أعلنت شركة فيكا للاستثمار الألمانية عن التعاون مع مصنع الإمارات لإنتاج حليب الإبل ومشتقاته (Camelicious)، للبدء في إنتاج الفحم الحيوي الصناعي باستخدام مخلفات الإبل.
وترتكز هذه الشراكة الاستراتيجية على رؤية مشتركة لتسخير الإمكانات الكامنة في مخلفات الإبل «الروث»، وذلك باستخدام أحدث تكنولوجيا تحويل الفحم الحيوي، حيث تهدف إلى تجديد المناظر الطبيعية الصحراوية القاحلة، وتحويلها إلى أراضٍ خصبة وصالحة للزراعة لتعزيز الأمن الغذائي، وتشجيع الزراعة.
وعبر استخدام أحدث التقنيات الألمانية المعترف بها عالميًا، فقد تم مؤخرًا إدخال هذه التكنولوجيا الحديثة بنجاح في مصنع الإمارات لإنتاج حليب الإبل ومشتقاته (كاميليشوس) مما يمثل علامة فارقة في تنفيذ المشروع.
وبحسب شركة فيكا للاستثمار الألمانية، فإن الفحم الحيوي الناتج يشبه «التربة المعجزة»، ويتمتع هذا الفحم الحيوي بقدرة رائعة على تحويل الصحارى الرملية إلى أراضٍ صالحة للزراعة وخصبة بشكل دائم. وبالتالي فإن استخدام مواد النفايات العضوية، مثل تلك الناتجة عن المراكز الحضرية الكبيرة، يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تخضير وتشجير المناظر الطبيعية الصحراوية القاحلة.
ويملك هذا الفحم الحيوي قدرة فريدة على الاحتفاظ بالمياه، مما يسهم بشكل كبير في جهود الحفاظ على المياه، ويلعب هذا الابتكار دورًا حيويًا في تقليل انبعاثات الغازات الدفينة، مما يؤدي إلى فوائد بيئية متعددة.
وقال آدم فيكا، رئيس شركة فيكا للاستثمار الألمانية: لقد سخرنا التقنيات والعقلية الألمانية لابتكار هذه التكنولوجيا التي تشكل تطوراً هاماً بالنسبة للعالم العربي، حيث يمكننا تحويل أرض الصحراء القاحلة إلى أرض زراعية خضراء توفر الغذاء وتحقق الرخاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أن الجمل قد أصبح مصدراً يسهم في تحقيق الخصوبة للأرض.
وأضاف فيكا: تمتلك الإمارات العديد من الجمال التي تعتبر مصدراً هاماً في تحقيق الخصوبة للأرض، مما يجعل الجمال كنزاً حقيقياً في جهودنا، ونحن نسهم اليوم في ابتكار إماراتي عبر هذه التكنولوجيا التي ستلعب دوراً محورياً في الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير.
وسيسهم استخدام هذا الابتكار الجديد إلى تخفيف الحاجة إلى مدافن النفايات، التي ينبعث منها غاز الميثان، ويساعد الطاقة المتجددة في شكل طاقة حرارية وكهربائية، لتحل محل الوقود الأحفوري في مزرعة الجمال، مما يرسي الأساس للقضاء على النفايات العضوية، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وإنتاج واستخدام الطاقة المتجددة، وتصنيع منتج الفحم الحيوي، الذي يغذي التربة الصحراوية ويزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالمياه للزراعة العضوية في الصحراء، وسيمكّن هذا التحول الاستراتيجي الإمارات من تحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي، مما يقلل الحاجة إلى استيراد الخضروات.
وبدوره، سلط مطشر عوض البدري الرئيس التنفيذي لمصنع الإمارات لإنتاج حليب الابل ومشتقاته «كاميليشيس» الضوء على الطبيعة التحويلية لتعاونهم مع شركة فيكا للاستثمار: إن شراكتنا مع فيكا للاستثمار تمثل حجر الزاوية في التزامنا الثابت بمواجهة التحدي البيئي الكبير، لقد قمنا معًا بصياغة حل مستدام لإدارة وإعادة استخدام كميات كبيرة من روث الإبل بكفاءة، بما يتماشى تمامًا مع التزامنا برؤية الإمارات العربية المتحدة 2050 استراتيجية صافي الصفر لتحقيق حياد انبعاث الكربون.
وذكر أن هذه العملية المبتكرة لتحويل روث الإبل إلى تربة خصبة لا تخفف من التأثيرات البيئية فحسب، بل تولد أيضًا طاقة بيولوجية نظيفة، ويلعب مصدر الطاقة المتجددة هذا دورًا محوريًا في تلبية احتياجات مزرعتنا من الطاقة مع تعزيز أهداف الاستدامة الشاملة لدينا.