حضر سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، فعاليات النسخة الـ12 من ملتقى الاستثمار السنوي، الذي يُنظم للمرة الأولى في الإمارة تحت رعاية سموه في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك».
والتقى سموه، خلال الزيارة، نخبة من صناع القرار وقادة الأعمال والمستثمرين وممثلي المؤسسات والشركات المحلية والعالمية المتخصصة في خدمات المدن الذكية والخدمات التكنولوجية المتطورة، وتفقد سموه جناح المدينة الذكية، والذي يُعد نموذجاً لمدن المستقبل بالاعتماد على ثلاث ركائز للاستدامة، تشمل الجوانب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية.
كما شملت جولة سموه زيارة جناح دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، حيث استمع إلى شرح حول خطط شركات اليونيكورن الناشئة، والتي يبلغ إجمالي قيمتها 4 مليارات دولار، في استكشاف فرص الاستثمار وتأسيس عملياتها في أبوظبي.
وزار سموه أيضاً منطقة الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة التي تشارك فيها 190 شركة من 80 دولة تحت مظلةHub71، منظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي.
ورافق سموه خلال الجولة كل من معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، وأحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، وسيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
وقال أحمد جاسم الزعابي، بهذه المناسبة: «إن التغيرات الواسعة التي تؤثر على الاقتصاد العالمي وتُعيد تشكيله تدفعنا لجمع أبرز الجهات المؤثرة في الاقتصاد العالمي لمناقشة ووضع استراتيجيات التوجهات الاقتصادية لبحث الفرص المتاحة».
وأضاف: «إن اقتصاد الصقر في أبوظبي يواصل تحقيق المزيد من الإنجازات، حيث تؤكد بيانات الناتج المحلي الإجمالي التي أُعلن عنها أخيراً تنافسية وقوة ومرونة اقتصاد أبوظبي، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بنسبة 9.3 % خلال العام الماضي (2022)، مواصلًا تصدره لمعدلات النمو بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
اليوم الثالث
وواصل ملتقى الاستثمار السنوي 2023 يومه الثالث والأخير في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بمشاركة أكثر من 600 متحدث في أكثر من 160 جلسة حوارية.
وشهد اليوم الثالث من الملتقي عقد جلسة بعنوان «الشركات الصغيرة والمتوسطة: مبادرة تمويل المناخ المستدام»، والتي تقدم نهجاً جديداً لتمويل مشاريع البنية التحتية والزراعة المستدامة في الاقتصادات الناشئة.
كما يتضمن اليوم الثالث تسليط الضوء على نماذج حية لخطط التمويل الهجين بعنوان «الاقتصادات الرقمية: الجيل الرابع من تطوير الأدوات والمنصات المناسبة» والتي تناقش استخدام أفضل التقنيات الجديدة والتقنيات المبتكرة، إضافة إلى جلسة تحت عنوان «الشركات الصغيرة والمتوسطة: استكشاف الاستثمارات في المشهد الدولي» وجلسة «التكيف مع الاحتياجات والتوقعات المتطورة» التي تطرح على بساط البحث تحديات وفرص الاستثمار في الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وناقشت جلسة «الشركات الصغيرة والمتوسطة: اتجاهات عام 2023 - في مجالات تطبيق الأعمال الذكية والابتكار والشمولية والاستدامة في مدن المستقبل» الاتجاهات الجديدة ومسارات الاستثمار للشركات الصغيرة والمتوسطة في مدن المستقبل.
وشهدت جلسة «استثمر في أبوظبي، إنشاء مجمع لمراكز البحث والتطوير» حضوراً كبيراً وسلطت الضوء على أبوظبي كمركز عالمي للبحث والتطوير؛ وتحدث فيها كل من بريتاني ماكدونو، رئيس إدارة العلاقات في مكتب أبوظبي للاستثمار، وهيثم الصبيحي، المدير التنفيذي بالإنابة لمكتب أبوظبي للاستثمار ومنصور المرر، نائب الرئيس لتطوير الأعمال الصناعية، مجموعة كيزاد، وأمير العوضي مدير المنطقة الحرة بمدينة مصدر بالإنابة، وخالد بن هادي، العضو المنتدب لشركة سيمنز للطاقة، وأليكس أليبر، الرئيس التنفيذي لشركة انسيليكو الطبية، وفادي السبيطي، المدير العام لشركة «اروفارمز».
وشدد واي لوم كووك، المدير التنفيذي في سلطة التسجيل بسوق أبوظبي العالمي، على أهمية قيام الشركات بتصميم المنتجات الممتثلة منذ اليوم الأول والتفكير على المدى البعيد لتحديد الفرص، وقد اكتسب سوق أبوظبي العالمي سمعة عالمية وحقق نجاحاً في ضمان النزاهة والاستقرار وقدرته التنافسية في السوق العالمية.
حزم تحفيزية
وأكد راشد عبدالكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، أن الإمارة نجحت في تهيئة بيئة استثمارية تنافسية ومرنة من خلال إطلاق حزمة من المبادرات التحفيزية بما يعزز من مكانة الإمارة على خارطة الاستثمار العالمي والإقليمي.
وقال وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي في تصريحات على هامش فعاليات ملتقى الاستثمار، إن التعديلات التي شهدها قانون الشركات من حيث السماح للمستثمرين ورواد الأعمال بتأسيس الشركات وتملكها بشكل كامل 100 % في الأنشطة الاقتصادية يشكل طفرة كبيرة في التشريعات المنظمة لحركة الاستثمارات الأجنبية، ويفتح المجال أمام المستثمرين الأجانب لاغتنام العديد من الفرص الاقتصادية الواعدة ضمن النشاط الاقتصادي.
وقال إنه منذ إطلاق برنامج الابتكار التابع لمكتب أبوظبي للاستثمار خلال عام 2020 نفخر بدعم أكثر من 40 شركة مبتكرة وقد خصصنا 1.3 مليار درهم في شكل حوافز لمساعدة تلك الشركات على التوسع في أبوظبي.
وحول الحوافز والممكنات الاستثمارية التي توفرها إمارة أبوظبي لتأسيس الأعمال، قال وكيل دائرة التنمية الاقتصادية، إن أبوظبي واصلت خطواتها الحثيثة نحو تعزيز جاذبيتها من خلال تحديث وتوسيع خيارات الإقامة وتأشيرات الدخول وبما ينسجم مع تعزيز تنافسيتها العالمية ويزيد من فرص استقطاب المستثمرين ورواد الأعمال، ومن ناحية أخرى، وفي خطوة تستهدف تعزيز شفافية مناخ الاستثمار وتخفيف الأعباء الإدارية على المستثمرين، خفضت الإمارة رسوم تأسيس الأعمال التجارية في أبوظبي بنسبة 94 % لتصبح 1000 درهم، كما تم تخفيض رسوم تجديد الرخص التجارية إلى 1000 درهم.
في غضون ذلك، أعلن جيمس زان، مدير منتدى الاستثمار العالمي للأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، عن إطلاق فعاليات منتدى الاستثمار للأونكتاد 2023، على أن يقام في شهر أكتوبر المقبل تحت شعار «الاستثمار في التنمية المستدامة»، وسيضم قادة حكومات ورؤساء تنفيذيين عالميين وغيرهم من صناع القرار في قطاعات الاستثمار المختلفة.
استثمارات صينية
وأكد مسؤولون في شركات صينية عزمهم ضخ استثمارات في مشاريع جديدة بالإمارات مستهدفين 3 قطاعات رئيسية هي، التكنولوجيا المتقدمة، والطاقة النظيفة، وتجارة الألماس.
وقال المسؤولون، في تصريحات خلال مشاركتهم في ملتقى الاستثمار السنوي، إن الهدف من ضخ استثمارات جديدة هو توسيع نطاق أعمالنا وزيادة استثماراتنا في منطقة الشرق الأوسط، واصفين مناخ الاستثمارات في الإمارات بأنه جاذب للشركات ورؤوس الأموال الأجنبية. وأعرب هؤلاء عن أملهم في الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها دولة الإمارات التي تتميز ببنية تحتية متطورة ودعم حكومي لامحدود للمستثمرين ورجال الأعمال.
وأكد جانغ لونغ دونغ مدير شركة «شارب لايت»، أن أكثر من 30 شركة صينية من مقاطعة شنجن، شاركت في ملتقى الاستثمار السنوي لاستكشاف الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات.
وقال دونغ إن التكنولوجيا المتقدمة في الإمارات هي واحدة من القطاعات الرئيسية التي توليها الشركات الصينية اهتماماً كبيراً، حيث تركز على تطوير وتطبيق حلول التكنولوجيا الذكية، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات، مشيراً إلى أن ملتقى الاستثمار السنوي يشهد تفاعلاً واسعاً من جانب الصينيين في ظل التعاون المتنامي بين البلدين.
من جانبه، أكد دونغ فانغ مينغ مدير شركة «بريتون»، عن نية الشركة بناء مجمع صناعي جديد للطاقة المتجددة في الإمارات باستثمارات تناهز ملياري دولار، وذلك بهدف الاستثمار في الآلات الكهربائية والصناعات الكهروضوئية، وتحديداً في الخلايا الشمسية الأكثر تقدماً.
تعاون الإمارات والكونغو
وأعلن ملتقى الاستثمار السنوي في دورته الثانية عشرة أن جمهورية الكونغو الديمقراطية ودولة الإمارات ستتعاونان في العديد من المشاريع بالتركيز على التعاون الاقتصادي والاستثمار والبنية التحتية. وبحثت المناقشات بين المتحدثين طرق تعزيز علاقات الاستثمار إلى جانب المساعدات الإنسانية.
وترأس اللقاء علي رامي، شريك عام في الاستثمارات الدولية الإنسانية بالإضافة إلى العديد من المتحدثين البارزين من بينهم، ماري نجيكا اوبومبو، سفيرة جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى دولة الإمارات، وراشد الطنيجي، مدير إدارة الترويج التجاري في وزارة الاقتصاد. وفي ختام المنتدى أكد الجانبان أهمية هذه الشراكة، حيث إنها تفتح الفرص للاستثمار التجاري والذي سيعود بالنفع للجانبين.