أكد خبراء في الأمن السيبراني أن نجاح المبادرات الاستباقية والنهج التعاوني، اللذين تعتمدهما حكومة الإمارات في التصدي للهجمات السيبرانية برهن على القدرة على تحصين القطاعات الحيوية والبنى التحتية الحساسة ضد التهديدات المتزايدة في الفضاء السيبراني، مشيرين إلى انخفاض الهجمات السيبرانية، التي تتعرض لها الإمارات بنسبة 70%، خلال الأشهر الأولى من العام الجاري.
وحذر الخبراء في المقابل الأفراد والشركات من التهاون في تعزيز دفاعاتهم ضد الهجمات السيبرانية، مؤكدين أن الدعوة التي وجهها مجلس الأمن السيبراني في الإمارات الأسبوع الماضي إلى الشركات لأخذ مزيد من الحيطة والحذر من أي تهديدات سيبرانية محتملة، هي تذكير محمود بأن الأمن السيبراني لا يزال يشكل تحدياً ولا بد من التعامل معه كأولوية على المستوى التنظيمي.
وكان «مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات» نبه الأسبوع الماضي جميع المؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من أي هجمات سيبرانية، تستهدف البنية التحتية والأصول الرقمية الوطنية.
نهج تعاوني
وقال حميد قريشي، مدير المبيعات الإقليمي في شركة «إنتراست»: إن أبحاث الشركة تشير إلى انخفاض الهجمات السيبرانية بنسبة 70% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، ما يبرهن على نجاعة النهج القائم على التفكير المستقبلي والنهج التعاوني اللذين تعتمدهما حكومة الإمارات في إدارة تهديدات الأمن السيبراني.
ولفت قريشي في المقابل إلى أن «مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات» لأخذ الحذر من الهجمات السيبرانية تؤكد ضرورة عدم التهاون أو التراخي أمام هذا التهديد الخبيث أو الاستخفاف بضرورة تعزيز استراتيجيات الحماية في المجال السيبراني، موصياً باتباع نهج الثقة الصفرية، استناداً إلى مبدأ «لا تثق أبداً- تحقق دائماً»، والذي يسعى إلى الدفاع بشكل استباقي ضد التهديدات المتزايدة التعقيد.
وأضاف: «في مؤشر إيجابي على استعداد الإمارات للتحول التام إلى اقتصاد رقمي تشير أبحاثنا كذلك إلى أن 90% من المجيبين يستعملون هوية الإمارات الرقمية في تعاملاتهم، وذلك لأنها تخلصهم من صعوبات تذكر كلمات المرور، وأنهم مستعدون لتقبل أشكال أفضل للمصادقة على هويتهم. ووجدنا أيضاً أن المقاييس الحيوية في صدد التغلب على كلمات المرور، إذ ذكرت نسبة 88 % من المجيبين أنهم يفضلون اختيار المصادقة بالمقاييس الحيوية في نصف الأحيان على الأقل، ويشكل ذلك خير دليل على أهمية المبادرات والاستراتيجيات المستمرة، التي تنفذها الحكومة بغية تعزيز الرقمنة على مستوى مؤسسات القطاعين العام والخاص على حد سواء».
تيقظ وامتثال
من جانبه، قال جوني كرم، المدير العام ونائب الرئيس الإقليمي للأسواق الناشئة الدولية في «فيريتاس تكنولوجيز»: إن دعوة مجلس الأمن السيبراني لدى حكومة الإمارات الأسبوع الفائت، لأخذ الحيطة والحذر ضد الهجمات السيبرانية، تشكل تذكيراً ضرورياً للمؤسسات، التي تحتاج لإعادة النظر في استراتيجية إدارتها للبيانات، وضمان اتخاذ التدابير المناسبة واعتماد السياسات المرعية لحمايتها.
وأكد أن المزيد من التيقظ والامتثال يضمن للإمارات بقائها على خريطة التطور التكنولوجي والتأكد من أمنها السيبراني على حد سواء.
وأضاف جوني كرم: «ومع ذلك، وفي ظل تغلغل التكنولوجيا بوتيرة متزايدة في شتى مفاصل حياتنا اليومية من المتوقع أن تستمر الهجمات السيبرانية، وأن تزداد تعقيداً. وعلى الرغم من الفوائد الهائلة للرقمنة، تواجه الشركات، التي تفتقر لاستراتيجية قوية للامتثال لحماية البيانات، صعوبة في إدارة بياناتها بفعالية.
ريادة رقمية
وينصب تركيز الإمارات بقوة على تحويل مدينة دبي لعاصمة الريادة والاقتصاد الرقمي في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، بحلول العام 2031، وذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وبما أن التكنولوجيا، التي تقف خلف الهجمات السيبرانية تتقدم بالوتيرة نفسها كما تلك المستخدمة لتحصين الفضاء الرقمي ضدها، تمثل مواكبة الأمن السيبراني تحدياً مستمراً».