتفاع الكبير في أعداد الزوار الدوليين بما يقارب مستويات عام 2019، يعكس عمق الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، لتعزيز مكانة دبي كأفضل مدينة للعيش والعمل والزيارة.

وجهة رائدة

وفي تصريحات لوسائل الإعلام قبيل انطلاق الدورة الثلاثين لسوق السفر العربي، أوضح كاظم أن دبي حرصت على العمل بجد لتقديم قيمة مضافة لزوارها من كافة أنحاء العالم والارتقاء بالمقومات والأسس الكفيلة باستمرار هذا الأداء القوي لقطاع السياحة بما يضمن لزوار دبي قضاء أوقات ممتعة خلال إقامتهم في المدينة وهو ما يسهم في ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة سياحية عالمية رائدة وتحقيق أهدافها الطموحة في أن تصبح المدينة الأكثر استقطاباً للزوار الدوليين والمفضلة للزيارة في العالم. ولفت إلى أن دبي نجحت من خلال الدعم والشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب مجموعة من الاستثمارات الاستراتيجية والإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى الدولة في استقطاب رواد الأعمال العالميين والموهوبين والمستثمرين، بالإضافة لجذب أعداد متزايدة للمدينة من المسافرين بغرض الأعمال أو الترفيه.

كما اعتمدت دبي على النهج المتنوع للأسواق، وكذلك تنوع المقومات والعروض والتجارب السياحية التي تقدمها المدينة، بالإضافة إلى التعاون المتواصل والمثمر مع الشركاء، فضلاً عن تقديم قيمة استثنائية للضيوف من شتى أنحاء العالم. وواصلت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي حملاتها التسويقية للوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور في الأسواق المستهدفة.

عوامل نجاح

وحول تنوع خيارات الإقامة في دبي بما يناسب مختلف الميزانيات قال كاظم: «تأتي ميزة تنوع خيارات الإقامة بدعم من عدة عوامل ناجحة لعل أبرزها هو قطاع الفنادق في دبي والذي يعتبر جزءاً أساسياً من نمو قطاع السياحة في الإمارة، حيث يواصل أداءه القوي من خلال تحقيق نسب نمو مرتفعة في كافة فئات ومعايير الضيافة. وبالإضافة إلى المنشآت الفندقية التي تناسب مختلف الميزانيات، كما تتوفر أيضاً خيارات أخرى منها بيوت العطلات والشقق التي تعمل بنظام اقتسام الوقت. ولاشك أن هذا التنوع بالإقامة يساهم في جذب فئات متنوعة من الزوار وكذلك العائلات، الذين يقضون أمتع الأوقات ضمن الخيارات العديدة التي توفرها لهم دبي».

خطوات متقدمة

وحول آفاق القطاع السياحي في دبي خلال الفترة القادمة قال كاظم: «في ظل التطور المستمر والنمو المتزايد لجميع القطاعات في دبي ضمن الرؤية الطموحة لقيادتنا الرشيدة وتماشياً مع أجندة دبي الاقتصادية D33 التي تم إطلاقها مؤخراً ومن بين مستهدفاتها أن تكون دبي ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم، فإننا ملتزمون دائماً باتخاذ خطوات متقدمة سواء في تطوير البنية التحتية أو زيادة العروض والتجارب والمعالم السياحية الجديدة التي تسهم في جعل كل زيارة لدبي مختلفة ومتميزة». وأضاف: «كما نحرص على إطلاق الحملات التسويقية العالمية التي تسهم في المحافظة على جعل دبي راسخة في أذهان المسافرين لتكون وجهتهم المفضلة للزيارة عند اتخاذ قرار السفر. ويساهم التعاون والدعم المستمر من الشركاء في القطاعين العام والخاص في تقديم عروض وتجارب استثنائية لضيوفنا لتناسب أذواقهم ومتطلباتهم وميزانياتهم، وفيما نستعد لاستقبال المزيد من الزوار إلى دبي في عام 2023. كما تستضيف دبي مجموعة من الأحداث والفعاليات المهمة هذا العام، ومن بينها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، المزمع إقامته خلال المدة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر2023 في مدينة إكسبو دبي».

مدينة المستقبل

ولفت كاظم إلى أن هناك دائماً الكثير من المعالم الجديدة مع سعي دبي لتصبح مدينة المستقبل من خلال خطة دبي الحضرية 2040، والتي تسعى إلى تطوير عروض دبي وتوسيع عروض السياحة بأكثر من 100 بالمئة. كما تعمل الإمارة على إطلاق مبادرات تتماشى مع الإستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، والتي تهدف إلى جذب 40 مليون زائر بحلول عام 2031، وإلى رفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم.

أجندة D33

أكد عصام كاظم أن العمل بدأ فوراً على تحقيق الأهداف الطموحة التي تضمنتها أجندة دبي الاقتصاديّة D33، وأضاف: «من خلال تضافر جهود فرق العمل الحكومية، وبتعاون وثيق مع القطاع الخاص. حيث قمنا بالتعاون مع غرف دبي بتنظيم اجتماع «مجلس دبي-D33»، والذي جمع 150 من مسؤولي القطاعين العام والخاص وقادة الأعمال لتعزيز النمو الاقتصادي، حيث ناقش المجلس في اجتماعه أفضل السبل والحلول العمليّة الرامية إلى تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصاديّة (D33)».

وتابع: «كما تحرص دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي على العمل في ضوء الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031 في إطار مشاريع الخمسين، والتي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني إلى 450 مليار درهم، بمعدل زيادة سنوية 27 مليار درهم، وتعزيز مكانة الدولة كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، ودعم القدرة التنافسية من خلال جذب استثمارات جديدة بقيمة 100 مليار درهم للقطاع السياحي في الدولة، واستقطاب 40 مليون نزيل في المنشآت الفندقية».

تطوير مستمر

وأشار كاظم إلى أن دبي اتخذت خطوات مهمة لتسهيل الرحلات البحرية، سواء كان من خلال التطوير المستمر للموانئ، والبنية التحتية لمحطات الرحلات البحرية، أو إجراءات الدخول السهلة ومرافق التأشيرات، أو تطوير أطر تعاون مع شركاء هذه الصناعة، وقادة الأعمال الرئيسيين لزيادة الرحلات البحرية.. وتوسعت شعبيتها وجهة للرحلات البحرية بشكل كبير خلال العقد الماضي، مما أدى إلى رسو أكبر السفن في العالم، واعتماد دبي محطة للتوقف في مسارات رحلاتها البحرية، على اعتبار أن موانئ الإمارة قادرة على التعامل مع بعض أكبر السفن السياحية في العالم.

وأضاف: «من المتوقع أن يستقبل هذا الموسم حوالي 166 سفينة سياحية فاخرة في (ميناء راشد)، وكذلك في (دبي هاربر)، واللذين يتميزان ببنية تحتية متطورة وعالمية، ويضمان أحدث المرافق الخدمية للرحلات البحرية مع الترحيب بـ 900 ألف سائح من ركاب الرحلات البحرية، وأيضاً طواقم السفن السياحية، الأمر الذي يسهم في تعزيز نمو السياحة في دبي».