أكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، أن دولة الإمارات رسّخت بنية تحتية رقمية متقدمة، لتوسيع الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي، وتسريع عمليات التحوّل الرقمي في مختلف مجالات العمل، لتطوير فرص جديدة، وتأسيس اقتصاد معرفي مبني على تقنيات المستقبل، لتحسين حياة أفراد المجتمع.
جاء ذلك بمناسبة مشاركة دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، ومجموعة من شركائها من القطاعين الحكومي والخاص، في سلسلة فعاليات أوروبية، من خلال معارض تقنية متخصصة، لدعم تحقيق أجندة دبي الاقتصادية D33 الطموحة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مطلع العام الحالي.
وأشار معالي عمر العلماء إلى حرص دولة الإمارات ودبي على تعزيز شراكاتهما الدولية، والتعاون الوثيق مع مختلف الجهات العالمية الرائدة في مجال القطاع التكنولوجي، والتقنيات الرقمية المتقدمة، وتشجيع ودعم الشركات الناشئة، لدورها الكبير في تطوير الاقتصاد الرقمي، من خلال الفعاليات التي تنظمها.
وتُعدّ فرصة مثالية لمناقشة عناصر التحوّل الاقتصادي، وخطط تسريع النمو والابتكار، ومشاركة قصص النجاح، وأفضل الممارسات، لضمان الازدهار العالمي في هذا المجال، ما يرسخ مكانة دبي بين أفضل المدن اقتصادياً في العالم.
وشارك في الفعاليات، التي أُقيمت على مدار أسبوعين، عمر العلماء، ونحو 200 ألف تقني عالمي، والعديد من كبار قادة التكنولوجيا والأعمال في دولة الإمارات.
وممثلون عن القطاع الخاص، وشملت الفعاليات: قمة جنوب مدريد، وأسبوع لندن للتقنية، و«فيفا تيك» للتكنولوجيا VivaTech في باريس. وجاءت المشاركة لتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار، وكذلك استقطاب رواد الأعمال والمستثمرين والموهوبين من جميع أنحاء العالم.
كما انضم إلى دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، العديد من الشركاء الرئيسين في هذا المجال، بما في ذلك كبار ممثلي المناطق الحرة الرائدة، وشركات رأس المال المخاطر، وحاضنات الأعمال، وشركات التكنولوجيا الناشئة، والشركات الكبرى في دبي، والذين التقوا بآلاف المشاركين خلال الاجتماعات المختلفة، والأنشطة التفاعلية في جناح المعرض.
آفاق جديدة للتعاون
وأكد هادي بدري، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتنمية الاقتصادية، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، أن مشاركة دبي في قمة جنوب مدريد، وأسبوع لندن للتقنية، و«فيفا تيك» في باريس، فتحت آفاقاً جديدة للتعاون التجاري العابر للحدود، ما يسهم في تسريع نمو الاقتصاد الرقمي في دبي.
وبالتالي، تعزيز مكانتها كمركز عالمي رائد للابتكار، فضلاً عن زيادة الاهتمام بدبي، باعتبارها المكان المفضل لتعزيز النمو خلال المراحل المقبلة، تماشياً مع طموحات أجندة دبي الاقتصاديّة D33، وقال:
«بدعم من شركائنا، عرضنا منظومة دبي التكنولوجية، وفرص النمو المتاحة، لا سيما أن الإمارة تسير بخطى واثقة نحو استراتيجياتها المستقبلية، وتسريع وتيرة النمو المستدام لرواد القطاع الرئيسين الحاليين والمستقبليين».
وأضاف: «شهدنا استجابة كبيرة خلال هذه الفعاليات، الأمر الذي يعكس الثقة المتزايدة بدبي على الساحة العالمية، باعتبارها الوجهة الأولى للشركات التي تقود الابتكار والاقتصاد الرقمي والتقنيات المتقدمة. وسيُسهم هذا المستوى العالي من الاهتمام في تحقيق أهدافنا، من خلال المناقشات، وجهود التوعية لجذب الشركات والمستثمرين العالميين والموهوبين إلى دبي».
مذكرة تفاهم
وعلى هامش هذا الحدث في العاصمة البريطانية، وقّعت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، مذكرة تفاهم مع «لويدز»، أكبر سوق للتأمين وإعادة التأمين في العالم، بهدف تعزيز مكانة دبي كمركز إقليمي لشركات التأمين وإعادة التأمين، الحريصة على تبني الابتكار في عملياتها وخدماتها.
وستمنح الشراكة الاستراتيجية، الشركات الناشئة في دبي، إمكانية الوصول إلى مسرّع مختبر لويدز الحائز على العديد من الجوائز في لندن، وتزويدهم بمزيد من المعرفة والأدوات، لبناء وتوسيع نطاق المنتجات والحلول الجديدة القائمة على التكنولوجيا.
كما سيعود البرنامج بالفائدة على الشركات الناشئة الدولية، التي تعدّ جزءاً من المختبر، ما يتيح لهم الوصول إلى الدعم المخصص لإنشاء عمليات في دبي، والاستفادة من فرص النمو في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
مشاركات واسعة
وترأّس وفد دبي إلى «فيفا تيك» معالي عمر العلماء، حيث ضمّ الوفد هادي بدري، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتنمية الاقتصادية، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، والدكتور مروان الزرعوني مستشار استراتيجي في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وصقر بن غالب، المدير التنفيذي لمكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد.
وسعيد النوفلي مدير حاضنة الأعمال «إن 5»، وممثلين عن مركز دبي التجاري العالمي، و«شركاء المبادرات في الشرق الأوسط»، ومدينة دبي للإنترنت، ومركز انطلاق، وديتك فينتشر، و«ديتيكتيوم»، و«غرامبل»، و«بانتجو».
«فيفا تيك» للتكنولوجيا
واستضاف «فيفا تيك» للتكنولوجيا في باريس، أكثر من 150 ألف مشارك من 174 دولة، بما في ذلك 2800 عارض، و2400 شركة ناشئة، ليقدم الحدث فرصة فريدة للشركاء في المنظومة التكنولوجية في دبي، للالتقاء بالشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، وأصحاب رؤوس الأموال، والمستثمرين والموهوبين من مختلف أنحاء العالم، وكذلك تسليط الضوء على الأدوار الرئيسة التي تلعبها التقنيات المتقدمة والاستدامة في دعم أجندة دبي الاقتصادية D33.
وسلّطت الجلسات النقاشية التي قادها فريق دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، إلى جانب وفد الإمارة المشارك في الفعاليات العالمية الثلاث، الضوء على أجندة دبي الاقتصاديّة D33، باعتبارها خارطة طريق لتسريع النمو والابتكار.
وقدمت هذه الجلسات والمناقشات، رؤى قيّمة حول كيفية تخطيط دبي لمضاعفة ناتجها المحلي الإجمالي على مدى العقد المقبل، وإنشاء ممرات تجارية جديدة، ودعم نمو 30 شركة في القطاعات الجديدة، لتكون شركات «يونيكورن» عالمية، وبالتالي، وضع الإمارة لتكون ضمن أكبر 3 مدن اقتصادية في العالم.
وحضر قمة جنوب مدريد 17000 شخص، بما في ذلك 650 متحدثاً بارزاً، وأكثر من 6500 شركة ناشئة، و6000 مدير تنفيذي، و2000 مستثمر، بإجمالي 326 مليار دولار قيمة الصناديق الاستثمارية، التي يتم إدارتها من خلالهم.
ووفرت القمة منصة مثالية للجهات المعنية في دبي، بما في ذلك كبار المسؤولين من مجموعة تيكوم ودائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، لإقامة علاقات عمل، وتوثيق شبكة الاتصال بممثلين رفيعي المستوى من قطاع الأعمال الإسباني، والتعرف إلى منظومة ريادة الأعمال في إسبانيا، والتواصل مع الشركات المستهدفة المستعدة لتوسيع نطاق أعمالها التجارية في دبي.
أسبوع لندن
كما شهد أسبوع لندن للتقنية، حضور أكثر من 30 ألف مشارك، مع مواصلة هذا الحدث الدولي النمو، وجذب مجموعة متنوعة من الشركاء والمستثمرين.
وكذلك الإسهام في تمكين التعاون المشترك عبر القطاع. وقد مثّل دبي فيه ممثلون رفيعو المستوى من دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، ومركز دبي المالي العالمي، ومركز دبي للسلع المتعددة، وجلوبال فينتشرز، وأسترولابز، وأسترا تيك، و«Fero.AI»، و«Tenderd»، حيث شاركوا في العديد من المناقشات مع قادة القطاع من الأسواق العالمية.