«إتش إس بي سي»: الخدمات المصرفية الخاصة تشهد طفرة في الإمارات

أكد بنك «إتش إس بي سي» أن قطاع الخدمات المصرفية الخاصة في الإمارات يشهد طفرة (انتعاش) خلال العام الجاري، مؤكداً أن الإمارات استفادت من موقعها الجغرافي الاستراتيجي لتتحول إلى بوابة مالية تربط بين الشرق والغرب، ولتصبح بالتالي موقعاً متميزاً للأفراد من أصحاب الثروات الذين يتطلعون إلى الوصول إلى المراكز المالية الكبرى في العالم.

وأفاد البنك أن الإمارات تعتبر مركزاً متميزاً ومشهوراً يضم عقارات عالمية المستوى ومراكز تسوق ومطاعم ومدارس دولية ممتازة ورعاية صحية متميزة ومجموعة كاملة من الأنشطة الترفيهية، مما يجعلها موقعاً مثالياً للعملاء من أصحاب الثروات العالية أو الثروات الكبيرة، وبالتالي، فإن الطلب على الخدمات المصرفية الخاصة والخدمات المالية المرتبطة بها أصبح قوياً أيضاً.

وقال فرزاد بيليموريا، رئيس الخدمات المصرفية الخاصة – الإمارات فرع مركز دبي المالي العالمي، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، إن الإمارات أظهرت قدرتها في تحقيق ما هو ممكن في مجال الخدمات المصرفية الخاصة، وأظن أن دول منطقة مجلس التعاون الخليجي المجاورة سوف تتطلع إلى محاكاة هذا النجاح.

وأضاف بيليموريا أن الدولة استفادت من موقعها الجغرافي الاستراتيجي لتتحول إلى بوابة مالية تربط بين الشرق والغرب، ولتصبح بالتالي موقعاً متميزاً للأفراد من أصحاب الثروات الذين يتطلعون إلى الوصول إلى المراكز المالية الكبرى في العالم.

«الإقامة الذهبية»

وأوضح بيليموريا أن عملاء اليوم يطالبون البنوك بمساعدتهم في بناء ثرواتها وإدارتها ونقلها من جيل إلى جيل، ولقد تمكنا من دعم عملائنا للقيام بذلك بشكل فعّال في الإمارات، من خلال العمل بشكل وثيق مع زملائنا في فرق الخدمات المصرفية التجارية والخدمات المصرفية الاستثمارية في HSBC.

وتابع بيليموريا، ولقد شهدنا أيضاً إنشاء العديد من الشركات العائلية - الفردية أو متعددة الأطراف - هنا في الإمارات، ويقوم قطاع الخدمات المصرفية الخاصة بإنشاء مكاتب خاصة له لتلبية احتياجات هذه الكيانات التي تتطلب خدمات أكثر تطوراً مقارنة بالعملاء الأفراد.

كما تقوم البنوك أيضاً بدعم إطلاق برنامج تأشيرة الإقامة الذهبية الذي أطلقته حكومة الإمارات مؤخراً، والذي يمكّن المستثمرين ورجال الأعمال والمجموعات الأخرى من تأسيس إقامة طويلة الأجل عبر عدة خيارات، وتتمثل إحداها في إيداع وديعة لدى البنوك التي تتخذ من الإمارات مقراً لها بحسب بيليموريا.

وتابع فرزاد بيليموريا، وهذا من شأنه تعزيز قوة الدولة في القطاعات الرئيسية مثل الخدمات المالية والنفط والغاز والعقارات والسفر والضيافة والتكنولوجيا والرعاية الصحية، ولقد حصل أكثر من 150.000 من الأفراد على تأشيرة الإقامة الذهبية بحلول نوفمبر 2022، ومن المتوقع أن هذا العدد قد زاد منذ ذلك التاريخ، ومن الجدير بالذكر أن الإمارات العربية المتحدة قد احتلت أيضاً المرتبة الأولى عالمياً في استقطاب الأفراد من أصحاب الثروات الجدد في عام 2022.

وقال بيليموريا إن الإمارات تعتبر مركزاً متميزاً ومشهوراً يضم عقارات عالمية المستوى ومراكز تسوق ومطاعم ومدارس دولية ممتازة ورعاية صحية متميزة ومجموعة كاملة من الأنشطة الترفيهية، مما يجعلها موقعاً مثالياً للعملاء من أصحاب الثروات العالية أو الثروات الكبيرة، وبالتالي، فإن الطلب على الخدمات المصرفية الخاصة والخدمات المالية المرتبطة بها أصبح قوياً أيضاً.

مخاوف العملاء

وأفاد بيليموريا أن هناك ثلاثة مواضيع رئيسية تمثل المخاوف التي تعتبر الأهم بالنسبة للعملاء، في مقدمتها ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة، مما يؤثر على هوامش الربح للشركات العاملة والعمليات التجارية، تليها حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي، مما يؤثر على التدفقات التجارية العالمية.

وأضاف بيليموريا أن التحدي الثالث يتمثل في التقلب المستمر في الأوراق المالية المتداولة في أسواق البورصة وعدم رغبة العملاء في الاستثمار في الأصول غير السائلة طويلة الأجل قد أثر على قدرة العملاء على الاستثمار في أنواع الأصول الأكثر خطورة.

محافظ عقارية وسياحة

وأشار بيليموريا إلى أن الإمارات أثبتت أنها واحدة من أكثر الدول جاذبية في العالم للاستثمار العقاري، حيث يقوم الأفراد ببناء محافظ عقارية وثروات كبيرة. وأضاف، ولا تزال قطاعات الضيافة والسياحة مزدهرةً وشهدت توسعاً قوياً، مما يوفر مساهمة كبيرة في نمو اقتصاد الدولة، ويؤدي نمو الإشغال الفندقي إلى تحفيز قطاع السياحة في هذا السوق، مما يتيح بالتالي للدول المجاورة إمكانية الاستفادة من هذه التدفقات.

ومن منظور السوق المالية، قال بيليموريا إن الاستثمارات المدرة للدخل تحظى بشعبية كبيرة نظراً لبيئة معدلات الفائدة المرتفعة، وستبقى السندات عالية الجودة، والتي بموجبها يحصل العملاء على عوائد مرتفعة من فئة الأصول ذات الدخل الثابت، موضوع اهتمام رئيسي بالنسبة للعملاء على المدى القريب.

كما يستمر الاهتمام بالاستثمار المستدام في النمو، ونرى هذه المنطقة من أسرع القطاعات نمواً في عالم الاستثمار، كما أننا نواصل تعزيز علاقات الشراكة مع عملائنا بشأن استثماراتهم الشخصية وكذلك أعمالهم لتقديم الحلول والاستراتيجية المثلى على المدى الطويل.

منصة خدمات مصرفية

وأفاد بيليموريا أن العام الماضي كان محورياً بالنسبة لبنك HSBC الشرق الأوسط ولأعمالنا في مجال الخدمات المصرفية الخاصة، وذلك بسبب قيامنا بإطلاق منصة الخدمات المصرفية الخاصة في الإمارات للعملاء ممن لديهم أصول قابلة للاستثمار تزيد قيمتها على 2 مليون دولار.

وذكر بيليموريا أن عملياتنا الداخلية تعتبر مكملةً للخدمات المصرفية الدولية الخاصة التي نقدمها من خلال مكاتبنا في مركز دبي المالي العالمي منذ عام 2014 وفي سوق أبوظبي العالمي منذ عام 2020، ومع إطلاق منصة الخدمات المصرفية الخاصة في الإمارات، فقد وصل عدد منصات أو مراكز إدارة الثروات الدولية ضمن شبكة HSBC إلى 11 مركزاً، مما يضع الإمارات في نفس الترتيب من حيث الأهمية إلى جانب سويسرا وسنغافورة والمملكة المتحدة ولوكسمبورغ وجيرنسي وهونغ كونغ والولايات المتحدة.

الأكثر مشاركة