أكد جيروم دروش، الرئيس التنفيذي لقسم الصحة المنزلية والخدمات الصحية لدى شركة «سيغنا» العالمية، أن دبي توفر للمقيمين على أرضها وللقادمين إليها مستوى متميزاً من الرفاهية ، حيث رسخت الإمارة مكانتها وجهة عالمية للأمن والراحة، وهو ما ينعكس في الإقبال المتزايد من جانب عدد كبير من مختلف أنحاء العالم على الانتقال إلى دبي للعيش فيها بصفة دائمة.

وقال دروش، في مقابلة مع «البيان»، إن دبي تحتل مكانة متقدمة في مختلف المؤشرات الدولية التي ترصد مستويات الرفاهية التي ينعم بها السكان، سواءً كانوا إماراتيين أم مقيمين وحتى الزائرين، ومنها «استطلاع سيغنا 360 للصحة والعافية».

وأضاف دروش: «تقدّم دبي جودة حياة عالية للقادمين إليها، وتشتهر بأنها المدينة الأكثر نشاطاً حول العالم، حيث تمتلك اقتصاداً ديناميكياً وموقعاً جغرافياً استراتيجياً ونمط حياة لا نظير له. وحقق اقتصاد الإمارة المزدهر، الذي تقوده الاستثمارات الحكومية الضخمة ومكانة المدينة بوصفها مركزاً مالياً، تأثيراً هائلاً على القادمين إليها .

وحددت حكومة الإمارة هدف الوصول إلى 5.8 ملايين شخص بحلول عام 2040، وتخطط لتوسيع كبير للمدينة ضمن استراتيجيتها للتنويع الاقتصادي. ويضيف الأداء الاقتصادي القوي لدبي، إلى جانب خطط النمو الطموحة، جاذبية إلى دولة الإمارات بوصفها وجهة عالمية مفضلة.

وتابع : احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، والثامنة عالمياً من حيث استقطاب الوافدين، بحسب آخر إصدار حتى الآن من «استطلاع سيغنا 360 للصحة والعافية».

وبحسب نتائج الاستطلاع، يُعزى هذا المركز المتقدم الذي نالته الإمارات إلى عدة عوامل، تدعمها عدة إحصاءات مهمة؛ إذ يقيم القادمون الذين ينتقلون إلى الإمارات مدة أطول من نظرائهم في الدول الأخرى، حيث يبلغ متوسط مدة إقامتهم في الإمارات 4.4 سنوات، ما يعد أعلى بكثير من المعدل العالمي البالغ 3.2 سنوات، وتعكس فترة الإقامة الأطول تلك جودة الحياة والمداخيل المالية الأفضل وسوق العمل الأكثر استقراراً في الدولة مقارنة مع الدول الأخرى، كما تعد الإمارات وجهة مثالية للخيارات الوظيفية التي تقدمها، حيث انتقل 40 % من الموظفين في الإمارات إلى وظائف مختلفة خلال عام 2021، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 24 %». وأعرب 55 % من المقيمين في الدولة عن رغبتهم في تغيير وظائفهم خلال الأشهر الـ12 المقبلة، التي تعد نسبة أعلى من المعدل العالمي البالغ 36 %.

 

نقلات نوعية

وخلال العقد الماضي، حققت الحكومة نقلات نوعية عززت من جاذبية الدولة، سواء من حيث سهولة ممارسة الأعمال التجارية فيها، أو بصفتها وجهة عالمية للسفر والسياحة؛حيث تنعم الدولة باقتصاد مزدهر ومستقر، بفضل الاستثمارات الحكومية الهائلة.

كما تعد الإمارة مركزاً مالياً رائداً في المنطقة، ما يسهم في استقطاب عدد كبير من الوافدين كل عام. كما ارتفع عدد سكان دبي من 3.3 ملايين عام 2019 إلى أكثر من 3.5 ملايين العام الماضي، بعد الجائحة.

 

مسؤولية اجتماعية

وعن مدى التزام الشركات في دبي بمبدأ المسؤولية الاجتماعية، قال دروش: تعمل شركات دبي بشكل متزايد على إعطاء الأولوية لرفاهية الموظفين من خلال توفير بيئة عمل داعمة، وتعزيز التوازن بين العمل والحياة وفق ترتيبات مرنة، وإتاحة الوصول إلى مصادر الصحة النفسية ودعم النشاط البدني.

وبهدف تحسين الصحة النفسية ومعالجة الإرهاق، يتيح عدد متزايد من الشركات فرص التعلم المستمر والتحديات والتطوع وبرامج العافية المالية.

وتدرك هذه الشركات مخاوف الخصوصية وعقبات التواصل، حيث تركّز على المناهج المستندة إلى تلقي الملاحظات والاعتماد طويل المدى، فعلى سبيل المثال، أطلقت «سيغنا للرعاية الصحية»، أخيراً، حملة بعنوان «التعهد بنسبة 5 %»، التي تدعو الرؤساء التنفيذيين وقادة الأعمال ومديري الأفراد للالتزام علناً بتخصيص 5 % من ساعات عملهم السنوية لتعزيز التحول في الثقافات التنظيمية والاهتمام برفاهية الموظف بشكل استباقي. ويُظهر بحثنا أن مثل هذه المبادرات يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في الإنتاجية والاحتفاظ بالموظفين. وتعدّ استجابة المؤسسات مشجعة حتى الآن.

 

تعزيز الأعمال

واختتم دروش بقوله: «رسخت التطورات التي تقودها الحكومة ثقافة مؤسسية وإدارية تؤكد الاستدامة وممارسات الأعمال المسؤولة. وتعتبر دبي مثالاً رائداً في المنطقة لتعزيز الأعمال المسؤولة والاستفادة من الشراكات بين أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص لمعالجة قضايا المسؤولية الاجتماعية للشركات وزيادة التأثير الاجتماعي.