تستمر فعاليات المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية WRC23 في دبي إلى 15 ديسمبر، بمشاركة نحو 4500 مسؤول حكومي من 193 دولة، وحوالي 900 منظمة دولية وجامعة وشركة من مختلف أنحاء العالم، ويشهد المؤتمر جلسات متعددة ومتنوعة، تهدف للوصول إلى توافقات عالمية حول الاتصالات اللاسلكية وتردداتها، مما ينعكس على القطاعات كافة كالتصنيع والفضاء والصحة والتعليم والنقل والمواصلات.
وتكتسب هذه الدورة من المؤتمر أهمية استثنائية في ضوء المتغيرات المتسارعة في عالم اليوم، وخصوصاً في مجال التقنيات الجذرية والناشئة، التي فرضت نفسها كعامل حاسم في تشكيل معالم المستقبل الرقمي ومستقبل المدن الذكية، وتعتمد الكثير من الخطط الصناعية في مجال منتجات الاتصالات والتكنولوجيا على مخرجات المؤتمر، من حيث اللوائح المعتمدة عالمياً للترددات اللاسلكية.
وشهد اليوم الأول من المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية WRC23 اختيار المهندس محمد الرمسي رئيساً للمؤتمر، في خطوة تعكس المكانة العالمية لدولة الإمارات، ولا سيما في قطاع الاتصالات، الذي يعد المحرك الأبرز للتطور في مختلف المجالات الراهنة، كما تعكس هذه الخطوة كفاءة وقدرة أبناء الإمارات في إدارة وترؤس أكبر المنصات والفعاليات الدولية.
ويأتي هذا الاختيار تتويجاً لقرار اتخذه المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية في دورته السابقة بشرم الشيخ– جمهورية مصر العربية عام 2019 بالموافقة على استضافة دولة الإمارات لهذا المؤتمر، الذي يعد من أهم المؤتمرات العالمية في قطاع الاتصالات عموماً، والاتصالات الراديوية على وجه الخصوص، كما وافق المؤتمر آنذاك على اعتبار محمد الرمسي مرشحاً لرئاسة الدورة التاسعة والثلاثين للمؤتمر، التي تنعقد هذه الأيام في الدولة.
تاريخ حافل
وجاء ترشيح الرمسي لرئاسة المؤتمر انطلاقاً من تاريخه الحافل بالمهمات والمسؤوليات في قطاع الاتصالات، حيث يمتلك أكثر من 20 عاماً من الخبرة في مجالات مثل هندسة الشبكات، والبنية التحتية والمعايير، وتخطيط الشبكة المركزية، وإدارة الشؤون التنظيمية، وصولاً إلى منصبه الحالي كنائب مدير عام لقطاع الاتصالات بالهيئة.
مكانة رفيعة
وعلق الرمسي على اختياره رئيساً للمؤتمر بالقول: «لقد كانت موافقة المؤتمر على ترشيح شخصية إماراتية لرئاسة أحد أهم المؤتمرات، وأكثرها تأثيراً في قطاع الاتصالات العالمي بمثابة ترجمة لما تتمتع به دولتنا من مكانة عالمية رفيعة، واليوم تتعزز هذه المكانة من خلال سرعة اتخاذ القرار باعتماد هذا الخيار في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وأنا اليوم أشعر بمسؤولية كبرى يمليها عليّ واجبي كإماراتي تجاه وطني أولاً، وتجاه المسؤوليات العالمية التي تترتب على وجودي في هذا الموقع».
وأضاف الرمسي: «إنني أستمد ثقتي بالنجاح في هذه المهمة من الدعم الكبير، الذي حظيت به، ويحظى به كل فرد من أبناء هذا الوطن المعطاء، وهو ما جعل أبناء الإمارات يثبتون حضورهم بجدارة فائقة في كافة المناسبات والمحافل العالمية، التي مثلوا فيها بلادهم، واليوم أؤكد أن هذا الاختيار يمدني بحافز كبير لكي أبذل كل جهد مستطاع، من أجل خدمة الرسالة العالمية لدولة الإمارات، والمتمثلة في رؤية نحن الإمارات 2031، ومحورها الذي يجعل من دولتنا داعماً رئيساً للتعاون الدولي، وعنصراً فاعلاً في تحقيق الأهداف التنموية الأممية لخدمة الإنسان في كل مكان».