نجحت «أدنوك للحفر» في استقطاب كفاءات نسائية مواطنة للعمل في قطاع الحفر بالتكسير الهيدروليكي، وهو تقنية تعتمد على ضخ سوائل حفر خاصة في شقوق التكوينات الصخرية تحت الأرض لزيادة تدفق الغاز والنفط من الموارد غير التقليدية فلم تعد أعمال حفر آبار النفط والغاز قاصرة على الرجال، إذ اقتحمت الإماراتية القطاع لمساعدة شقيقها الرجل، وأولت «أدنوك للحفر» الموضوع أهمية قصوى، إذ أظهرت الدراسات أن بيئات العمل الأكثر تنوعاً تكون صحية وتنافسية أكثر فضلاً عن شعور أفرادها بالسعادة، ويشكل استقطاب الكفاءات النسائية أولوية استراتيجية بالنسبة لـ«أدنوك للحفر» تتماشى مع مسيرة نمو الشركة المتواصلة وغير المسبوقة وخصوصاً بعد الطرح العام الأولي في أواخر سنة 2021 كما تهتم الشركة بجذب الكوادر الوطنية والمواهب من الشباب.

توظيف خريجات

أكد عبدالرحمن عبدالله الصيعري، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للحفر لـ«البيان» حرص الشركة على توظيف خريجات الجامعات المحلية المتخصصات في الهندسة والعلوم وإعدادهن لتولي أدوار قيادية في الشركة. وأضاف: إن «أدنوك للحفر» حريصة على الاستثمار في بناء قوة عاملة مدربة ومؤهلة من المواطنين الإماراتيين، مشيراً إلى أن 90% من المناصب القيادية في الشركة تشغلها كوادر من المواطنين والمواطنات الإماراتيات. وقال: تسعى أدنوك للحفر إلى تحقيق أهدافها عبر قطاع خدمات حقول النفط لديها.

التقت «البيان» روضة الهاملي وسهام محمد، أول مهندستين تعملان في الشركة في قطاع الحفر بالتكسير الهيدروليكي، وهما متخصصتان في الهندسة الكيميائية، وتم استقطابهما للعمل في هذا القطاع بالشركة.

تقول روضة الهاملي المهندسة الوحيدة في عائلتها المكونة من 7 أفراد: في دراستي في الجامعة كنت أتوقع العمل في قطاع صناعة الأدوية، ولكن خطط المستقبل تغيرت بعدما أجريت مقابلة التوظيف في «أدنوك للحفر». وأضافت: بعد النجاح في المقابلة والانضمام إلى «أدنوك للحفر» بدأت مرحلة جديدة، إذ أتعلم كل يوم وأستفيد من جميع البرامج التدريبية.

وأضافت إنه تم اختيارها ضمن فريق عمل الحفر بالتكسير الهيدروليكي في إدارة ضغط الضخ، فوجدت كل الدعم من الشركة، مشيرة إلى أن نائب الرئيس في العمليات أول امرأة إماراتية تعمل في هذا المجال وهي نموذج يحتذى به، وحريصة على استقطاب المزيد من الكفاءات النسائية الإماراتية وتسعى إلى تحقيق هذا الهدف ببذل كل ما في وسعها من جهد.

وأوضحت روضة الهاملي أن فريق الحفر بالتكسير الهيدروليكي في «أدنوك للحفر» يعد حديث العهد، إذ استكمل حفر أول بئر غير تقليدية في 2020، مشيرة إلى الأهمية الاستراتيجية التي يحظى بها هذا النوع من أعمال الحفر ضمن خطة توسعة أعمال الشركة وفتح آفاق واعدة أمام الكفاءات النسائية الإماراتية.

وأضافت: إن التقدم التقني في أعمال الحفر يشكل حافزاً قوياً للمرأة لدخولها القطاع، مشيرة إلى أن التطور الكبير في قطاع الحفر وصل إلى حد أصبحت عمليات الحفر بالتكسير الهيدروليكي يمكن أن تتم من بُعد لأن عمليات الحفر من هذا النوع لا تتعلق فقط بالمعدات الثقيلة ولكن ترتبط أيضاً بالخدمات المتصلة بها، وقالت روضة الهاملي: ليس من الضروري أن تكون مهندساً لتتمكن من العمل لدى «أدنوك للحفر»، فهناك العديد من الوظائف التي تتطلب مهارات وخبرات مهنية.

فرصة عمل

تقول المهندسة سهام محمد: كنت محظوظة بالحصول على فرصة عمل في «أدنوك للحفر» التي جعلت من السهل على المرأة الإماراتية دخول قطاع الحفر رغم الحضور القوي للرجال فيه، مشيرة إلى أنها تقدمت للعمل في «أدنوك للحفر» مع نحو 20 متقدماً ومن بينهم زميلتها روضة الهاملي وتعرفت إليها يوم المقابلة، ونحن نعمل جنباً إلى جنب ضمن فريق العمل المسؤول عن خدمات الحفر بالتكسير الهيدروليكي. وعن مستقبل عملها في قطاع أعمال الحفر، قالت سهام محمد: كل شيء ممكن وسقف الطموح في «أدنوك للحفر» لا حدود له، وسوف أسعى في السنوات المقبلة إلى اكتساب الخبرة الكافية التي تؤهلني لتحمل مسؤولية إدارة مشروع ضخم في «أدنوك للحفر».