إمكانية كبيرة لخفض انبعاثات دورة حياة المباني | أرشيفية

«ستراتيجي & الشرق الأوسط»: البناء المستدام يسهم باستحداث 4.3 ملايين فرصة عمل سنوياً بالمنطقة

أشار تقرير صدر أخيراً عن ستراتيجي & الشرق الأوسط وشبكة برايس ووتر هاوس كوبرز، بالتعاون مع دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية (شاعر ومشاركوه) - إلى إمكانية خفض الانبعاثات المتولدة عن دورة حياة المباني بنسبة تتراوح ما بين 50 و60% في حال اعتماد تقنيات البناء المستدام في المشاريع الإنشائية الجديدة في المنطقة، والمتوقع أن تشهد طفرة كبيرة بقيمة تصل إلى تريليوني دولار. علاوة على ذلك، فمن المتوقع – وفقاً للتقرير – أن تسهم هذه الطفرة الكبيرة في قطاع الإنشاءات على مستوى المنطقة في تحقيق أثر اقتصادي جوهري عن طريق المساهمة بنسبة تتجاوز 10% سنوياً من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة، واستحداث 4.3 ملايين فرصة عمل سنوياً حال تنفيذ التوصيات الواردة في التقرير.

يأتي ذلك مع اقتراب موعد انطلاق قمة الأطراف (كوب 28) المقرر أن تستضيفها دولة الإمارات، وفي ضوء ما تبذله المنطقة من جهود حثيثة لتحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية، ويشير التقرير إلى أن المنطقة مهيأة لتحقيق الريادة العالمية في اعتماد تقنيات البناء المبتكرة التي تركز على الاستدامة في ضوء الاستثمارات الجارية في «البيئات المبنية» الجديدة، والمتوقع أن تصل قيمتها إلى تريليوني دولار حتى عام 2035. ووفقاً للتقرير، تعد هذه التقنيات بمثابة فرصة ذهبية لتمكين المنطقة من قطع أكثر من نصف الشوط نحو تحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية، مستشهداً في هذا الصدد بمجموعة من المشاريع الإنشائية الضخمة الجارية في المنطقة ومنها مدينة نيوم المستقبلية في المملكة العربية السعودية، ومدينة لوسيل الترفيهية المخطط إنشاؤها في دولة قطر.

ويشير مصطلح «البيئات المبنية» إلى المحيط الذي يصنعه الإنسان لتوفير السياق المناسب والممكنات اللازمة للنشاط البشري بما يشمل المباني، والأحياء، والمدن، والبنى التحتية المساندة على غرار مرافق إمداد المياه وشبكات الطاقة. وتتضمن العمليات المرتبطة بتطوير البيئات المبنية الجديدة التخطيط الحضري، والتطوير العقاري، والأعمال الإنشائية، وبناء الأصول التشغيلية والتي يمكنها كلها الاستفادة من أساليب وتقنيات البناء المبتكرة التي تركز على الاستدامة.

وقال الدكتور يحيى عانوتي الشريك في ستراتيجي & الشرق الأوسط، ومدير منصة الاستدامة في برايس ووتر هاوس كوبرز الشرق الأوسط قائلاً «تعد هذه الاستثمارات الضخمة المخططة في قطاع الإنشاءات بمثابة فرصة لتمكين المنطقة من تحقيق الريادة في اعتماد مجموعة كبيرة من التقنيات والعمليات المستدامة، فالبيئات المبنية مسؤولة – بوجه عام – عن جزء كبير من البصمة الكربونية، إذ إنها تستهلك 37 بالمئة تقريباً من الطاقة، وتولد 39 بالمئة من الانبعاثات الكربونية، كما أنها تستهلك 40 بالمئة من المواد المنتجة عالمياً». وأضاف «تشير تقديراتنا إلى أن خفض الانبعاثات المتولدة من مشاريع التطوير الحضري يمكن أن يساعد المنطقة في قطع أكثر من نصف الشوط نحو تحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية».

ويتضمن التقرير 17 تطبيقاً ينطوي على إمكانيات عالية ويمكن تنفيذه على محاور عدة ومنها التنقل، والمناظر الطبيعية المدارة، وكثافة المشاريع الحضرية، والنظم الميكانيكية، والعمليات الإنشائية.