بحث معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية مع الدكتور بشر الخصاونة رئيس مجلس الوزراء في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، سبل الارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين إلى آفاق جديدة من التكامل والنمو الاقتصادي، مع التركيز على العلاقات ذات الأولوية، وذلك بهدف تحفيز النمو الاقتصادي المشترك وتوفير المزيد من فرص التعاون البناء بين مجتمعي الأعمال والقطاع الخاص في الجانبين.
جاء ذلك خلال استقبال الدكتور بشر الخصاونة لمعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي في دار رئاسة الوزراء بالعاصمة الأردنية عمان، بحضور يوسف الشمالي وزير الصناعة والتجارة والتموين في الأردن، حيث يقوم الزيودي بزيارة رسمية تستهدف مواصلة العمل المشترك لتطوير العلاقات الأخوية بين الدولتين.
دعم
وأكد الخصاونة عمق العلاقات الأخوية التي تجمع الأردن والإمارات، وتحظى برعاية واهتمام قيادتي الدولتين الشقيقتين. وأعرب عن دعم الأردن لاستضافة دولة الإمارات للمؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية الذي سيقام في أبوظبي فبراير المقبل، بمشاركة وزراء ومسؤولين من 164 دولة من الدول الأعضاء في المنظمة، مؤكداً مشاركة الأردن بمستوى عالٍ في هذا المؤتمر.
كما ثمن الخصاونة جهود دولة الإمارات ونجاحها في استضافة مؤتمر الأطراف لتغير المناخ (COP28) الشهر الماضي، والذي شهد الإعلان عن العديد من المبادرات المهمة.
رؤية مشتركة
ومن جانبه، أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي أن الإمارات والأردن تجمعهما رؤية مشتركة لبناء اقتصاد يستشرف آفاق المستقبل، وقائم على الابتكار والمعرفة وحرية تدفق التجارة والاستثمار، كما أن البلدين الشقيقين لديهما إرادة مشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أرحب من التكامل والنمو المشترك.
وقال: أسهمت الزيارات المتبادلة، والعلاقات الأخوية المتينة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، في توطيد العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، وتعاونهما الاستراتيجي بما يخدم رؤاهما المستقبلية في تحقيق التنمية والازدهار طويل الأجل، وتطلعات الشعبين الشقيقين إلى مستقبل أكثر نماءً وتقدماً.
وأضاف: «هناك إرادة متبادلة للبناء على الزخم التجاري والاستثماري بين البلدين، لتطوير العلاقات وتوفير المزيد من الفرص لمجتمعي الأعمال في الدولتين».
وتأتي الزيارة بينما تشهد العلاقات التجارية الإماراتية الأردنية زخماً متواصلاً، بعدما سجلت التجارة البينية غير النفطية نمواً قياسياً في عام 2022 بأكثر من 47 % مقارنةً بعام 2021 وصولاً إلى 4.5 مليارات دولار، أي أكثر من ضعف القيمة المسجلة في 2020 حيث نمت التجارة البينية حينها بنسبة 106 %، وبنسبة 57.8 % مقارنة مع 2019. وقد استمر هذا الزخم التجاري والمسار الصاعد لمعدلات نمو التجارة البينية في النصف الأول من عام 2023، حيث سجلت التدفقات التجارية بين البلدين نحو ملياري دولار.
وعززت هذه التدفقات مكانة الأردن ليكون الشريك التجاري الثالث عربياً لدولة الإمارات خارج دول مجلس التعاون الخليجي بعد العراق ومصر، وبحصة تبلغ 8 % من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية الإماراتية مع الدول العربية. كما أن الإمارات هي الشريك التجاري الخامس عالمياً، والثاني عربياً للأردن بعد السعودية بحصة تبلغ 6.2 % من التجارة الخارجية الأردنية مع العالم.
وعلى مستوى العلاقات الاستثمارية، تعد الإمارات المستثمر الأول عالمياً في الأردن، حيث بلغ إجمالي قيمة الاستثمارات الإماراتية في المملكة نحو 4 مليارات دولار بنهاية 2020، وبحصة تبلغ
14 % من إجمالي تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الأردن. وبالمقابل، تبلغ قيمة الاستثمارات الأردنية في الإمارات أكثر من 1.6 مليار دولار بنهاية 2021. وتأتي المملكة ضمن قائمة أهم 24 دولة مستثمرة في الإمارات، والسادسة عربياً بعد كل من السعودية والكويت ولبنان والبحرين وقطر.