أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أول مركز تميّز بالذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي على المستوى الاتحادي، بهدف تعزيز مسيرة التحول الرقمي في مجال البيانات الصحية وتوظيف التقنيات الذكية في تطوير كفاءة وجودة خدماتها، وإرساء منظومة خدمات رقمية متكاملة تسعد المتعاملين وتوفر لهم أفضل الخدمات المستدامة والمبتكرة.

وجاء الإعلان عن إطلاق مركز التميز خلال مشاركة الوزارة في فعاليات أسبوع جيتكس غلوبال 2023 بدبي، والذي استضافته دبي أخيراً، حيث تعرض الوزارة حزمة من مشاريعها الرقمية وأحدث الأنظمة والحلول التقنية، لتلبية الاحتياجات الصحية الحالية والمستقبلية، وترسيخ مكانتها كواحدة من أهم رواد التحول الرقمي الحكومي.

وكشفت الوزارة عن أن اختصاص مركز التميز الذي خُصص له كوادر إماراتية لإدارة هذه التقنية المتطورة بالتعاون مع ساس، الشركة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتحليلات والتي سيغطي خبراؤها سبعة مجالات من الخبرة وهي، تراخيص المنشآت الطبية، حيث سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية اختيار المواقع لبناء المستشفيات أو المراكز الطبية، من خلال ربط نتائج هذه التحليلات بالمستثمرين قبل تقديم طلبات التراخيص للمرافق الطبية، وسيتم أيضًا دعم الأطباء في تأمين التراخيص اللازمة وفقًا لاحتياجات الدولة.

كما يتضمن مركز التبرع وزراعة الأعضاء لمطابقة الفحوصات بين المتبرعين والمرضى، ما يساعد على تسهيل عمليات نقل الأعضاء وإعطاء الأولوية للحالات الحرجة داخل الدولة وخارجها، وسيتم أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل نتائج الفحوصات الشعاعية، ما يزيد من كفاءة تشخيص الحالات، كما يتضمن إطلاق مختبر للذكاء الاصطناعي في ديسمبر 2023، بالإضافة إلى مجال إدارة المخزون الاستراتيجي للأدوية، باستخدام الذكاء الاصطناعي لربط قواعد البيانات وتحليل الاستخدام لوضع استراتيجيات التوزيع وفقًا للاحتياجات الضرورية. وتتبع شحن الأدوية من البلد المصنع لحد تسليمها للمرضى، مع ربطه بأنظمة أخرى في الدولة.

وأوضحت الوزارة أن مركز التميز سوف يعزز تحليل بيانات المواليد والوفيات، ما يساعد على فهم الأسباب وتحليل البيانات بشكل أفضل. كما يؤدي دوراً بارزاً في إدارة مركز الأزمات والطوارئ والكوارث التابع للوزارة، فضلاً عن إدارة أمان المعلومات وتحليل البيانات الضخمة، ما يسهم في تعزيز الأمن السيبراني في شبكة الوزارة.

استراتيجية وطنية

وفي إطار تسليط الضوء على أهداف مركز التميز أكد علي أحمد الدشتي وكيل الوزارة المساعد لقطاع الخدمات المساندة، أن إطلاق المركز يأتي ضمن رؤية الوزارة لتطوير الخدمات الرقمية من خلال دمج أحدث التقنيات في الخدمات ومنها الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 وتطلعات مئوية الإمارات 2071.

وأشار الدشتي إلى أن إنشاء مركز التميز للذكاء الاصطناعي (COE) يأتي ضمن مشروع مشترك بين وزارة الصحة ووقاية المجتمع وشركة SAS الرائدة في مجال تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، تماشياً مع رؤية القيادة بالاستفادة من أحدث الابتكارات التكنولوجية، وذلك عبر توظيف البيانات الضخمة للمساعدة في التحليل التنبؤي للمعلومات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية. فضلاً عن استقطاب نخبة مواطنة من الكفاءات البحثية لدفع الابتكار التكنولوجي الذي يعزز مكانة الدولة كمركز عالمي مزدهر ومثال رائد للحكومات الرقمية، بما يتماشى مع الأهداف الرئيسية لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031.

تحليل البيانات الصحية

وقال سمير خوري، مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات وإدارة الصحة الرقمية بالإنابة، إن إطلاق مركز التميز بالذكاء الاصطناعي يأتي في إطار تطبيق أفضل الممارسات المبنية على البيانات، لتطبيق أفضل وسائل التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات بناء على قواعد بيانات تساعد على تقييم وقياس أداء الخدمات الصحية، التي تعتبر من أهم عناصر إعداد الخطط والسياسات وضمان التوزيع الأمثل للموارد والخدمات الصحية بفاعلية لتعزيز صحة المجتمع وتحديث المؤشرات الصحية.

وأوضح سمير خوري أن المركز سيعمل على تطوير نماذج تحليلية وتنبؤية عالية الجودة في عملياته بالاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومصادر البيانات المتقدمة، بهدف توفير تحليلات وبحوث موثوقة وعالية الجودة تسهم في الارتقاء بتجربة المتعاملين، ستعزز هذه الشراكة مع SAS من الدور الحيوي الذي يقوم به المركز في تطوير حلول رقمية سريعة وفاعلة لمعالجة البيانات الضخمة،

من جانبه قال ميشال الغريّب، المدير التنفيذي لدى ساس في دولة الإمارات، مع التقنيات المتطورة مثل التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي التي تشكل مجتمعنا، تلتزم وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالريادة في هذه التطورات. وهدفنا الرئيسي هو توسيع تطبيق الذكاء الاصطناعي، لتحسين رفاهية وجودة حياة المتعاملين والمجتمع، من خلال تطوير مستقبل القطاع الصحي في الإمارات القائم على الذكاء الاصطناعي.