قرع معالي محمد بن هادي الحسيني وزير دولة للشؤون المالية جرس افتتاح التداول في بورصة ناسداك دبي، إيذاناً بإدراج وتداول أول إصدار من صكوك الخزينة الإسلامية T-Sukuk المقومة بالدرهم، والتي أصدرتها دولة الإمارات ممثلة بوزارة المالية جهة مصدرة، وبالتعاون مع المصرف المركزي وكيلاً للإصدار والدفع، مع معيار قياسي لحجم المزاد يصل إلى 1.1 مليار درهم.
ويتضمن إصدار صكوك الخزينة الإسلامية T-Sukuk المقومة بالدرهم سلسلة من الإصدارات لصكوك الخزينة الإسلامية، وذلك لاستقطاب فئة جديدة من المستثمرين لرفد استدامة النمو الاقتصادي، وتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية للدولة، والمساهمة في توفير أصول إسلامية عالية الجودة وبأسعار تنافسية، الأمر الذي يدعم بدوره مصرف الإمارات المركزي في إدارة السيولة، ضمن القطاع المصرفي، ويرفع حجم الاستثمارات المالية، بما ينعكس إيجابياً على اقتصاد الدولة والبيئة الاستثمارية، ودخل الفرد والدخل القومي الإجمالي.
وتمت مراسم قرع الجرس بحضور مسؤولين من وزارة المالية، ومصرف الإمارات المركزي، وناسداك دبي، والرؤساء التنفيذيين للبنوك الثمانية الرئيسية المشاركة، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين من مختلف الجهات ذات العلاقة.
وحقق الإصدار الافتتاحي لبرنامج صكوك الخزينة الإسلامية T-Sukuk طلباً قوياً من قبل الثمانية بنوك الموزعين الأساسيين، حيث تم استلام عطاءات بقيمة 8.3 مليارات درهم، متجاوزة حجم الاكتتاب بواقع 7.6 مرات، وتوزعت الطلبات على صكوك الخزينة الإسلامية بالدرهم، عبر كل من الشريحتين، لتحقق صكوك أجل عامين 550 مليون درهم، وصكوك أجل 3 أعوام 550 مليون درهم، وبإصدار إجمالي 1.1 مليار درهم، وسيتم إصدار الشرائح الأخرى من صكوك الخزينة الإسلامية بفترات متنوعة، تصل إلى 5 أعوام بشكل مبدئي، كما سيليها إصدار شريحة لمدة عشرة أعوام في وقت لاحق.
وأشار معالي محمد بن هادي الحسيني إلى أن إصدار صكوك الخزينة الإسلامية المقومة بالدرهم الإماراتي يسهم في توسيع نطاق الصيرفة الإسلامية، حيث يعد إحدى أبرز أدوات إدارة السياسة النقدية والسيولة لتمويل البرامج والمشاريع التنموية، كما أنه يوفر شهادات وأوراق مالية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، للتداول في السوق الثانوية جنباً إلى جنب مع الموزعين الأساسيين، وبما يعكس العائد الحالي على الاستثمار، وستسهم هذه الصكوك في تحفيز سوق الأوراق المالية بشكل عام، وتعزيز قاعدة الأوراق المالية الإسلامية بشكل خاص، موفراًً بدائل استثمارية آمنة ومجزية تستقطب شرائح جديدة من المستثمرين المحليين والدوليين.
وأكد أن النتائج القياسية، التي حققها المزاد الأول ما هي إلا تأكيد جديد على الجدارة الائتمانية، التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة كونها واحدة من الاقتصادات الأكثر تنافسية وتقدماً في العالم، معززة مكانتها وجهة استثمارية رائدة في مجال الاقتصاد الإسلامي، وقال: يشكل إصدار صكوك الخزينة الإسلامية خطوة جديدة نحو تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة للدولة، حيث يسهم في تطوير السوق المالي والبيئة الاستثمارية في الدولة، عبر استقطاب الاستثمارات المالية، وتنشيط القطاع المالي والمصرفي المحلي، لتنويع مصادر التمويل، الأمر الذي يعزز بدوره من مكانة الدولة مركزاً دولياً للاقتصاد الإسلامي.
تنويع أسواق المال
وقال معالي خالد محمد بالعمى، محافظ المصرف المركزي: يسهم الإصدار الأول من برنامج صكوك الخزينة الإسلامية T-Sukuk المقومة بالدرهم، في ترسيخ المكانة التنافسية للدولة مركزاً مالياً عالمياً متقدماً، انطلاقاً من قدراته على تنويع أنشطة أسواق المال، وتعزيز البنية التحتية لدعم الخيارات والبدائل الاستثمارية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتوطيد متانة النظام المالي واستقراره، ورفع حجم الاستثمارات المالية، والارتقاء بثقة المستثمرين المحليين والعالميين بالنظام المالي للدولة، مما يؤدي إلى تنمية القطاع المالي برؤية استراتيجية، وتكريس الدور الريادي للإمارات في الاقتصاد الإسلامي العالمي.
وأضاف: إن النجاح القياسي، الذي حققه المزاد الأول لإصدار الصكوك الإسلامية المقومة بالدرهم، يثبت فاعلية السياسات المالية والاقتصادية السليمة، وقوة الجدارة الائتمانية وكفاءة القطاع المالي للدولة، والبيئة الاستثمارية المحفزة التي تحظى بها عالمياً، والقادرة على تنويع البدائل الاستثمارية والمالية، ومواصلة النمو المستدام وفق الرؤى والخطط المستقبلية. إننا سعداء بشراكتنا مع وزارة المالية في تطوير السوق المالي، والارتقاء ببيئة الاستثمار في الدولة.
تطور مهم
وقال حامد علي، الرئيس التنفيذي لسوق دبي المالي وبورصة ناسداك دبي: يمثل الإصدار تطوراً مهماً لأسواق رأس المال في دولة الإمارات، حيث يعمل على جذب المزيد من فئات الاستثمار المتنوعة إلى الدولة، ويوفر أداة استثمارية مهمة للخدمات المصرفية الإسلامية، كما يسهم هذا الإصدار اليوم في تعزيز مكانة دبي واحدة من أكبر المراكز لإدراج وتداول الصكوك على مستوى العالم، حيث بلغ إجمالي قيمة الصكوك المُدرجة في دبي 77.67 مليار دولار، مما يفسح المجال أمام المستثمرين الإقليميين والدوليين لتعزيز روابطهم مع حكومة الإمارات، إلى جانب توسعة خياراتهم الاستثمارية في الدولة، وتدعم مهمتنا استراتيجية مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي الطموحة نحو تطوير سوق قوي للدخل الثابت في الدولة، عبر تزويد المستثمرين بفرص الاستثمار في الإصدارات السيادية وبمعيار أكثر فعالية لمنحنى العوائد على أدوات الدين.
وتشمل قائمة الموزعين الأساسيين، الذين يتولون مهمة تطوير السوق الثانوية ثمانية بنوك هي: مصرف أبوظبي الإسلامي، وبنك دبي الإسلامي، وبنك أبوظبي التجاري، وبنك الإمارات دبي الوطني، وبنك أبوظبي الأول، وبنك المشرق، وبنك إتش إس بي سي، وستاندرد تشارترد.