أفادت صحيفة «ذا إيكونوميك تايمز» الهندية أن دبي تقف شامخة في الصدارة متفوقة على غيرها باعتبارها خيار السياح الدوليين المفضل وفق أحدث المؤشرات، حيث تبوأت المدينة المركز الأول كأفضل وجهات العالم للمسافرين عام 2022 وحققت 29.4 مليار دولار من إنفاق السياح الدوليين.

ورأت الصحيفة أن سر نجاح دبي يكمن في قدرتها باستمرار على تصميم خدمات تلبي رغبات المسافرين المتزايدة دوماً، فسواء كانت تقدم وسائل راحة عالمية المستوى، أو تجارب لا تنسى، أو تتبنى ممارسات السياحة المستدامة لحماية البيئة، لا تتوقف المدينة أبداً عن إبهار ضيوفها بقدرتها التي لا مثيل لها على التكيف.

رأس القائمة

كما رأت الصحيفة أن التزام المدينة في وضع معايير للقطاع في مجال السياحة المستدامة الرائدة مع تزايد عدد المستهلكين الذين يبحثون عن خيارات سفر صديقة للبيئة، والتزامها بالضيافة المسؤولة يضمن بقاءها على رأس القائمة للوجهات التي يتمنى الجميع زيارتها.

وفي إشارة إلى ازدياد شعبية السياحة المستدامة، لفتت «ذا إيكونوميك تايمز» إلى دراسة أجريت حديثاً على أكثر من 11 ألف مسافر من 11 دولة، حيث أفاد 90% منهم بأنهم يبحثون عن خيارات مستدامة أثناء السفر، وتأكيد أكثر من نصفهم أنه يتجاهل الوجهة أو وسيلة النقل التي يبدو التزامها بالبيئة مشكوكاً بأمره. كما نقلت عن مصممة المجوهرات الهندية المدافعة عن الاستدامة، كافيا سيث، قولها إنها تحرص على التنقل في مترو دبي، وتحجز إقامتها فقط في الفنادق التي تتبنى ممارسات صديقة للبيئة.

واعترافاً بالوعي البيئي المزدهر بين مسافري العصر الجديد الذين يمنحون الأولوية للسياحة المسؤولة، لفتت الصحيفة إلى التزام واضعي القوانين في دبي بجعل المدينة وجهة مستدامة وجذابة للجميع، ومن بين المبادرات إعلان مبادرة «دبي للسياحة المستدامة» التي قدمت 18 ألف ساعة من التدريب لأصحاب المصلحة والشركاء، وفق الصحيفة، كذلك إلى إطلاق دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي أداة حاسبة الكربون لمساعدة الفنادق على تتبع وإدارة بصمة الكربون في الوقت الفعلي، ما يتماشى مع استراتيجية الحياد الكربوني بحلول 2050 وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وأفادت الصحيفة بأنه في الوقت الذي تستعد دبي لاستضافة «كوب 28» في وقت لاحق من هذا العام، فإن هذه الخطوة تضعها في صدارة وجهات السياحة المستدامة.

حلول مستدامة

ومن الفنادق التي تتبنى الاستدامة، لفتت الصحيفة إلى فندق «ذا إتش دبي» الذي حاز على شهادة المفتاح الأخضر من مجلس الإمارات للأبنية الخضراء بفضل التزامه الثابت بالاستدامة.

ونقلت عن مديره العام، صوفي بلونديل، كيفية دمج الفندق الممارسات المستدامة في عملياته، حيث قالت: استثمرنا في منتج حيوي متطور «باور نوت أل إف سي - 100» والذي يحول النفايات العضوية إلى مياه مستصلحة تثري المناظر الطبيعية للممتلكات، وقد قام بمعالجة 1830 كيلوغراماً من النفايات مما قلل من انبعاثات الكربون بمقدار 3.9 أطنان، لافتة إلى أن البيانات التي تم إنشاؤها تساعد الفندق من خلال جهاز التحلل الحيوي في تحديد مناطق نفايات الطعام وتنفيذ تدابير لتعزيز كفاءة المطابخ في الفندق.

وأشارت بلونديل إلى تركيب أنظمة موفرة للمياه في غرف الفندق والتشجيع على إعادة استخدام المناشف والبياضات للحفاظ على الموارد، ومنح الضيوف قسائم كمكافآت يمكن استبدالها في منافذ تناول الطعام بالفندق، مع إسهام أنظمة مراقبة الطاقة والتحكم في تقليل استخدام الطاقة، فضلاً عن مكافأة الموظفين الذين يظهرون التزاماً استثنائياً تجاه الاستدامة.

وأوضحت أن الفندق تعاون مع شركة تصنيع مستدامة في دبي لتحويل البلاستيك المستعمل إلى ملابس وإكسسوارات فاخرة، ويشارك بنشاط في برنامج «صابون من أجل الأمل» والذي يمكن المجتمعات المحلية من خلال إعادة تدوير الصابون والمنظفات.