أكدت دراسة حديثة أن 95% من المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لديها أهداف حوكمة بيئية واجتماعية ومؤسسية، لكن 36% فقط من هذه المؤسسات حققت تقدماً ملحوظاً.

واستناداً للدراسة التي قامت بها شركة «أي بي أم» IBM أخيراً عن الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، والتي أظهرت أن 43% من مديري أقسام الاستدامة في المؤسسات يتفوقون على أقرانهم في العمل من حيث الربحية العائدة للمؤسسات. بالإضافة إلى ذلك، وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن معظم المخاطر التي يتوقع المديرون التنفيذيون مواجهتها على المدى القصير والطويل تقع تحت مظلة معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.

وقال شكري عيد، مدير عام منطقة الخليج والمشرق وباكستان لدى «آي بي أم»: «أصبحت ممارسات الاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية من ضمن اهتمام المستهلك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، مما انعكس على سلوكياته الشرائية واختيار المؤسسات التي يتعامل معها. ولهذا السبب، أدركت هذه المؤسسات أهمية وضع خطط وأهداف بيئية واجتماعية واضحة وواقعية لا تتعارض مع استراتيجيات زيادة الربح والعائد على استثمارها».

كل هذا يؤكد أن المؤسسات التي تنظر إلى معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية كقيمة إضافية وليس عملاً إلزامياً لديها القدرة على التفوق على منافسيها، حيث ستكون مستعدة بشكل أفضل للمستقبل.

كما توصلت الدراسة أيضاً إلى أن حوالي 4 من كل 10 مستهلكين على مستوى العالم يشعرون أن لديهم ما يكفي من البيانات لاتخاذ قرارات مستدامة بيئياً في الشراء أو التوظيف، ويؤكد 1 من كل 3 مستهلكين أن لديهم معلومات كافية لاتخاذ قرارات استثمار وادخار مستدامة.

 

قاعدة بيانات

وأوضح عيد أن الدراسة أشارت إلى أن عدم توافر البيانات يعد أكبر عقبة أمام إحراز تقدم في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، حيث أشار إليها 44% من المديرين التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

إن البيانات الموثوقة تعتبر الأساس الذي يبنى عليه استراتيجيات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، لأنها توفر رؤية شاملة لكل عمليات المؤسسة، وتتيح البيانات في الوقت الفعلي لصناع القرار - من تقييم بصمتها الكربونية إلى قياس فجوة الأجور بين الجنسين - ولذا من المستحيل تقييم تأثير الشركة أو تحديد فرص التحسين أو عرض الإنجازات من دون وجود بيانات موثوقة.

من الصعب التنبؤ بالإجراءات التي ستعزز الاستدامة وتحسن النتائج المالية من دون القدرة على الوصول إلى بيانات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية وتحليلها وفهمها، في الوقت نفسه. ويؤكد 6 من كل 10 مديرين تنفيذيين أنهم أصبحوا يقومون بعمل أولويات بين الأهداف المالية والأهداف البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات مما يسلط الضوء على أهمية النهج القائم على البيانات لتحقيق الأهداف المؤسسات.

 

دعم التحول الرقمي

يعاني 67% من المسؤولين التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من زيادة أعباء معالجة البيانات اليدوية، بينما يواجه 70% تحديات في دمج البيانات أو معالجتها. للتغلب على هذا التحدي، يمكن للشركات الاستفادة من الحلول التكنولوجية المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي، والتشغيل الآلي، وإنترنت الأشياء، والمحاكاة البيئية، والبيئة السحابية المختلطة، والتحليلات المتقدمة، والحوسبة الكمية، لتحقيق أقصى استفادة من البيانات.

بفضل التحليلات المتقدمة، يمكن للشركات التعمق في أدائها، وتحديد فرص التحسين، وإجراء نمذجة تسهم في اتخاذ قرارات أكثر استدامة. بالإضافة إلى خفض التكاليف، يعمل التشغيل الآلي على تعزيز كفاءة ودقة وتأثير جهود الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية من خلال التقليل أو إلغاء العمليات اليدوية. في الوقت نفسه، يحول الذكاء الاصطناعي البيانات التشغيلية والبيئية إلى أنماط يمكن للأطراف المعنية فهمها.