أكدت شركة جينسلر الشرق الأوسط للمدن والتصميم الحضري أن الإمارات شهدت زيادة في المشاريع السكنية التي وضعت الاستدامة في صدارة اهتماماتها، مشيرة إلى أن المدينة المستدامة في دبي والمشاريع مثل جناح الاستدامة «تيرا» في مدينة إكسبو ما هي إلا بعض الأمثلة على كيفية البناء مع وضع الاعتبارات الإيكولوجية نصب أعيننا.
وقال ستيفن فيليجرينيس مدير التصميم في شركة جينسلر الشرق الأوسط للمدن والتصميم الحضري أنه أصبح من الضروري أن نتبنى هذه الأساليب وأن نستغل الفرص المتاحة في هذه المنطقة للبرهنة على أن التمدن الإيكولوجي يمكن أن ينجح، حتى في البيئات القاسية والصعبة مثل دول مجلس التعاون الخليجي.
وتتوقع الأمم المتحدة زيادة نسبة السكان الذين يقطنون المدن إلى نحو 66% من إجمالي السكان بحلول عام 2050. إذ بحلول هذا الوقت، سيكون التعداد العالمي قد تجاوز 9 مليارات نسمة، وستكون معظم الزيادة السكانية متركزة في البلدان الأقل تقدماً من الناحية الاقتصادية.
وإذا ما قورنت هذه المعطيات بعام 2018 الذي سبق تفشي جائحة كوفيد 19، سنجد أن نسبة القاطنين في المناطق الحضرية كانت تبلغ 55% من سكان العالم. وفي المجمل، يقطن 4.2 مليارات شخص في التجمعات الحضرية مقارنة بـ 3.4 مليارات شخص يقطنون في المناطق الريفية. ولو عدنا إلى عام 1950، لوجدنا أن ثلث سكان العالم (30%) فقط كانوا يقطنون في التجمعات الحضرية.
ويشير ستيفن فيليجرينيس مدير التصميم في شركة جينسلر الشرق الأوسط للمدن والتصميم الحضري فإنه بالنظر إلى حجم التوسع السكاني، فقد أصبح لزاماً علينا أن ندير نمو المدن على النحو الصحيح، وهنا يكمن دور التمدن الإيكولوجي لما له من تأثير مهم في هذا الصدد.
ورد المصطلح أول مرة كمفهوم في كتاب «التمدن الإيكولوجي» الصادر عام 2010 عن كلية هارفارد للدراسات العليا للتصميم، والذي هو يرى في مضمونه إلى إحداث نقلة نوعية في كيفية تصميم مدننا وبنائها.
وأوضح فيليجرينيس إن الهدف من التمدن الإيكولوجي يتمثل في إنشاء مدن تقوم في جوهرها على «منظومة بيئة اصطناعية» تحقق الكفاءات المترابطة والدورات المتكررة نفسها للحفاظ على الحياة التي تحققها النظم البيئية الطبيعية، أضف إلى هذا أن المدينة البيئية المصممة بشكل صحيح ستكون قادرة على تحويل النمط الخطي الحالي المتمثل في وجود الطاقة في طرف والنفايات في الطرف الآخر إلى آخر حلقي، حيث يعاد توجيه النفايات المتولدة وإعادة استخدامها بمجموعة من الطرق المفيدة.
وقال ستيفن فيليجرينيس: كنت شاهداً في إكسبو2020 دبي، على تقارب حقيقي للمفاهيم الرائدة في مجال التمدن الإيكولوجي، وذلك بفضل الأدوات وقواعد البيانات الجديدة المستخدمة.