أصبحت دولة الإمارات، ودبي بشكل خاص، هدفاً لأعداد متنامية من الشركات الهندية التي أقامت فروعاً ومقرات لها في البلاد للاستفادة من آفاق النمو الكبيرة التي تتمتع بها الإمارة، وشبكة علاقاتها التجارية واسعة النطاق مع مختلف الأسواق ضمن منطقة جغرافية ضخمة تمتد بين جنوب شرق آسيا وجنوب أوروبا وشمال وشرق وجنوب أفريقيا.
وتشير إحصائيات غرفة دبي إلى أن 11000 شركة هندية جديدة حصلت على تراخيص للعمل في الإمارة خلال عام 2022 وحده، ليصل عددها الإجمالي إلى 83000 شركة، مع تنامي الروابط التجارية مع الهند إلى أعلى مستوياتها.
وذكرت مجلة إيكونوميست في تقرير لها حول تدفق الشركات الهندية إلى الدولة: دبي هي المكان المناسب لك، فعندما تقف في وسط سوق الميناء في بر ديرة، الذي يقع على بعد 1200 ميل عبر بحر العرب من مومباي، تمتلئ الممرات بأسماء شركات هندية تعمل في مختلف المجالات بدءاً من تجارة الذهب والتوابل وحتى المطاعم.
ويمتد اهتمام الشركات الهندية بالتواجد في دبي إلى القطاع المالي، حيث ينشط بنك بارودا إلى جانب العديد من المؤسسات المالية الهندية في تمويل التجارة والمشاريع.
ويعد سوق الميناء في دبي الطرف المرئي لشبكة واسعة ومتنامية من الشركات الهندية في الإمارات، حيث يعد التواجد في دبي منفذاً حيوياً للشركات من الهند ومختلف أنحاء العالم ولتعزيز مبيعاتها في أسواق المنطقة والمناطق المجاورة.
صفقات عقارية
وتطرق التقرير إلى الصفقات العقارية التي أبرمها الهنود في دبي خلال الفترة الأخيرة، فذكر أن أبرزها كانت الصفقة التي أبرمها الملياردير الهندي، موكيش امباني، أغنى مواطن في الهند، عندما اشترى في أغسطس الماضي فيلا بالغة الفخامة في دبي مقابل 80 مليون دولار. وذكر التقرير أن هذه الفيلا تضم 10 غرف نوم، وحمامات سباحة داخلية وخارجية، ومنتجعا صحيا. وأضاف التقرير أن امباني أتبع هذه الصفقة بأخرى أكبر قيمة في أكتوبر الماضي، حينما اشترى فيلا أخرى مقابل 163 مليون دولار، إلا أن تفاصيل هذه الصفقة ليست معلومة حتى الآن. وأفاد التقرير بأن الهنود عموماً أنفقوا خلال العام الماضي على السكن في دبي مبلغاً اجمالياً يصل إلى 4.3 مليار دولار، أي ما يزيد عن ضعف ما أنفقوه على نفس الغرض في عام 2021.
روابط تجارية
وذكر التقرير أن الروابط التجارية بين الهند والإمارات عموماً أصبحت أكثر متانةً من أي وقت مضى، وأضاف أن الهند تُعد بمثابة المصدر الرئيسي لتزويد الإمارات بالمواد الغذائية، المجوهرات والأحجار الكريمة، الجلود، الأدوية، بدائل التمويل، إلى جانب القوى العاملة. وفي المقابل، تُعد الإمارات بالنسبة للهند مصدراً مهماً لرأس المال.
وأضاف التقرير أن السفر بين الدولتين يشهد زخماً متصاعداً في الوقت الحالي، إذ يسافر العديد من رجال لأعمال الهنود من مومباي برحلات يومية إلى الإمارات بلا توقف، ويختار الكثير منهم البقاء لفترة أطول عادةً عبر إقامات ذهبية لمدة 10 سنوات. ونقل التقرير عن بانكاج جوبتا، مشرف صندوق الذي انتقل إلى دبي من دلهي قبل 25 عامًا، قوله إن الهنود قد يكونون حاضرين في وظائف متنوعة في جميع الصناعات داخل الإمارات.
وتطرق التقرير إلى منظومة الضرائب المتبعة في الإمارات، فذكر أنها تُضيف جاذبية شديدة الخصوصية للإمارات في أعين المستثمرين الهنود، ذلك أن الدولة لا تفرض أي ضرائب خاصة. وفي المقابل، تبلغ ضرائب الإيرادات الهندية 40 % . وعلاوة على ذلك، فإن الضرائب المفروضة على أرباح الشركات في الهند ليست باهظة فحسب، بل إنها محيرة أيضًا بسبب تعقيدها.